استمرار حرائق الغابات في تركيا.. وإخلاء قرى ومنتجعات سياحية

تواصل السلطات التركية مساعيها لإخماد الحرائق الكبيرة التي اندلعت في الأيام الأخيرة، وتسببت بخسائر بشرية ومادية، وذكرت وكالة "رويترز"، أن رجال الإطفاء حاولوا، الأحد، السيطرة على 5 حرائق في غابات بلدتي ماناوجات ومرمريس السياحيتين.

وتشهد تركيا وعدد من البلدان على البحر الأبيض المتوسط هذا الصيف ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة وحرائق غابات أكبر من العادة.

وقال وزير الزراعة وشؤون الغابات التركي، بكر باكدميرلي، إن بعض الحرائق التي تسببت في اشتعالها الحرارة الشديدة والرياح لا تزال مستعرة في ماناوجات في الجنوب ومرمريس في الغرب، مشيراً إلى أن رجال الإطفاء تمكنوا مع ذلك من احتواء حريق شب السبت، في منتجع بودروم الشهير على بحر إيجه، والذي تسبب في إخلاء بعض المناطق السكنية والفنادق.

وأظهرت بيانات وزارة الزراعة وشؤون الغابات أنه حتى صباح الأحد تم احتواء نحو 107 حرائق من بين 112 حريقاً، اندلعت في الأيام الخمسة الماضية. ولقي 6 أشخاص حتفهم منذ الأربعاء بسبب الحرائق في أنحاء جنوب وغرب تركيا.

إخلاء عشرات القرى

تحت ضغط الحرائق وانتشارها الواسع اضطرت تركيا إلى إجلاء آلاف الأشخاص من منازلهم. وأخلت فرق الإنقاذ، الأحد، عشرات القرى والفنادق في منطقة أنطاليا السياحية جنوب البلاد. كما شاركت فرق دعم من روسيا، وأوكرانيا، وإيران، وأذربيجان، في إخماد النيران.

وبحسب "فرانس برس"، تُعد الحرائق التي تواجهها تركيا حالياً الأسوأ منذ عقد على الأقل، إذ طالت نحو 95 ألف هكتار منذ يناير الماضي، مقابل 13 ألفاً و516 في المتوسط في هذه الفترة من العام بين 2008 و2020. 

وقالت قناة "سي إن إن تركيا" إنه في منتجع بودروم التركي الراقي تم إخلاء أحد الأحياء، في وقت تؤجج رياح قوية آتية من منطقة ميلاس المجاورة، النيران. وأوضحت القناة أنه تم إجلاء 540 شخصاً بالقوارب دون التمكن من السير في الطريق.

ومن المتوقع أن تبقى درجات الحرارة مرتفعة بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية الشهر الماضي. وقد بلغت مثلاً 49.1 درجة مئوية في 20 يوليو، على جزيرة سيزر بمنطقة الأناضول أقصى جنوب شرق تركيا. وتُفيد الأرصاد الجوية بأن درجة الحرارة يمكن أن تبلغ 40 مئوية في أنطاليا الاثنين.

انتقادات تطال أردوغان

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واجه انتقادات شديدة، بعد أن تبيّن أن تركيا لا تملك طائرات لرش المياه، بينما تتفاقم مشكلة الحرائق في البلاد التي تغطي الأحراج ثلث أراضيها.

واتهم حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي)، وهو أكبر حزب معارض، الرئيس التركي بأنه فكك البنية التحتية لمنظمة شبه حكومية كانت تمتلك طائرات قاذفة للمياه.

ونشرت وزارة الدفاع التركية صوراً التقطت بالأقمار الاصطناعية تُظهر حجم الضرر في الغابات التي باتت سوداء، ولا تزال تتصاعد منها أدخنة.

وذكرت بيانات للاتحاد الأوروبي أن 133 حريقاً سُجل في تركيا عام 2021 حتى الآن، مقابل 43 حريقاً في المعدل بين 2008 و2020.