الحكومة الإسرائيلية.. لَبيد يٌقر بوجود "عقبات" ونتنياهو "لم ييأس"

time reading iconدقائق القراءة - 8
 يائير لَبيد، زعيم حزب "هناك المستقبل" الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة خلال مؤتمر صحافي - القدس - 31 مايو 2021 - AFP
يائير لَبيد، زعيم حزب "هناك المستقبل" الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة خلال مؤتمر صحافي - القدس - 31 مايو 2021 - AFP
دبي-الشرق

أقرّ يائير لَبيد، زعيم حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي، الاثنين، بوجود "الكثير من العقبات" في طريق تشكيله حكومة ائتلاف من أحزاب يمينية ووسطية ويسارية، مستنكراً في الوقت ذاته خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال فيه إن الحكومة الجديدة "تشكل خطراً على أمن ومستقبل إسرائيل".

وقال  لَبيد في تصريحات نقلتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إنه "لا يزال هناك الكثير من العقبات في طريق تشكيل الحكومة الجديدة، ربما يكون هذا أمراً جيداً، لأنه سيتعين علينا التغلب عليها معاً".

وأضاف: "هذا أول اختبار لنا، لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إيجاد حلول وسط ذكية في الأيام المقبلة، لتحقيق الهدف الأكبر"، مشيراً إلى أنه "خلال أسبوع، يمكن لإسرائيل أن تدخل في عهد جديد".

وتابع لَبيد قائلاً: "الوضع سيصبح أكثر هدوءاً، والوزراء سيذهبون إلى عملهم من دون تحريض أو محاولة بث الخوف في كل وقت (..) إذا كنتم ترغبون بمعرفة لماذا يتعين علينا تغيير القيادة في إسرائيل، فاذهبوا واستمعوا إلى خطاب نتنياهو، لقد كان خطاباً خطيراً ومضطرباً، من قبل شخص لا حدود له بعد الآن، ضعفه يضعفنا جميعاً".

وأضاف أن ذلك "يعد سبباً لوجوب تشكيل الحكومة الجديدة (...) حكومة من اليمين واليسار والوسط، يخاطبون مجتمعنا، ويعرفوهم كيف نعمل معاً، ولا نكره بعضنا البعض".

والأحد، قال نتنياهو إن "حكومة اليسار ستكون خطراً على مستقبل إسرائيل، حكومة برئاسة بينيت ولَبيد ستصبح خطراً على إسرائيل"، متابعاً: "حكومة اليسار التي تتكون من 40 مقعداً، ليست حكومة وحدة وطنية".

ودعا أعضاء الكنيست الذين تم انتخابهم من أصوات اليمين، إلى "عدم التصويت لهذه الحكومة، يمكننا تشكيل حكومة يمين من أجل مصلحة إسرائيل".

"إعلان مرتقب"

وفي أعقاب إعلان رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، الأحد، عزمه الانضمام إلى لَبيد، لتشكيل حكومة ائتلاف تطيح برئيس الوزراء، اجتمعت فرق التفاوض من الحزبين وآخرين من "كتلة التغيير"، لعقد صفقة وتشكيل تحالف جديد، في حين قالت مصادر بحزب"الليكود" إن نتنياهو "لم ييأس"، وسيواصل الضغط إلى آخر لحظة.

ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن لَبيد، الذي كلفه الرئيس رؤوفين ريفلين بتشكيل حكومة، قد يعلن عن نجاحه في تشكيل ائتلاف بحلول الثلاثاء، إذ أمامه حتى الأربعاء، ليبلغه رسمياً بإتمام الاتفاق لتشكيل الحكومة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية الاثنين، بأنه "تم إحراز تقدم كبير في المحادثات الرباعية بين ممثلين من أحزاب يمينا، وهناك مستقبل، والأمل الجديد، وأزرق أبيض، مع استعداد الأطراف لمواصلة المفاوضات طوال اليوم".

وبموجب اتفاق التناوب بين "يمينا" و"هناك مستقبل"، سيخدم بينيت كرئيس للوزراء حتى سبتمبر 2023، ثم يسلم زمام الأمور إلى لَبيد، إذ سيكون الانضمام إلى الائتلاف مزيجاً من أحزاب اليمين والوسط واليسار، التي لن تنضم إلى حكومة بقيادة نتنياهو، الذي يحاكم في ثلاث قضايا جنائية.

نتنياهو يرفض الاستسلام

والأحد، أعلن بينيت، أنه "سيتعاون مع لَبيد لتشكيل ائتلاف"، واعداً بحكومة وحدة ذات ميول يمينية ستنهي أكثر من عامين من الجمود السياسي، وتطيح بنتنياهو بعد 12 عاماً متتالية في السلطة.

ووفقاً لـ"تايمز أوف إسرائيل"، فإن الانتخابات أثبتت أنه "لا توجد حكومة يمينية (محتملة) في عهد نتنياهو"، إذ شدد بينيت في خطاب متلفز، بعد أسابيع من التردد بين المحادثات مع لَبيد ونتنياهو: "هناك وحدة أو انتخابات خامسة".

وأكد هذا الإعلان، أياماً من الشائعات التي مفادها أن بينيت اختار صفقة تناوب مع لَبيد، من شأنها أن تضع زعيم الحزب اليميني (بينيت) في محلّ رئيس الوزراء للعامين المقبلين، ما قد يؤدي إلى إحداث تغيير كبير في السياسة الإسرائيلية. 

ومع استمرار المفاوضات لتشكيل حكومة بينيت- لَبيد، يعتزم نتنياهو الاستمرار في الضغط على أعضاء الكنيست في "يمينا" للانشقاق عن الحزب، والتصويت ضد الحكومة البديلة، بحسب ما قالت مصادر من حزب "الليكود" لـ"هيئة البث الإسرائيلية"، رغم اعترافهم بأن "مثل هذا الاحتمال يبدو غير مرجح".

وقال مصدر من "الليكود"، لم يذكر اسمه، إن "نتنياهو لا ينوي الاستسلام، ورأينا أن الوضع هش من اليمين، لكن سيكون من المستبعد تشكيل حكومة يمينية".

"دعم الكنيست"

ويبدو أن ائتلاف بينيت-لابيد الناشئ يحظى بدعم 61 من أعضاء الكنيست المشكل من 120 مقعداً، لذا فإن أي انشقاق واحد، قد يحرمه من الأغلبية.

ولا يزال الائتلاف بحاجة لدعم مؤكد من حزب "القائمة العربية الموحدة"، الذي لم يلتزم علانية بعد بـ"منح التحالف دعم أعضائه الـ4 في الكنيست".

واتهم نتنياهو بينيت بأنه "متخبط متسلسل، ومسؤول عن احتيال القرن"، مدعياً أنه "يستطيع بالفعل تشكيل حكومة يمينية"، ولا يزال بإمكانه إحباط "كتلة التغيير بينيت-لَبيد"، مع عدد كافٍ من "المنشقين"، داعياً أعضاء الكنيست اليمينيين إلى "رفض خطوة منافسيه".

"مخالفة الوعود"

وفي السياق، قال عميشاي شكلي، عضو الكنيست عن "يمينا"، والذي تعهد بعدم الانضمام إلى الائتلاف الجديد، الاثنين، إن "الحزب خالف وعوده الأساسية للناخبين".

وكتب شكلي بحسابه في "فيسبوك": "في الأشهر الأخيرة، بذلت كل ما بوسعي لضمان حصول يمينا على إنجاز كبير في الانتخابات، وأن يصبح نفتالي بينيت رئيساً لوزراء إسرائيل. آمنت به، بصدقه، بحبه لإسرائيل، وقد دعمته بكل قوة (...) لكن هذا ليس هو الطريق".

وأشار في هذا الصدد إلى وعد بينيت في الحملة الانتخابية بـ"عدم السماح للابيد بأن يصبح رئيساً للوزراء كجزء من صفقة تناوب"، قائلاً إن بينيت "خالف وعود يمينا لناخبيه، بينما انتهك بشكل صارخ أبسط قانون ديمقراطي".

في غضون ذلك، قال يائير غولان، العضو في حزب "ميرتس" اليساري، إن "معسكره الأيديولوجي قدم أيضاً تنازلات كبيرة في الصفقة، مضيفاً في تصريح لإذاعة "103": "نتخلى عن الكثير من مبادئنا من أجل عزل نتنياهو عن عرشه".

"لا تخلي عن الأيديولوجيا"

وفي خطابه، الأحد، قال بينيت: "لن يُطلب من أحد التخلي عن أيديولوجيته في التحالف الجديد المخطط له، لكن سيتعين على الجميع تأجيل تحقيق بعض أحلامهم، سنركز على ما يمكن فعله، بدلاً من الجدال حول ما هو مستحيل".

وبرزت خلافات عدة حول السيطرة على وزارات معينة، والصلاحيات الممنوحة لكل طرف، رغم الحديث عن تقدم محرز في المحادثات. 

ووفقاً لصحيفة "يدعوت أحرنوت"، يُطالب حزب "الأمل الجديد" بتعيين عضو الكنيست يوعاز هاندل وزيراً للسياحة أو الاتصالات، وكلاهما يقال إنه سيذهب إلى حزب "هناك مستقبل".

وفي حال تم قبول الطلب، سينتهي الأمر بأربعة أعضاء من الكنيست الـ 6 في حزب "الأمل الجديد" كوزراء، وهم زعيم الحزب جدعون ساعر وزيراً للعدل، ويفات شاشا بيتون وزيراً للتعليم، وزئيف إلكين وزيراً للإسكان، وهاندل.

وأشارت تقارير عدة إلى الخلاف حول الملف الزراعي، الذي يقال إن حزب "أزرق أبيض" يطالب به، رغم وعد سابق بأن يسيطر عليه حزب "إسرائيل بيتنا".

وبالإضافة إلى ذلك، يقاتل حزب "إسرائيل بيتنا" من أجل تحقيق مطلب عضوة حزب "يمينا" أييليت شكيد، بإغلاق وزارة تطوير النقب والجليل، وإعطاء مسؤولياتها لها كوزيرة للداخلية، وبحسب ما ورد، كان الحزب قد تلقى وعوداً في السابق بالوزارة.

وإذا لم يتمكن لَبيد من بناء أغلبية بحلول الثاني من يونيو المقبل، فسيكون أمام الكنيست 21 يوماً للاتفاق على رئيس للوزراء، وإن لم يفعل، فستتجه إسرائيل إلى انتخاباتها الخامسة في غضون عامين ونصف.