أفغانستان.. سكان "كهوف بوذا" يخشون الجوع بعد سيطرة طالبان

time reading iconدقائق القراءة - 4
منطقة كهوف بوذا في وادي باميان بأفغانستان  - Getty Images
منطقة كهوف بوذا في وادي باميان بأفغانستان - Getty Images
باميان (أفغانستان) -أ ف ب

مع سيطرة حركة طالبان على وادي باميان في أفغانستان، فاقم الخوف والجوع معاناة السكان الذين يعيشون في كهوف وادي باميان المنحوتة في الصخر.

ويبعد الموقع الذي كان يحتضن تمثالين كبيرين لبوذا قبل أن تدمّرهما طالبان بالديناميت عام 2001، أقلّ من 3 كيلومترات عن وسط أفغانستان، إذ تعيش مئات العائلات وبعضها منذ سنوات، في الكهوف التي حفرها رهبان بوذيون منذ القرن الـ16 في الحجر الرملي، وتعاني فقراً مدقعاً.

ويعد وادي باميان أحد أجمل الوديان في البلاد، وبقي بمنأى عن المعارك خلال 20 عاماً، خلافاً لسائر مناطق الولاية، على الرغم من أنه شهد بعض الهجمات، إذ شلّ وصول عناصر طالبان في أغسطس الماضي، إلى الوادي، كل الأنشطة باستثناء حصاد محصول البطاطا، الزراعة الوحيدة الممكنة على ارتفاع 2500 متر.

وبعد أن حُرم الرجال من ممارسة عملهم كعمّال وحمّالين، لم يعد بإمكانهم كسب سوى القليل من المال الذي يسمح لهم فقط بسدّ جوعهم حتى اليوم التالي.

وفي هذا الصدد، أوضح محرم (42 عاماً)، وهو عامل بناء في المنطقة أنه يذهب إلى مدينة بازار التابعة لباميان صباح كل يوم، لكنه يعود دون أي شيء، قائلاً: "عندما كان هناك عمل، كنت أجني 300 أفغاني، ما يعادل 3 يورو يومياً".

وأضاف: "إضافة إلى ذلك، كل الأسعار ارتفعت، في الوقت الحالي نرسل الأطفال ليحصدوا البطاطا. الفلاحون يعطونهم (بطاطا) كأجر، هذا كل ما نملك، مع بعض الخبز، لكن بعد 10 أيام سينتهي الحصاد، وحينئذٍ سنشعر فعلاً بالجوع، الناس سيموتون".

"لا استجابة"

وعلى غرار معظم سكان الولاية، فإن سكان الوادي هم أفراد من أقلية الهزارة المضطهدة منذ قرون في أفغانستان، إذ يثير وصول حركة طالبان للسلطة قلق الكثيرين.

وتعتبر أمينة (40 عاماً) وهي أمٌّ لخمسة أطفال لا يذهب أي منهم إلى المدرسة، أن انتصار طالبان "يثير خوفاً شديداً، لكنهم لم يأتوا، ولن يصعدوا على الأرجح إلى حيث نحن". 

وأضافت: "إنه تهديد، لكن الأمر الوحيد الذي يهمّ هو العثور على طعام، ومع وجودهم في الوادي الآن أصبح ذلك أصعب، لم يعد الرجال يعملون".

ولا يعرف هؤلاء الكهرباء، أما بالنسبة للمياه فيجب أن يذهبوا مرتين أو أكثر من 3 مرات يومياً إلى النهر في قعر الوادي، وتربط بين الكهف والآخر مسارات ضيقة جداً على حافة شديدة الانحدار إلى درجة أن أقلّ عاصفة تمنع أي تحرك". 

ولفت أحد السكان ويدعى سيف الله أريا، إلى أن المنظمات غير الحكومية "لم تهتمّ يوماً لأمرهم وأن الطلبات التي قدّمها للسلطات المحلية في باميان لم تلقَ يوماً أي استجابة".

اقرأ أيضاً: