صفقة الغواصات الماليزية.. الفرنسيون يرفضون اتهاماً بدفع رشوة

time reading iconدقائق القراءة - 5
صفقة الغواصات الماليزية أثارت الكثير من الشبهات بوجود وقائع فساد - Twitter
صفقة الغواصات الماليزية أثارت الكثير من الشبهات بوجود وقائع فساد - Twitter
باريس-أ ف ب

تعتزم المجموعتان الفرنسيتان "تاليس" و"دي سي ان اي"، الثلاثاء، لعب آخر ورقة متبقية لهما أمام محكمة الاستئناف في باريس لتفادي محاكمتهما للاشتباه بدفعهما رشى على هامش عقد بيع غواصات لماليزيا في عام 2002.

وستنظر غرفة التحقيقات في طلبات إبطال قدمتها الشركتان.

ويتناول التحقيق، الذي بدأ قبل 10 سنوات، إبرام عقود استشارات على هامش صفقة بيع مجموعة "دي سي إن اي" غواصتين من طراز "سكوربين" و"أجوستا" بنحو مليار يورو إلى ماليزيا في عام 2002، بعد عدة سنوات من المفاوضات.

وكانت "دي سي إن اي" مملوكة بشكل كامل للدولة، وهي تابعة حالياً لمجموعة "نافال جروب" المتحالفة مع "تاليس"، إحدى مجموعات الدفاع الرئيسية في العالم.

 ويشتبه القضاء الفرنسي في أن بعض العقود استُخدمت كغطاء لدفع رشى لوزير الدفاع الماليزي آنذاك نجيب رزاق، ليختار العرض الفرنسي.

ونص أحد العقود على دفع "دي سي إن اي" مبلغ 30 مليون يورو للشركة الفرعية "تاليس انترناشيونال آسيا" (تينت آسيا) كتكاليف التصدير التجاري.

رشوة موظف عام أجنبي

ودفعت "تينت آسيا" مبلغاً مماثلاً لشركة أخرى، هي "تيرازازي" التي يشكّ القضاء بأنها وهمية إذ كان المساهم الرئيسي فيها هو عبد الرزاق باجيندا المقرب من نجيب رزاق، من أجل تقديم استشارات بشأن الواقع الذي تتم مناقشته.

 وتلاحق شركة "دي سي إن اي" التابعة لمجموعة "نافال جروب" قضائياً منذ سبتمبر 2020 بتهمة تقديم رشى لموظف عام أجنبي والتواطؤ في خيانة الأمانة.

واتُهمت شركة "تاليس اس أ" القابضة في يناير الماضي، بعد الشركتين الفرعيتين التابعتين لها "تاليس انترناشيونال" و"تينت آسيا"، "بالتواطؤ في رشوة موظف عام أجنبي".

وتطلب "تاليس" والشركتان التابعتان لها و"دي اس ان اي" من غرفة التحقيق إبطال العديد من الأفعال، بينها عمليات البحث في أوائل عام 2010 التي أدت إلى مصادرات أججت القضية.

وأكد مصدر مطلع على الملف أن النيابة العامة طلبت إقرار الجزء الأساسي من الإجراء، باستثناء إحدى عمليات البحث.

وقال محامي "تاليس" نيكولاس هوك-موريل لوكالة "فرانس برس"، إن تاليس "واثقة بالنتيجة النهائية لهذا الإجراء برمته".

وقالت مجموعة "دي سي إن اي" في تعليق أرسلته إلى "فرانس برس"، إنها "تعترض بشدة على اتهامها بارتكاب أي مخالفة تتعلق بإبرام العقد الماليزي".

وتعد الإحالات على محكمة الاستئناف من آخر وسائل الطعن في التحقيقات.

وتنفي تاليس وجود مؤشرات جدية أو متطابقة تبرر اتهامها، وكذلك اتهام الشركتين التابعتين لها.

"غياب الدليل"

وفي سبتمبر 2020، أشارت "تينت آسيا" إلى أنه "لم يتم إبلاغها مطلقاً بأي مدفوعات يمكن أن تكون قدمتها تيرازازي لصالح أحد السياسيين".

 وتؤكد المجموعة أن الشركة القابضة والشركات التابعة لها "كيانات قانونية منفصلة ومستقلة"، فلا يمكن استجواب الأولى بمعزل عن أنشطة الأخرى.

وتعتمد كل من تاليس و"دي سي إن اي"، على عنصر أساسي في دفاعهما، هو أن التحقيق لم يتمكن من إثبات أن الأموال وصلت في النهاية لصالح رزاق، وقد نفى ذلك بنفسه، ولا يشكل الملف وفقاً لهما سوى ملف فساد مزعوم إذ إن الفساد غير مثبت.

واعترفت قاضية التحقيق أود بوريسي ضمنياً بغياب الدليل، مشيرة في سبتمبر 2020 إلى أنه "لا توجد حركة مالية تجعل من الممكن تحديد دفع العمولات لصالح السيد رزاق مباشرة من قبل السيد باجيندا".

لكنها أوضحت أنه بالنظر إلى الملف، "كان من الواضح لـ"دي سي إن اي" أن مسألة دفع عمولات لوزير الدفاع ومستشاره تمت".

وتؤكد المجموعتان أيضاً حصول عمل استشاري، مستشهدتين بأكثر من مئة اجتماع وآلاف صفحات التقارير التي أنتجتها تيرازازي بموجب العقد.

وإذا وافقت محكمة الاستئناف على طلبات المجموعتين، فإن إلغاء المضبوطات التي تم الحصول عليها خلال عمليات البحث قد يضعف الملف، بينما أُغلقت التحقيقات، ويتعين على مكتب المدعي المالي الوطني أن يأخذ بالمذكرات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات