"الوساطة" وأسواق الطاقة تتصدران مباحثات وزيري خارجية السعودية وروسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يلتقي بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في موسكو ، 9 مارس 2023 - AFP
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يلتقي بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في موسكو ، 9 مارس 2023 - AFP
دبي-الشرق

قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، إن المملكة تسعى إلى تطوير العلاقات مع روسيا نحو آفاق أرحب، فيما شدد نظيره الروسي سيرجي لافروف، على دور السعودية "المهم" في تسوية القضايا الدولية، وذلك في مستهل مباحثاتهما في العاصمة موسكو.

وأعلن وزير الخارجية السعودي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي أن "المملكة مستعدة للتوسط في الأزمة الروسية الأوكرانية"، مشيراً إلى أن بلاده ستمضي "في البحث عن السبل المتاحة لتهيئة الحوار بين روسيا وأوكرانيا". وأضاف: "نسعى لكل ما من شأنه تسوية الصراع في أوكرانيا".

ولفت إلى أن موقف السعودية "داعم لكافة المساعي الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة، ولكل ما من شأنه تخفيف التوتر وتخفيف المعاناة التي طالت الجميع بسبب تداعيات هذه الأزمة، خاصة الدول النامية والأقل نمواً". 

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعرب خلال مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس 2022، عن استعداد المملكة لبذل جهود للوساطة بين كل الأطراف لحل الأزمة في أوكرانيا.

وجاء في بيان عقب المكالمة أن ولي العهد أكد أن "المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف"، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".

وقال وزير الخارجية السعودي إن "العلاقات مع روسيا شهدت تطورات كبيرة خلال الأعوام الماضية"، مؤكداً على "التنسيق الوثيق بين المملكة وموسكو بشأن أسواق الطاقة".

وأثنى فيصل بن فرحان، على موقف روسيا بشأن القضية الفلسطينية من أجل تحقيق السلام. كما أثنى على دعم روسيا للمخرجات وأسس الشرعية الدولية في الملف اليمني، وجدد رغبة السعودية "في الوصول إلى تسوية لضمان الأمن والاستقرار في اليمن من خلال وقف إطلاق نار دائم، وإطلاق حوار يمني- يمني ينهي الصراع".

"حوار حقيقي"

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن السعودية ودولاً أخرى سهلت عمليات تبادل أسرى الحرب مع أوكرانيا. وأكد "الاستمرار في تنفيذ الالتزامات في إطار أوبك+".

وقال لافروف أن "السعودية تبدي اهتماماً كبيراً في إيجاد حل للأزمة" وأن روسيا تقدر ذلك، مضيفاً أن موسكو "ترحب بكافة الجهود التي يمكن أن تؤدي إلى حوار حقيقي".

غير أنه اعتبر أنه "حتى اللحظة لا توجد أي رغبة من الجانب الأوكراني" إلى الحوار، قائلاً إن الغرب يكرر أنه يريد "هزيمة روسيا استراتيجياً في أرض المعركة"، ويمنع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التفاوض بحكم القانون الأوكراني.

إلى ذلك، قال إنه أكد خلال الاجتماع استعداد روسيا للتنسيق المشترك مع السعودية في إطار "أوبك +"، مشدداً على أن التعاون مع المملكة في مجال الطاقة غير قابل للتقلبات أو التأثير الخارجي.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي إنه ناقش مع نظيره السعودي الوضع في سوريا، موضحاً أن الجانبين أكدا على وحدة الأراضي السورية. 

وفي السياق، أشار إلى أنه ناقش كذلك الخطوات التي اتخذتها روسيا عبر مسار "أستانا" لتسوية العلاقات ما بين سوريا وتركيا، و"تحدثنا بالطبع عن ضرورة الاهتمام بالقضايا الإنسانية في سوريا، والتي تدهورت بشكل متسارع بعد الزلزال في تركيا وسوريا".

"توحيد الرؤى"

وقبيل عقد المؤتمر الصحافي، قال فيصل بن فرحان إنه سيتباحث مع نظيره الروسي "حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والتحديات التي تمس العالم"، مشيراً إلى أنه "سيتم تبادل وجهات النظر حول مختلف الأزمات دولياً وإقليمياً".

ولفت فيصل بن فرحان إلى أن الاجتماع سيناقش مستجدات العلاقات بين البلدين، موضحاً أنه يتطلع إلى أن "تسفر مباحثاتنا عن توحيد الرؤى، ودعم العلاقات الثنائية لمجالات أرحب وفقاً لتوجيهات قيادتي البلدين".

وأشاد وزير الخارجية السعودي بمستوى التنسيق القائم بين البلدين، قائلا ً إن التنسيق يشمل "شتى المجالات، سواء فيما يتعلق بتنمية العلاقات الثنائية أو التنسيق لمواجهة التحديات الدولية".

تنسيق دائم

وعبَّر سيرجي لافروف عن ارتياح روسيا بمستوى العلاقات مع السعودية، لافتاً إلى وجود تنسيق دائم على كل المستويات في قطاعات التجارة والاقتصاد والاستثمار. وتابع: "نتفق دائماً على الخطوات اللازمة لتقوية تعاوننا".

وأشاد لافروف بدور "مهم" للسعودية في تسوية القضايا الدولية، قائلاً: "نرحب بالزيارة وتطلع المملكة العربية السعودية إلى المشاركة بشكل نشط ليس فقط في تسوية القضايا الإقليمية، ولكن أيضاً في القضايا على المستوى الدولي".

وتأتي هذه المباحثات بعد أقل من أسبوعين من زيارة مماثلة أجراها وزير الخارجية السعودي لأوكرانيا، حيث أجرى مباحثات في 26 فبراير المنصرم مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا والرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف.

وجدد وزير الخارجية السعودي، خلال لقائه مع زيلينسكي، حرص المملكة على دعم جميع الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة (الأوكرانية - الروسية) سياسياً، ومواصلتها جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

وذكر مدير مكتب الرئيس الأوكراني أن بلاده تعول على دعم السعودية لعملية السلام، مشيراً إلى دور ووساطة المملكة في تحرير 10 أسرى حرب، وأضاف أن المملكة "تعرضت مواقعها النفطية لاعتداء من المسيرات الإيرانية، ونحن يومياً نتعرض لها في أوكرانيا".

وأسفرت زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى أوكرانيا عن التوقيع على اتفاقية ومذكرة تفاهم بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار أميركي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات