أستراليا تفقد ثلث "الكوالا" خلال 3 سنوات

time reading iconدقائق القراءة - 4
كوالا تم إنقاذه يتسلق شجرة في موطنه الطبيعي في وادي جروس بقرب سيدني الأسترالية بعد علاجه من عدة إصابات بما فيها فقدان إحدى عينيه يوم 25 يوليو 2020 - REUTERS
كوالا تم إنقاذه يتسلق شجرة في موطنه الطبيعي في وادي جروس بقرب سيدني الأسترالية بعد علاجه من عدة إصابات بما فيها فقدان إحدى عينيه يوم 25 يوليو 2020 - REUTERS
سيدني-رويترز

أعلنت مؤسسة أسترالية، معنية بالحفاظ على حيوان الكوالا، أن البلاد فقدت نحو 30% من أعداد هذا الحيوان، على مدى السنوات الثلاث الماضية، بسبب الجفاف وحرائق الغابات، وقطع شركات التطوير العقاري لمساحات متزايدة من الأشجار. 

وحثت مؤسسة الكوالا الحكومة الأسترالية على بذل المزيد من الجهود، لحماية الموطن الطبيعي للكوالا.

وقدرت المؤسسة، وهي مستقلة وغير هادفة للربح، أن أعداد الكوالا أصبحت أقل من 58 ألفاً العام الجاري، انخفاضاً من أكثر من 80 ألفاً في عام 2018، مشيرة إلى أن ولاية نيو ساوث ويلز شهدت أكبر تراجع في الأعداد بنسبة 41%.

وقالت ديبورا تابارت، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، الثلاثاء، إن "الانخفاض صادم للغاية". وأشارت إلى أن البلاد بحاجة إلى قانون لحماية الكوالا، وأضافت لوكالة "رويترز": "أعتقد بأن التحرك أصبح ملحاً الآن.. فالأرقام لا تكذب".

وكان الصندوق العالمي للطبيعة قد بدأ إعداد قائمة من الحيوانات المعرّضة للخطر، من طيور وقوارض وزواحف وغيرها، بسبب الحرائق التي اجتاحت دول البحر المتوسط وروسيا، وتلقي بظلالها على الثروة الحيوانية. 

وقالت مارجريت كينيرد، المسؤولة عن الثروة الحيوانية في الصندوق العالمي للطبيعة، وهو منظمة غير حكومية، إن الحرائق البشرية "تقوّض فرص صمود الحيوانات البرية على الصعيد العالمي، فهي إما تُقتل بسبب الدخان والنيران، أو يُدمر جزء كبير من موطنها الطبيعي".

ومن الصعب معرفة الآثار المحددة على كلّ نوع حتى الآن، لا سيما الأصناف المهدّدة أصلاً، بحسب كريج هيلتون تايلور، المسؤول عن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وتُسجَّل في هذه القائمة الأنواع النباتية والحيوانية، بحسب شدّة تعرّضها لخطر الانقراض. وصرح هيلتون تايلور، بأن "الحرائق كثيرة جداً لدرجة يتعذر معرفة تلك الخطرة فعلاً، والتي سيكون لها آثار"، موضحاً أن الأمر رهن أيضاً بقدرة الحيوانات على الهرب أو التصدي للنيران، "فالبعض منها قادر حتى على التكاثر بعد الحريق". 

التنوع البيولوجي

وكانت دراسة أميركية نشرت في عام 2020، قد حذرت من أن تأثير أنشطة الإنسان على البيئة والموائل الطبيعية للحيوانات، ربما تعدى الحدود إلى أماكن لم تصلها الثورة الصناعية بعد.

ولم يعد هناك الكثير من الأماكن على الأرض التي تحتفظ بتنوعها الحيوي، إذ أدى تجريف الغابات ونشاط الإنسان وأدواته إلى انقراض عشرات الأنواع من الحيوانات، في السنوات القليلة الماضية.

وكان العلماء يأملون أن تظل بعض الأماكن، مثل منطقة الغابات المطيرة في حوض نهر الأمازون، بعيدة عن يد البشرية المُدمِرة، إلا أن دراسة أخيرة لعلماء من جامعة لويزيانا الأميركية أطاحت بهذا الأمل.

ويعتقد العلماء أنه حدث نوع من "التآكل في التنوع البيولوجي"، الذي نجم عنه "فقدان بعض الثراء في مكان، كنا نأمل أن نحافظ على تنوعه".

وبحسب الدراسة، التي شملت أكثر من 55 موقعاً في شمال مدينة "ماناوس" البرازيلية، لاحظ الباحثون أن "من النادر رؤية مجموعات الطيور التي شاهدوها خلال زيارتهم للمكان ذاته قبل 12 عاماً". ولا يعرف الباحثون سبب هذا الهبوط الحاد في الأعداد، إلا أنهم يتوقعون أن يكون تغير المناخ سبباً محتملاً.

وتقول الدراسة، إن أعداد الحيوانات تتقلص جراء حدوث تغييرات في "المنظر الطبيعي" للغابات، إذ تشهد المنطقة تناقصاً سريعاً في أعداد الأشجار بشكل ملحوظ.

كما لاحظت الدراسة تعرض الطيور خصوصاً لأكبر حالات التدهور في أرض الغابة أو بالقرب منها، لأنها تتغذى على المفصليات، ومعظمها من الحشرات.

اقرأ أيضاً: