عشية زيارة بوتين لبكين.. روسيا: الصين تدعم مطالبنا الأمنية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقد اجتماعاً عبر الفيديو مع الرئيس الصيني شي جين بينج في الكرملين، موسكو، 28 يونيو 2021 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقد اجتماعاً عبر الفيديو مع الرئيس الصيني شي جين بينج في الكرملين، موسكو، 28 يونيو 2021 - AFP
دبي-الشرق

أعلن مسؤول روسي كبير أنَّ موسكو وبكين تحضران للتوقيع على حزمة واسعة من الوثائق خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الصين، الخميس، مشيراً إلى أن بكين تدعم مطالب موسكو بخصوص الضمانات الأمنية بشأن أزمة أوكروانيا.

وقال كبير مستشاري الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، الأربعاء، إنَّ بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج يعتزمان تبني بيان مشترك بشأن السياسة الدولية في عصر جديد.

وأضاف في تصريحات للصحافيين، أن العلاقات بين روسيا والصين ليست تحت تأثير دول أخرى، وليست موجهة ضد أحد.

وأشار المسؤول الروسي بحسب وكالة أنباء "تاس" الروسية إلى أنَّ موسكو وبكين تجهزان عدداً من اتفاقيات الغاز، لافتاً إلى أن هذه الاتفاقيات ستصبح خطوة جديدة في توسيع العلاقات بين البلدين في هذا المجال.

وتابع أوشاكوف: "يتم تحضير العديد من الاتفاقيات في قطاع الطاقة، لا أستطيع أن أقول الآن أياً من هذه الاتفاقيات سيتم التوقيع عليها، لكن من الواضح أن الزيارة ستمثل خطوة أخرى نحو تطوير التعاون في مجال الغاز"، مشيراً إلى أن وزير الطاقة الروسي سيكون ضمن الوفد الروسي إلى بكين. 

ويمثل الغاز محوراً مهماً في الأزمة بين موسكو وكييف في ظل قلق أميركي من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، وطلب واشنطن في الأسابيع الأخيرة من منتجين رئيسيين للغاز دراسة ما إذا كان بإمكانهم توريد غاز إضافي لأوروبا إذا تعطلت إمدادات روسيا.

وكشف أوشاكوف أن الوفد الروسي يتكون من 6 أشخاص بناءً على طلب الجانب الصيني، لافتاً إلى أن الزيارة لو كانت في ظروف عادية، ومن دون فيروس كورونا، لتألَّف الوفد الروسي من 20 إلى 25 شخصاً. 

دعم صيني

ونقلت "بلومبرغ" الأميركية عن أوشاكوف قوله إن الرئيسين الروسي والصين يعتزمان إصدار بيان مشترك يتضمن رؤيتهما "للقضايا الأكثر أهمية" بما في ذلك القضايا الأمنية.

واعتبر المسؤول الروسي أن بكين تدعم مطالب موسكو بخصوص الضمانات الأمنية من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن أزمة أوكرانيا. 

كانت روسيا حددت مجموعة من المطالب لخفض التوتر بشأن الأزمة الأوكرانية، تشمل فرض حظر على انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، ونشر أنظمة صاروخية عند الحدود الروسية، وسحب قوات الحلف الأطلسي من شرق أوروبا.

وكشف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس بوتين ونظيره الصيني لن يعقدا مؤتمراً صحفياً عقب محادثاتهما في بكين المقررة الجمعة.

وأشار بحسب وكالة "تاس" إلى أنه من المتوقع عقد الاجتماع بين الرئيسين قبيل حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها الصين، لافتاً إلى أن جزءاً صغيراً فقط من مستهل المحادثات رفيعة المستوى بين الزعيمين هو الذي سيكون علنياً.

محادثات واسعة النطاق

وكشف بيسكوف أن روسيا والصين تخططان لعقد محادثات واسعة النطاق في بكين، حيث سجري رئيسا البلدين محادثات ثنائية مباشرة، كما سيشاركان في اجتماعات موسعة تضم أعضاء الوفود، لافتاً إلى أن الوفود وإن لم تكن كبيرة إلا أنها كافية لتغطية المجالات المختلفة لأوجه التعاون المتعددة بين روسيا والصين.

 وتوقع المتحدث باسم الكرملين أن يتم تكريس جانب كبير من المحادثات لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا العالمية، بما في ذلك الاستقرار الاستراتيجي في أوروبا، والضمانات الأمنية لروسيا، وحوار روسيا مع الولايات المتحدة و"ناتو".

التعاون العسكري

وعشية زيارة بوتين إلى بكين، اعتبر السفير الروسي لدى الصين أندري دينسوف، أن المستوى العالي من الثقة بين روسيا والصين يجعل من الممكن تنمية التعاون العسكري-التكنولوجي بين البلدين. 

وقال دينسوف، بحسب "تاس" : إننا "نطور علاقاتنا باطراد، وعلى نحو منهجي وهادف، وقد بلغنا مستوى عالياً بما فيه الكفاية".

وأضاف: "هناك مستوى عالٍ من الثقة بين حكومتينا وقائدينا في مجالات معينة، وهذه الثقة تسمح لنا يتعزيز العلاقات في بعض المجالات الحساسة مثل التعاون العسكري-التكنولوجي، مع عدم إضفاء صبغة التحالف الرسمي، وإنما نعمل في المجالات التي يحتاج الجانبان إلى العمل فيها، وعلى وجه التحديد في هذا الاتجاه".

واعتبر السفير الروسي أن روسيا حاضرة بقوة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما يجعل تحالفات مثل "أوكاس" (الولايات المتحدة، وأستراليا، والمملكة المتحدة)، تهديداً لروسيا، على الرغم من أنها موجهة أساساً ضد الصين، لافتاً إلى أنَّ هذا النوع من التحالفات "يحتم على روسيا والصين الرد، ولو من خلال التنسيق السياسي".

وقال السفير الصيني لدى روسيا تشانج هان هوي إن "زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين خلال أولمبياد بكين الشتوية ستعزز بشكل أكبر الثقة السياسية المتبادلة بين الدولتين، وستعمق التعاون متبادل النفع في مختلف المجالات"، بحسب وكالة أنباء "شينخوا" الصينية الرسمية. 

ووفقاً للوكالة، شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وروسيا تقدماً على الرغم من جائحة كورونا واتجاه الهبوط للاقتصاد العالمي، إذ تشير البيانات الرسمية إلى أن التجارة الثنائية بين الدولتين تخطت 140 مليار دولار أميركي في 2021، لتقترب من هدف الـ200 مليار دولار أميركي بحلول 2024، الذي وضعه زعيما الدولتين.

وتأتي زيارة بوتين إلى الصين وسط تصاعد التوتر مع الغرب، مع اتهام القوى الغربية لروسيا بحشد قوتها على الحدود الأوكرانية تمهيداً لغزو جارتها الجنوبية، وتنفي روسيا أي خطط لاجتياح جارتها، وتتهم الغرب بالفشل في احترام مخاوفها الأمنية عند حدودها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات