
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، إن بلاده مستعدة لمساعدة أرمينيا وأذربيجان في التفاوض بشأن معاهدة سلام، لطي صفحة الحرب التي وقعت في ناجورنو قره باغ عام 2020.
وجاء تصريح لافروف في مؤتمر صحافي خلال لقاءه نظيره الأرميني أرارات ميرزويان في يريفان، حيث قال: "نحن مستعدون للمساعدة في توقيع اتفاق سلام بين يريفان وباكو"، مضيفاً أن "العملية جارية ونحن مستعدون للمشاركة فيها كوسطاء وكمستشارين".
"تدخل أوروبي"
ويأتي الاقتراح في الوقت الذي تولى فيه الاتحاد الأوروبي زمام المبادرة في جهود تطبيع العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان.
وبالنسبة لموسكو، تمثل مبادرة بروكسل الدبلوماسية تدخلاً في فضائها السابق في القوقاز، الأمر الذي يهدد جهودها لإحلال السلام بين هاتين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، وفقاً لـ"فرانس برس".
وخلال الأشهر الماضية، التقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مرتين في بروكسل لمناقشة اتفاق سلام بوساطة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال. ومن المقرر عقد اجتماع آخر في يوليو، بحسب ميشال.
وبعد حرب أولى في التسعينات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف عام 2020، للسيطرة على منطقة ناغورنو قره باغ الجبلية التي انشقت عن أذربيجان بدعم من يريفان.
وفي إطار اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة موسكو، تخلت أرمينيا عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها.
وتعتبر هذه الاتفاقية في أرمينيا إذلالاً وطنياً وتنظم أحزاب عدة معارضة تظاهرات منذ منتصف أبريل الماضي، ضد باشينيان المتهم بانه يريد التنازل عن مزيد من الأراضي لباكو.
وكتب على لافتات رفعها متظاهرون تجمعوا الخميس أمام وزارة الخارجية حيث التقى لافروف نظيره الأرميني "قره باغ هي أرمينيا!" و"لن يكون هناك استسلام آخر!".
مباحثات عند الحدود
والثلاثاء، التقى وفدان من أرمينيا وأذربيجان على حدودهما الدولية بين البلدين، في خطوة تهدف إلى إنهاء النزاع حول إقليم ناجورنو قره باغ، واتفقا على عقد اجتماعين آخرين.
وضم الاجتماع الحدودي الذي أكدته الحكومتان في بيانات شبه متطابقة، لجنتين لترسيم الحدود من الجانبين ترأس كلا منهما نائب لرئيس الوزراء. واتفق الوفدان على عقد اجتماع ثان في موسكو وثالث في بروكسل.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، إلا أن أرمينيا وأذربيجان تعلنان بشكل متكرر وقوع اشتباكات مسلحة دامية، وسط اتهامات متبادلة بانتهاك الاتفاق.
وفي مارس الماضي، اتهمت روسيا، أذربيجان بانتهاك اتفاق وقف النار المبرم مع أرمينيا، عبر إدخالها قوات إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات حفظ السلام الروسية.
وأعلن البلدان في 12 يناير 2022، وقوع اشتباكات بين قواتهما عند الحدود بين البلدين، ما أودى بحياة شخص على الأقل في الجانب الأذربيجاني و2 في الجانب الأرميني.
وفي نوفمبر 2021، أسفر اشتباك حدودي بين البلدين عن سقوط 15 جندياً أرمينياً وأسر 12 وفقد يريفان لموقعين قتاليين.
اقرأ أيضاً: