فشل إطلاق صواريخ أسرع من الصوت يعيق لحاق أميركا بروسيا والصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
اختبار صاروخ فوق صوتي في قاعدة عسكرية أميركية في كاليفورنيا - 6 أغسطس 2020 - REUTERS
اختبار صاروخ فوق صوتي في قاعدة عسكرية أميركية في كاليفورنيا - 6 أغسطس 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

تتعثر مساعي الولايات المتحدة للحاق بالصين وروسيا في تطوير الأسلحة فرط صوتية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، بعد تسجيل  ثلاث إخفاقات متتالية في الاختبارات على صاروخ يطلق من الجو تابع لشركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، حسبما أفادت "بلومبرغ".

وأثارت الإخفاقات الشكوك حول مدى قدرة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) على الوفاء بإعلانها السابق، أن يكون هذا الصاروخ الذي يعد أول سلاح أميركي تفوق سرعته سرعة الصوت "جاهز للقتال، وحاصل على موافقة الإنتاج الأولي منه بحلول 30 سبتمبر المقبل".

وكانت الصين وروسيا أجرتا عمليات إطلاق تجريبية ونشرتا نسختهما الخاصة من هذه الأسلحة الجديدة، والتي تبلغ سُرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت، ولديها القدرة على المناورة أثناء الطيران مثل صاروخ كروز، مما يجعل اكتشافها وإسقاطها أكثر صعوبة.

عقبات متعددة

ويواجه السلاح الأميركي عدة عقبات في مرحلة التطوير التي يُتوقع أن تبلغ تكلفتها 1.4 مليار دولار على الأقل، ولكن حتى الآن لم يصدر سلاح الجو تقديراً لتكاليف الشراء الإجمالية أو عدد الأسلحة التي يريدها.

وتمثل العقبة الأخيرة إجراء الاختبار الرابع والخامس بنجاح للمحرك المعزز للصاروخ بحلول 30 يونيو المقبل، ولكن سيتوقف توقيت هذه الاختبارات على نتائج مراجعة الاختبار الثالث الذي لم ينجح، وذلك وفقاً لمكتب القوات الجوية الأميركية المسؤول عن برنامج الصواريخ الجديد.

وفي حال نجحت هذه الاختبارات، سيتبعها اختبار الطيران الرئيسي للبرنامج لصاروخ يعمل بكامل طاقته في الفترة بين يوليو وسبتمبر.

وعقب انتهاء كل ذلك، يضاف الفترة اللازمة للانتهاء من مراجعة مدى جاهزية الإنتاج لتقييم قدرة "لوكهيد مارتن" على تصنيع الصواريخ وتسليمها.

منظومة جديدة

ويعد سلاح الاستجابة السريعة الذي تفوق سرعته سرعة الصوت والذي يطلق من الجو "ARRW" بمثابة منظومة جديدة تهدف إلى تقليص شهور، إن لم يكن سنوات، من عملية تطوير هذه الأسلحة ونشرها في مواجهة التقدم السريع من قبل الخصوم.

ويفترض أن يتم إسقاط السلاح من قاذفة "B-52H" ويتم تسريعه بواسطة محرك معزز قبل أن ينفصل منه جسم انزلاقي صلب ويطير بسرعة تفوق سرعة الصوت نحو هدفه.

نجاحات روسية وصينية

وقالت روسيا إنها اختبرت إطلاق صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت الشهر الماضي، وذلك في رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة وحلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل غزوها لأوكرانيا.

وأكد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أن الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ستشكل جوهر قدرة الردع غير النووية لروسيا في المستقبل، فيما تعترف الولايات المتحدة أن موسكو نشرت بالفعل منظومة "أفانجارد" وصاروخ "سيركون" المضاد للسفن الذي تفوق سرعتهم سرعة الصوت.

ومن جانبها، تستثمر الصين بكثافة في الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أيضاً، إذ اختبرت أحد هذه الصواريخ في يوليو الماضي والذي حلق 25 ألف ميل (40 ألف كيلومتر) في رحلة استمرت لأكثر من 100 دقيقة.

"جدول صارم"

وتقول وكيلة وزارة الدفاع الأميركية للأبحاث والهندسة هايدي شو، إنها "تدعم جهود القوات الجوية الحثيثة لتسريع عملية التطوير"، ولكن "التوقيت الذي يُستهدف فيه الوصول للقدرة على تشغيل الصاروخ في 30 سبتمبر المقبل "يعد جدولاً صارماً للغاية".

وتتحوط القوات الجوية الأميركية في تاريخ الإعلان عن جاهزية الصاروخ الجديد، إذ قال المكتب المسؤول عن المنظومة في بيان إنه "يواصل السعي بقوة للوصول إلى قدرة تشغيلية مبكرة مع الحفاظ على معايير عالية من الدقة الفنية".

 وعلى الرغم من إخفاق عمليات الاختبار حتى الآن فإنه "لا يزال من الممكن توفير تلك القدرة في أواخر عام 2022 بشرط أن تنتهي اختبارات الطيران المستقبلية وفقاً للخطة الحالية، مشيراً إلى أن "برنامج اختبار الطيران أظهر عدداً من التطورات التي ظهرت لأول مرة بنجاح".

وعلقت الولايات المتحدة قرار بدء الإنتاج بشأن أول 12 صاروخاً كان من المقرر إنتاجهم في شهر يناير، وذلك لانتظار نتائج مراجعة الاختبارات السابقة، وإجراء اختبارين إضافيين للمحرك المعزز والرحلة الصاروخية الكاملة.

وقال المكتب المسؤول عن المنظومة الجديدة إنه "لن يمنح عقد إنتاج بدون مراجعة مدى جاهزية الصاروخ وإجراء رحلة اختبار شاملة ناجحة."

وأضاف المكتب أنه "حتى الآن، لم يعثر الفريق على أي مشاكل متعلقة بالجودة لدى شركة لوكهيد مارتن أو مقاوليها من الباطن قد تكون تسببت في فشل الاختبار".

وتقول محللة التكنولوجيا المتقدمة كيلي سايلر لـ"بلومبرغ"، إن "الجدول الزمني المتبقي الذي يزيد من التعقيد، من أجل الوفاء بتاريخ 30 سبتمبر الذي تم إعلانه سابقاً يترك مجالاً ضئيلاً أو معدوماً لأي تأخير في الاختبارات أو أي إخفاقات أخرى"، مضيفة أن "الأمر يمثل تحدياً صعباً".

وأوضحت المتحدثة باسم "لوكهيد مارتن" كريستينا فيت، إن "الحكومة الأميركية وفريق الشركة يراجعان كل الاختبارات عن كثب لضمان استمرار إجراءات الجودة".

وتابعت: "مع كل اختبار جديد يكتسب الصاروخ تطوراً تقنياً كبيراً ويحقق العديد من الإنجازات الجديدة".

وكانت "لوكهيد مارتن" قد حصلت على عقد تطوير مبدئي بقيمة 480 مليون دولار في أبريل 2018، ثم تم توسيعه في ديسمبر 2019، ليصبح بقيمة 986 مليون دولار.

تصنيفات