قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، الأربعاء، إن بلاده تصرفت بشكل "قانوني لحماية الشعب" عند تحويل مسار طائرة الركاب "راين إير" في المجال الجوي البيلاروسي، نافياً أن تكون مقاتلة قد أجبرت الطائرة على الهبوط.
وأثار الهبوط القسري لرحلة الركاب الأوروبية التي كانت في طريقها من اليونان إلى ليتوانيا، الأحد، غضباً دولياً، إذ كان على متنها رومان بروتاسيفتش الناشط والمعارض الذي أوقفته السلطات البيلاروسية، لتعلن شركات طيران الأوروبية تعليق عملياتها في المجال الجوي البيلاروسي، ويقرر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات البيلاروسية.
"الخطوط الحمراء"
وأكد لوكاشنكو في كلمة له أمام نواب البرلمان، أنه "تصرف بشكل قانوني لحماية الشعب"، مشيراً إلى أن الهجمات على بلاده تجاوزت "الخطوط الحمراء وحدود المنطق والأخلاق الإنسانية"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية.
وأضاف: "كما تنبأنا، فإن الذين يضمرون لنا السوء في البلاد وخارجها، غيروا أساليب هجومهم على الدولة"، واصفاً الاتهامات التي تقول بأن مقاتلة من طراز "ميغ-29" أجبرت طائرة الركاب على الهبوط في مينسك بأنها "محض أكاذيب".
ويخضع لوكاشنكو وحلفاؤه لعقوبات أوروبية وأميركية على خلفية القمع العنيف لتظاهرات أعقبت الانتخابات، وعمت البلاد العام الماضي، إذ نزل عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشارع للمطالبة باستقالة الرئيس، معتبرين منافسته في الانتخابات سفيتلانا تيخانوفسكايا الفائزة الحقيقية.
تحقيقات وعقوبات
وكشف الاتحاد الأوروبي في وقت سابق أنه يدرس فرض عقوبات جديدة على نظام لوكاشنكو بعد حادثة الطائرة، وطالب القادة الأوروبيون بإطلاق سراح الناشط بروتاسيفتش.
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن، عملية تحويل بيلاروسيا لمسار الطائرة واعتقال مُعارض على متنها بأنه "إهانة مباشرة للأعراف الدولية"، مشيراً إلى أنه وجّه فريقه بدراسة الخيارات المناسبة لمحاسبة المسؤولين عن الحادث.
ووفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض، قال بايدن إن بلاده تدين بأشد العبارات تحويل مسار الطائرة، التي كانت في رحلة بين بلدين عضوين في الاتحاد الأوروبي (اليونان-ليتوانيا)، وما تلا ذلك من اعتقال بروتاسيفيتش.
واعتبر بايدن "الحادث الفاضح والفيديو الذي يبدو أن بروتاسيفيتش صوّره تحت الإكراه بمثابة عدوان مخزٍ على المعارضة السياسية وحرية الصحافة".
الظهور الأول
وظهر المعارض البيلاروسي رومان بروتاسيفيتش، في شريط فيديو بثه التلفزيون العام في بيلاروسيا، قال فيه إنه "يتعاون مع المحققين".
وأشار المعارض الشاب في الشريط المصور الذي بدا فيه جالساً خلف طاولة، إلى أن "فريق التحقيق يتعامل معي بشكل مناسب تماماً ومع احترام القانون. أواصل تعاوني مع المحققين، وإنني أدلي باعترافاتي في ما يتعلق بتدبير اضطرابات كبيرة".
وشارك الناشط البالغ من العمر 26 عاماً، في إدارة قناة "نيكستا" على تطبيق "تلغرام"، والتي أسهمت في تنظيم الاحتجاجات العام الماضي، إذ يواجه حكماً بالسجن فترة تصل إلى 15 عاماً بتهمة "تنظيم اضطرابات جماعية".