الأرجنتين.. كشف أسرار ديناصور عاش قبل 70 مليون سنة

time reading iconدقائق القراءة - 5
امرأة تنظر إلى نسخة طبق الأصل من أحفورة ديناصور ، Megaraptor namunhuaiquii ، في متحف Bernardino Rivadavia الأرجنتيني للعلوم الطبيعية ، في بوينس آيرس - 2 مايو 2022 - AFP
امرأة تنظر إلى نسخة طبق الأصل من أحفورة ديناصور ، Megaraptor namunhuaiquii ، في متحف Bernardino Rivadavia الأرجنتيني للعلوم الطبيعية ، في بوينس آيرس - 2 مايو 2022 - AFP
بوينس آيرس-أ ف ب

تتكشف شيئاً فشيئاً الأسرار التي تخبئها متحجرة ديناصور بعد 3 سنوات من اكتشافها في جنوب الأرجنتين، عن الحيوان الذي تعود إليه، ومنها أنه عاش قبل 70 مليون سنة، وأن طوله كان يبلغ 10 أمتار، وكان مفترساً من الدرجة الأولى ينتزع أحشاء فريسته باستخدام مخالب حادة منحنية.

وقد اكتُشفت بقايا هذا الديناصور اللاحم ذي القوائم الخلفية الضخمة والأطراف العلوية الصغيرة، في مارس 2019 بجنوب مقاطعة سانتا كروث في باتاغونيا، على بعد 30 كيلومتراً جنوب مدينة إل كالافاتي السياحية.

وكان ماورو أرانسياغا هو عالم أحاثة في سن الـ29 يعمل في مختبر علم التشريح المقارن بالمتحف الأرجنتيني للعلوم الطبيعية بقيادة فرناندو نوفاس، قد اكتشف أول قطعة من الهيكل العظمي لدى مشاركته في أول حملة تنقيب أثري له سنة 2019.

ويستذكر الباحث الشاب قائلاً: "عندما رفعت الفقرة، رأيت أنها تحمل سمات الديناصورات من فصيلة ميغارابتور. لقد أثار ذلك مشاعر قوية لديّ، كنت أرى فقرة عملاقة ما يعني أننا أمام (هيكل) ميغارابتور عملاق".

ويقول لوكالة "فرانس برس" من مقر المختبر في بوينوس آيرس: "لقد حققت حلماً راودني خلال الطفولة وبعدها".

وبعد 3 سنوات تخللتها أعمال مضنية في التنقيب والنقل والتنظيف وأشهر طويلة من التحاليل المخبرية، نُشرت أولى الخلاصات بشأن هذا الديناصور المسمى "مايب ماكروثوراكس" أخيراً في مجلة "نيتشر".

ويوضح مدير المختبر فرناندو نوفاس أن "هذا حيوان طويل القامة، بحسب المقاسات والمقارنات التي أجريناها.. إنه من آخر الميغارابتورات التي سكنت الكوكب قبل انقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة".

تفتيت الطرائد

ولعالم الأحاثة الأرجنتيني هذا قصة طويلة من الاكتشافات في سجله، ففي 1996، عثر على بقايا أول نموذج من الميغارابتورات على بعد 1400 كيلومتر من هذا الموقع في مقاطعة نيوكوين جنوب الأرجنتين. وأعقبت ذلك اكتشافات أخرى في أستراليا وتايلاند واليابان، وفق نوفاس.

وبعيداً من التيرانوصورات، أكبر الديناصورات المعروفة والتي قد يصل طولها إلى 30 متراً ووزنها إلى 70 طناً، كان طول الميغارابتورات التي رُصدت سابقاً يراوح بين 8 و9 أمتار.

ويوضح ماورو أرانسياغا أن الميغارابتور الجديد "يراوح طوله بين 9 و10 أمتار، ووزنه يقرب من 6 أطنان"، أي أنه أكبر ميغارابتور يُرصد حتى اليوم. ويلفت إلى أن هذا الحيوان كان "على رأس السلسلة الغذائية" في نظامه البيئي.

وعُثر على فقرات عدة من الأضلع والورك والذيل والذراع.

ويُشير نوفاس إلى أن الباحثين "فوجئوا كثيراً لاكتشافهم أن الميغارابتورات كانت لديها مخالب ضخمة على الإبهام والسبابة، حيث لديها 3 أصابع في اليدين، لكن مخالبها كانت تقرب من 40 سنتيمتراً".

ويلفت إلى أن "هذه المخالب كانت تُستخدم منطقياً للإمساك بالطرائد وتفتيتها والتفتيش في أحشائها"، ومن هنا يأتي اسمها "مايب" الذي يعني بلغة السكان الأصليين في جنوب الأرجنتين الروح الشريرة أو "الظل الذي يتركه الموت بعد مروره"، أما الصدر فكان يصل عرضه إلى 1.2 متر وطوله إلى 1.5 متر، وفق الباحثين.

ويوضح ماورو أرانسياغا أن "مايب كان لديه صدر كبير لدرجة أن فتحات الأربطة التي تصل الفقرات بالأضلع بقيت محفوظة. وهذا يتيح لنا التقدم خطوة أبعد وإعادة تشكيل أجزاء عادة ما لا يتم حفظها".

ويروي فرناندو نوفاس أن الاكتشاف حصل في "حفرة مذهلة تبين أنها من الأكبر في أميركا الجنوبية"، وتعود إلى العصر الطباشيري (قبل 145 مليون سنة إلى 66 مليون سنة)، في فترة لم يكن فيها وجود لجبال الأنديس أو الأنهر الجليدية، بل كان ثمة غابات مدارية تعيش فيها حيوانات متنوعة للغاية، بحسب قوله.

وظهرت أولى المؤشرات إلى وجود موقع للأحفوريات في المنطقة سنة 1980 بفضل أعمال عالم الجيولوجيا الأرجنتيني فرانسيسكو نولو، غير أن الحملة الفعلية الأولى أُطلقت سنة 2019 على يد فريق فرناندو نوفاس.

تصنيفات