داهمت شرطة هونغ كونغ صباح الخميس، مقر صحيفة "أبل ديلي" المؤيدة للديمقراطية واعتقلت 5 مسؤولين، من بينهم رئيس تحريرها راين لو، وجمدت أصولها التي تقدر بقيمة مليوني يورو.
وذكرت الشرطة في بيان أن حملة المداهمة والتوقيف، جاءت للاشتباه في "التواطؤ مع دولة أجنبية أو عناصر خارجية بهدف تعريض الأمن القومي للبلاد للخطر".
وأكد مصدر أمني لوكالة "فرانس برس"، أن الموقوفين الخمسة جميعهم مسؤولون تنفيذيون في "نيكست ديجيتال"، المجموعة المالكة لـ "أبل ديلي".
وقال كبير المفوضين ستيف لي للصحافيين: "تم تجميد أصول 3 شركات هي أبل ديلي ليمتد، وأبل ديلي برينتينغ ليمتد، وأبل ديلي أنتيليكت ليمتد" ومجموع أصولها 18 مليون هونغ كونغ (ما يعادل مليوني يورو)، وهي المرة الأولى التي تتم فيها مصادرة أصول مجموعة إعلامية في البلاد.
وبُعيد الإعلان عن توقيف المسؤولين الخمسة، أعلنت بورصة هونغ كونغ وقف التعاملات بأسهم "نيكست ديجيتال".
وتعد المداهمة الثانية في أقل من عام تستهدف مقر "أبل ديلي"، الصحيفة التي قدمت دعماً غير محدود للحركة الاحتجاجية المؤيدة للديمقراطية، إذ يملك الصحيفة الملياردير جيمي لاي الذي وُجهت إليه تهمة "التواطؤ" بعدما أوقفته الشرطة في مداهمة نفّذتها خلال أغسطس الماضي.
ويقضي لاي (73 عاماً) حالياً أحكاماً عدّة بالسجن صدرت بحقه بسبب مشاركته في احتجاجات مؤيدة للديمقراطية هزت هونغ كونغ قبل عامين.
كما أثار رجل الأعمال غضب بكين عدة مرات بسبب دعمه للحراك الاحتجاجي المؤيد للديمقراطية. وأعلنت سلطات هونغ كونغ في منتصف مايو الماضي، تجميد أصوله لخرقه قانون الأمن القومي بالمدينة.
وفي عام 2019 شهدت هونغ كونغ احتجاجات ضخمة مؤيدة للديمقراطية استمرت أشهراً وتخللتها أعمال عنف وشكلت أخطر تحدٍّ لبكين منذ استعادة المدينة في 1997.
وردّاً على حركة الاحتجاج الضخمة أطلقت بكين حملة واسعة لقمع المعارضة وفرضت قانوناً صارماً للأمن القومي.
وتقول بكين إن القمع وقانون الأمن القومي "ضروريان لاستعادة الاستقرار في المدينة"، بينما ترى عدة قوى غربية أن إحكام بكين سيطرتها على هونغ كونغ أنهى مبدأ "دولة واحدة ونظامان" الذي أقرته الصين عندما استعادت المدينة والذي كان يرمي لضمان تمتعها بحكم ذاتي واسع حتى 2047.
واعتُقل أكثر من 10 آلاف شخص في قضايا تتعلق باحتجاجات 2019 وأدين نحو 2500 منهم بجرائم مختلفة، وأغلبية القادة الرئيسيين للحركة المؤيدة للديمقراطية موقوفون أو فروا إلى الخارج.