"جونسون آند جونسون" تمنح أملاً جديداً في مكافحة كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبي- الشرق

أكد خبراء الصحة أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي أنتجته شركة الأدوية "جونسون أند جونسون" فعال في الحماية من الفيروس، بالرغم من أن التجارب أثبت أن فاعليته أقل من اللقاحات الأخرى، حسب ما أفادت به صحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة إن النتائج التي تم إعلانها، الجمعة، عن تجربة لقاح "جونسون آند جونسون" قد تبدو للوهلة الأولى مخيبة للآمال، إذ بلغت الفاعلية الإجمالية للقاح في قدرته على منع الإصابة المعتدلة والشديدة 72% في الولايات المتحدة، و66% في دول أميركا اللاتينية و57% في جنوب إفريقيا.

تبدو هذه الأرقام أقل بكثير من مستوى فاعلية لقاحي "فايزر - بيونتيك" و"مودرنا"، أول لقاحين تم ترخيصهما لاستخدامات الطوارئ في الولايات المتحدة، والتي تراوحت بين 94% و95%.  

رأي الأطباء

لكن د. أنتوني فاوتشي، كبير الخبراء الأميركيين في الأمراض المعدية والمستشار الطبي للرئيس بايدن بشأن وباء فيروس كورونا، قال في مؤتمر صحافي، الجمعة، إن المقياس الأهم هو "القدرة على منع الإصابة الشديدة بالمرض، وهو ما يُترجم إلى بقاء الناس خارج المستشفيات ومنع الوفيات"، حسب ما أفادت به صحيفة "نيويورك تايمز".

وكانت النتيجة بالنسبة للقاح "جونسون آند جونسون" على هذا المقياس هي 85% في جميع الدول التي تم اختباره فيها، بما في ذلك جنوب إفريقيا، حيث أبدى الفيروس المتحور سريع الانتشار بعض القدرة على التملص من اللقاحات.  

الأهم من منع "بعض الآلام والتهاب الحلق هو درء المرض الشديد، خاصة عن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن الذين هم أكثر عرضة للإصابات الخطيرة والوفاة بسبب كوفيد-19"، يقول فاوتشي.  

من جانبه، قارن د. فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، بين القدرة على منع الإصابة الشديدة بالمرض وآثار لقاحات الإنفلونزا، التي لا تمنع الإنفلونزا بشكل كامل لكنها تجعلها أقل حدة.

يبدو أن الشيء نفسه ينطبق هنا، حيث يجعل الفيروس المتحور الحصول على الاستجابة المثالية التي تريدها أصعب قليلاً، لكن، رغم ذلك، يبدو هذا اللقاح جيد جداً للحالات الشديدة"، كما قال الدكتور كولينز للصحيفة الأميركية.

أفضلية نسبية

ويؤكد فاوتشي وباحثون آخرون أن الطريقة المثلى لمنع انتشار الفيروسات المتطفرة، ومنع ظهور متطفرات جديدة، هي تطعيم أكبر عدد ممكن من الأفراد في أقل وقت ممكن. فالفيروسات لا تستطيع التحور إذا لم تتكاثر، ولا تستطيع التكاثر إذا لم تدخل إلى الخلايا، وإبقاؤها خارج الخلايا عن طريق التطعيم يؤدي إلى إيقاف هذه العملية.

وبالإضافة إلى لقاحي "فايزر - بيونتيك" و"مودرنا"، المستخدمين بالفعل في الولايات المتحدة، قد تتوافر ثلاثة لقاحات أخرى قريباً من "نوفاكس"، و"جونسون آند جونسون"، و"أسترازينيكا". وقد تم ترخيص استخدام لقاح "أسترازينيكا" بالفعل في بريطانيا ودول أخرى.  

ومن المتوقع أن يلعب لقاح "جونسون آند جونسون" دوراً محورياً على مستوى العالم، خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، لأن مفعوله يبدأ بعد جرعة واحدة فقط، وسعره زهيد نسبياً، وأسهل في تخزينه وتوزيعه من لقاحي "فايزر - بيونتيك" و"مودرنا" لأنه لا يشاركهما متطلباتهما الصارمة الخاصة بالتجميد والتبريد. 

بديل مناسب

وقال بول أوفيت، خبير اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا لشبكة "سي إن إن" إنه في حال توافر إمدادات كثيرة من لقاحي "فايزر - بيونتيك" و"مودرنا"، فسيكونان خياره الأول بسبب فاعليتهما الأعلى. لكن، حتى الآن، لا تتوافر كميات كافية.

وأضاف أوفيت أنه إذا لم يتمكن من الحصول على لقاح "فايزر -– بيونتيك" أو "مودرنا"، فسيأخذ بلا تردد جرعة "جونسون آند جونسون"، "طالما أن البيانات التي ستقدمها الشركة إلى "إدارة الغذاء والدواء" تبدو جيدة كما أفادت الشركة، الجمعة".  

وقال إن "تقرير شركة "جونسون آند جونسون" عن الحد من المرض الشديد كان نقطة بيع قوية"، مضيفاً أن "هذا ما تريده؛ فأنت لا تريد سوى البقاء خارج المستشفى، وخارج المشرحة". وأشار إلى أن "الشركة تدرس أيضاً نظاماً من جرعتين، ما قد يزيد من فاعلية لقاحها".

وأكد  بول أوفيت أن الأفراد الذين يتلقون لقاح "جونسون آند جونسون" يجب أن يكونوا قادرين على تلقي لقاح "فايزر - بيونتيك" أو "مودرنا" بأمان تام في وقت لاحق إذا كانت هناك حاجة إلى جرعة معززة، حسب ما نقلت عنه "نيويورك تايمز".

اقرأ أيضاً: