
قالت دراسة طبية جديدة، إن متحور كورونا البريطاني المعروف باسم "ألفا"، يعمل على تعطيل جهاز المناعة في أجسام المصابين بشكل غير مرئي، ما يمنحه مزيداً من الوقت للتكاثر، وإنتاج نسخ أخرى أكثر بـ80 مرة مقارنة ببقية أنواع الفيروس.
وركّز العلماء في الدراسة التي أجراها مختبر "كروغان"، ونشرت تفاصيلها صحيفة "نيويورك تايمز"، على كيفية تأثير المتحور "ألفا" على خط الدفاع المناعي الأول، حيث قاموا بزرع فيروسات كورونا في خلايا الرئة البشرية، ومقارنة الخلايا المصابة بـ"ألفا" مع تلك المصابة بمتحورات سابقة من الفيروس.
وأظهرت النتائج أن الخلايا التي تحتوي على "ألفا" تُنتج بشكل أقل "إنترفيرون"، وهو بروتين يقوم بتشغيل مجموعة من الدفاعات المناعية. كما وجدوا أيضاً أن الجينات الدفاعية أكثر هدوءًا من الخلايا المصابة بمتغيرات أخرى.
متحور غير مرئي
وقال الطبيب المشارك في الدراسة غريغوري تاورز: "بطريقة ما، كانت أجراس الإنذار الأكثر أهمية في الجهاز المناعي بالكاد تدق في وجود متغير ألفا، إذ يجعل الفيروس نفسه غير مرئي بشكل أكبر".
ونظر الباحثون في كيفية تكاثر الفيروس المتحور مقارنة بالأنواع الأخرى، حيث تبين أن الخلايا المصابة بـ"ألفا" تصنع الكثير من النسخ الإضافية لجين يُسمى (Orf9b)، أكثر بحوالي 80 مرة من النسخ الأخرى للفيروس. ويحتوي "ألفا" على 23 طفرة تُميزه عن فيروسات كورونا الأخرى.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه عندما بدأت الإصابات بالمتحور الجديد ترتفع في بريطانيا، بدأ الخبراء بفحص التعديلات الجينية لتفسير سبب انتشاره بشكل أسرع من غيره، وتركزت معظم الأبحاث على الطفرات التسع التي تُغير ما يسمى "بروتين سبايك" الذي يغطي فيروس كورونا ويسمح له بغزو الخلايا.
وتساعد إحدى هذه الطفرات الفيروس على الارتباط بشكل أكثر إحكاماً بالخلايا، ما يُحسن فرصه في الإصابة بعدوى ناجحة.
إنتاج لقاحات أفضل
ويعتقد الخبراء أن متغير "ألفا" يحمل طفرة تفرض إنتاج المزيد من بروتينات (Orf9b)، ما يثبط إنتاج بروتينات "الإنترفيرون" والاستجابة المناعية الكاملة، ويجعل الفيروس محمي من الهجوم، ويزيد احتمالية عمل نسخ أخرى منه.
أما بالنسبة للأعراض، فتشير الدراسة إلى أنه يكون لدى الأشخاص المصابين بمتحور "ألفا" رد فعل أكثر قوة من الأنواع الأخرى للفيروس، حيث "يسعلون ويخرجون المخاط المحمّل بالفيروس، ليس فقط من أفواههم، ولكن أيضاً من أنوفهم، ما يجعل (ألفا) أسرع في الانتشار".
ونقلت الصحيفة الأميركية عن عالمة الفيروسات الأسترالية، سيسيل كينغ، أن هذه الدراسات التي تبحث في كيفية تطور فيروس كورونا، تساعد العلماء في تصميم لقاحات أفضل.