
قرر المؤتمر العام الأول لـ"مجلس نظارات البجا" في السودان، والذي شهد حضور الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي، "المطالبة بحق تقرير المصير لشرق السودان"، ورفض التهميش الذي تعاني منه المنطقة.
وقال مقرر "مجلس نظارات البجا" عبد الله أوبشار، في ختام أعمال المؤتمر العام الذي انطلق الأحد في مدينة سكنات بولاية البحر الأحمر (شرق السودان) واختتم مساء الأربعاء، إن المشاركين تعبوا من ضياع حقوق الإقليم خلال الستين عاماً الماضية وقرروا المطالبة بحقهم في تقرير المصير، إلى جانب إيقاف نشاط التعدين في شرق السودان لحين مراجعة عقود الامتياز، كما قرروا إيقاف التخصيص والمخططات السكنية والزراعية بشرق السودان.
من جانبه، أوضح رئيس المجلس الأعلى لـ"نظارات البجا" محمد الأمين أن مشكلة إقليم شرق السودان تكمن في الظلم والمعاناة التي مر بها الإقليم، عبر الحكومات المتعاقبة منذ استقلال السودان، مبيناً أن المؤتمر يهدف إلى تثبيت الحقوق، مؤكداً وقوف الشرق مع ثورة ديسمبر التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية.
وشملت التوصيات التي سُلّمت إلى دقلو "الرفض القاطع لمسار سلام الشرق في مفاوضات جوبا، والتجاوزات في تعيين والي كسلا، والتدخلات الخارجية في شأن البلاد"، كما شملت "إيقاف المخططات الزراعية والصناعية ونشاط التعدين في مناطق الشرق، إلى حين التوصل إلى أسس تحقق مصلحة سكان المنطقة".
"خط أحمر"
وشدد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، خلال مشاركته في المؤتمر، على أن "شرق السودان خط أحمر"، وأكد أن "قضايا ولاياته الثلاث ستحل قريباً"، وفقاً لوكالة أنباء السودان "سونا".
وأقر النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي بـ"الظلم والتهميش الذي عانى منه الشرق في الفترات الماضية"، ودعا إلى "توحيد الصفوف والانخراط في عجلة الإنتاج".
وقال دقلو إنه "سيقف مع أهل الشرق لإزالة التهميش وجمع الصف ورتق النسيج الاجتماعي"، مؤكداً أن "السودان ماضٍ نحو التحول الديمقراطي".
بدوره خاطب والي البحر الأحمر المكلف، المهندس عبد الله شنقراي، المؤتمر مؤكداً قدرة "أهل الشرق على السير قدماً في مرحلة الحكم المدني". وقال إن "المؤتمر يجسد النهج الديمقراطي في المطالبة بالحقوق المشروعة"، مشيداً بـ"دور الإدارة الأهلية في إحلال السلام".
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وعد السبت الماضي خلال لقاء بوفد قبيلتي البني عامر والحباب في ولايات شرق السودان الثلاث بـ"حل المشكلات التي يعاني منها شرق السودان كافة"، وفقاً لـ"سونا".
مسار شرق السودان
وفي نهاية عام 2019، خرجت تظاهرات كبيرة في شرق السودان، وخصوصاً مدينة كسلا، رفعت مطلب حق تقرير المصير للإقليم، في أول مطالب بالانفصال عن السودان في ظل الحكومة الانتقالية التي تضع على رأس أولوياتها ملف السلام وإنهاء الصراعات المسلحة.
وتجمع القوى المؤثرة في شرق السودان على وجود تهميش حاد للمنطقة، إلا أنها تختلف حول المطالبة بحق تقرير المصير.
وفي 21 فبراير الماضي، توصل مجلس السيادة الانتقالي إلى اتفاق مع "مؤتمر البجا"، وتم التوقيع على اتفاق "مسار شرق السودان" لإنهاء مشكلة التهميش السياسي والاقتصادي لشرق السودان.
ونص الاتفاق على تخصيص 30% من المناصب لكل من "مؤتمر البجا"، و"الجبهة الشعبية"، لتمثيلهما على المستويين التشريعي والتنفيذي في ولايات الشرق الثلاث.
كما نص الاتفاق على إجراء التحقيقات والمحاكمات العادلة وتشكيل لجان تحقيق مستقلة للبحث في التجاوزات التي جرت في الإقليم منذ عام 1989، وعلى رأسها جريمة بورتسودان عام 2005 التي قام بها نظام الرئيس السابق عمر البشير بحق ناشطين من البجا في المدينة، إلى جانب أحداث الاقتتال الأهلي التي بدأت في يونيو 2019.
ونصّ الاتفاق أيضاً على تفعيل مبدأ التمييز الإيجابي الذي ينحاز إلى المواطنين الأكثر تضرراً وتهميشاً في مجالات التنمية، إلى جانب إعادة هيكلة صندوق إعمار شرق السودان، وكذلك إقامة مؤتمر جامع لأهل الشرق في إحدى ولايات شرق السودان، يضم كل القوى السياسية والمدنية والأهلية لاستكمال مستحقات السلام.