مدريد: استقبال زعيم البوليساريو لن يؤثر في العلاقات مع الرباط

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، برفقة نظيرها المغربي ناصر بوريطة خلال لقاء سابق في الرباط - REUTERS
وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، برفقة نظيرها المغربي ناصر بوريطة خلال لقاء سابق في الرباط - REUTERS
مدريد -أ ف ب

قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، الجمعة، إن العلاقات مع المغرب لن تتأثر بعد أن استقبلت بلادها زعيم جبهة البوليساريو، لتلقّي العلاج على أراضيها. 

وتطالب جبهة البوليساريو باستقلال الصحراء، وهو إقليم متنازع عليه يخضع لإدارة المغرب، فيما تؤكد إسبانيا في مواقفها الرسمية الحياد، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل لحل سياسي ودائم.

وقالت أرانشا غونزاليس لايا خلال مؤتمر صحافي، إن "ذلك لا يمنع أو يربك العلاقات الممتازة التي تربط إسبانيا بالمغرب". 

وأضافت أن المغرب "شريك مميّز على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والهجرة والشركات ومكافحة التغيّر المناخي، ولن يتغيّر ذلك".

والرباط حليف مهم لمدريد، لا سيما في مكافحة الهجرة غير القانونية. وكان من المزمع عقد قمة ثنائية منذ أشهر، لكنها أرجئت رسمياً بسبب جائحة كورونا. 

"رحلة علاج"

وكانت جبهة البوليساريو أعلنت، الخميس، أن زعيمها إبراهيم غالي، يتلقّى العلاج و"يتماثل للشفاء" بعد إصابته بكورونا، من دون أن يكشفوا مكان وجوده. وشدّدت الجبهة في بيان على أن حالة غالي الصحية "لا تدعو للقلق". 

وجاء البيان ردّاً على مقال نشرته مجلة "جون أفريك" الأسبوعية، قالت فيه إن المسؤول البالغ 73 عاماً مصاب بالسرطان وأُدخل بشكل طارئ مستشفى في إسبانيا تحت اسم مستعار جزائري. 

وبحسب مجلة "جون أفريك"، فإن "فريقاً من الأطباء الجزائريين رافق غالي إلى سرقسطة على متن طائرة طبية استأجرتها الرئاسة الجزائرية".

وكشفت الخارجية الإسبانية في وقت لاحق، الخميس، أن غالي "نُقل إلى إسبانيا لدواعٍ إنسانية بحتة من أجل تلقّي علاج طبّي"، من دون مزيد من التوضيح. 

ورفضت وزيرة الخارجية الإسبانية، الجمعة، الكشف عن المكان الذي يتلقّى فيه إبراهيم غالي العلاج أو تفاصيل حول ظروف نقله إلى البلاد. 

وكررت أن "وجود غالي في إسبانيا يعود لأسباب إنسانية بحتة، لتلقّي العلاج الطبي"، مشددة على التزام "أقصى درجات التحفّظ في ما يتعلق بالتفاصيل". 

توتر سابق

وتأتي تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية بعد توتر سابق بين مدريد والرباط بسبب استقبال عضو في الحكومة الإسبانية ينتمي إلى حزب بوديموس اليساري، في فبراير 2020، مبعوثة من جبهة بوليساريو أطلق عليها صفة "وزيرة".

وأصدرت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس آنذاك بياناً أكدت فيه أن نظيرها المغربي ناصر بوريطة اتصل بها لطلب استفسار بشأن اللقاء، وأكدت أنها أخبرته بأن موقف مدريد "لم يتغيّر".

وأضافت أن إسبانيا لا تعترف باستقلال الصحراء، و"نساند جهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصّل إلى حل سلمي في إطار قرارات مجلس الأمن".

وتطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء بقصد إقامة دولة مستقلة تحت اسم "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، في حين يقترح المغرب الذي يسيطر على أغلب المنطقة منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.

وشهد نزاع الصحراء تحولاً كبيراً في ديسمبر الماضي، حين أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، وقرارها فتح قنصلية أميركية هناك.

وقال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، حينها، إنه وقّع إعلاناً يعترف بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو، مؤكداً أن مقترح المغرب "منح الصحراء حكماً ذاتياً تحت سيادته، جاد وواقعي وهو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار".