"هل ٮسٮطٮع ٯراءه هده العٮاره ٮدوں ٮٯاط؟".. لا شك أنك ستتمكن من ذلك إلى حد كبير، فقد كانت اللغة العربية تكتب في الأصل دون تنقيط، كما أنه يمكن للمخ إدراك شكل الحروف وطريقة نطق الكلمات بشكل سليم دون نقاط، بعدما اعتاد طريقة كتابة تلك الكلمات وفهمها، على عكس أنظمة الذكاء الاصطناعي والخوارزميات الرقمية التي تستخدمها شركات التكنولوجيا لرصد وإدارة المحتوى عبر منصاتها.
أضحت الكتابة دون تنقيط ملجأً خلال هذا الأسبوع لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، للتحايل على الأنظمة الآلية للرقابة على منشوراتهم التي يقولون إنها أصبحت تتعرض للحذف والحجب بشكل متزايد على فيسبوك وتويتر، خاصة مع تنامي عدد المنشورات التي تندد بالهجوم الإسرائيلي على غزة، وما يجري من عمليات تهجير للفلسطينيين من منازلهم بحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.
تشفير.. وطرق جديدة للكتابة
وتأتي الكتابة دون نقاط على قمة أساليب تشفير النصوص للتحايل على الخوارزميات الرقمية لمواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال العديد من مواقع الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية.
وتعد تلك الحيلة بمثابة تشفير للكلمات من جانب المستخدمين لتجاوز أنظمة الرقابة في الشبكات الاجتماعية، التي تم تدريبها على حذف المنشورات التي تستخدم كلمات معينة في سياقها، مثل الكلمات البذيئة و"العنصرية" تجاه إسرائيل، وكذا عبارات الإشادة بالضربات الصاروخية التي تشنها حركة حماس على إسرائيل.
واتجه بعض المستخدمين إلى إضافة رموز وسط الكلمات العربية، تجعل من الصعب على أنظمة الرقابة الرقمية التعرف على مضمون المنشور، كما أن هذه الحيلة قد تمثل بديلاً في حال قامت الشبكات الاجتماعية بتدريب أنظمتها على طريقة الكتابة بدون نقاط، بحسب عدد من المستخدمين.
التقييم السلبي
الحظر الذي فرضه فيسبوك وغيره من الشبكات الاجتماعية على عدد كبير من الحسابات، ومنع البعض من التعليق دفع بعض المستخدمين العرب إلى إطلاق حملة للتقييم السلبي لتطبيقات الشبكات الاجتماعية التي تمارس الرقابة على متاجر التطبيقات الرسمية مثل بلاي ستور وآب ستور، وكان تطبيق فيسبوك على قمة المستهدفين بتلك الحملة.
حظر مشدد
وكان الأمر قد بدأ بإجراءات حظر مشددة من جانب فريق مراجعي المحتوى المخالف على إنستغرام، ضد أي مستخدم يقوم بنشر صور يرفق بها نصاً مكتوباً يتضمن كلمة "الأقصى"، التي تعبر عن المسجد الأقصى، لكن أنظمة إنستغرام قامت بحذف تلك المنشورات وحظر ناشريها، بعدما اعتبرت أن تلك الكلمة تستخدم في أسماء تنظيمات تصنف "جماعات إرهابية"، مثل جماعة كتائب شهداء الأقصى، وذلك وفقاً لما نشره موقع بازفيد.
وأشار أحد مراجعي إنستغرام، في بيان أورده موقع "ذا فيرج"، إلى أن الحظر الخاطئ "وقع بسبب تكرار استخدام كلمة الأقصى في عدة أسماء لجماعات محظورة، ولكن استخدام الكلمة منفردة في إشارة إلى المكان نفسه، لا يخالف معايير شبكة الصور الاجتماعية".
وأشار تقرير موقع "ذا فيرج" أيضاً إلى أن إنستغرام علل حجب منشورات هذا الوسم، في ذلك الوقت، بأن المحتوى المعروض على هذا الوسم قد تم الإبلاغ عنه باعتباره مخالفاً لقواعد ومعايير الشبكة الاجتماعية، إذ يتمثل معظم المحتوى في صور ومقاطع فيديو لاعتداءات الجيش الإسرائيلي على المتظاهرين وسكان حي الشيخ جراح.
حجب مؤقت
وتعرضت عشرات الحسابات لعمليات الحجب المؤقت ضمن موجة الرقابة طالت عدداً من المدونين والصحافيين، إذ تم توقيف حساب الصحافية الفلسطينية مريم برغوثي على تويتر، خلال تغطيتها لمظاهرات الفلسطينيين وهجوم الجيش الإسرائيلي.
وبحسب تقرير نشره موقع شبكة VICE، فإن البرغوثي فوجئت بحجب حسابها، وقالت إن منصة تويتر طالبتها بحذف بعض التغريدات المنشورة على حسابها، دون تحديد تلك التغريدات.
وكانت آخر تغريدة قد نشرتها مريم على الحساب قبل حجبه تقول: "أشعر وكأني في ميدان معركة، الإسرائيليون مستمرون في استخدام القوة مع المئات من قنابل الغاز. كما حاولت قوات من الشرطة الإسرائيلية بزي مدني اختطاف بعض الشباب في سيارات مدنية".
وبعد نشر تقرير "VICE"، صرّحت إدارة تويتر بأن حساب "برغوثي" قد تم حجبه بالخطأ، للاعتقاد بأنه قد خالف بعض معايير وسياسات المنصة الاجتماعية، دون توضيح أي جزء من تلك المعايير.