
أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني، وكبير المفاوضين، عباس عراقجي، الأربعاء، أن وفود القوى العالمية المشاركة في محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، ستعود إلى بلدانها لإجراء مزيد من المشاورات بشأن سبل "التعامل مع الخلافات".
وقال عراقجي في تصريحات من فيينا، أوردتها وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية: "اليوم نحن في وضع يفترض أن يكون لدينا نتيجة جديدة للمفاوضات التي جرت حتى الآن".
وتابع: "جميع الوفود خلصت إلى أنه ينبغي القيام بزيارات إلى العواصم، لإجراء مزيد من المشاورات، واتخاذ مزيد من القرارات بشأن الخلافات".
وأشار كبير المفاوضين الإيرانيين إلى أن وفود طهران ومجموعة 4+1 (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) ستعقد اجتماعاً نهائياً للجنة المشتركة للاتفاق النووي، الأربعاء، وستعود بعد ذلك إلى عواصم بلدانها، مضيفاً أنه "من المرجح تحديد موعد العودة في اجتماع اللجنة المشتركة".
ومضى قائلاً: "كل الوفود مصممة وهناك جدية كاملة. وصلت الخلافات إلى نقطة يعتقد فيها الجميع أنه ليس من المستحيل حلها، لكن التفاصيل مهمة على أي حال، ومن المهم احترام مواقفنا (الإيرانية) الثابتة".
ولفت عراقجي إلى أن الاجتماع المقبل للجنة المشتركة سيعقد على الأرجح قريباً، لافتاً إلى أن الوفد الإيراني سيعود إلى فيينا بعد مشاورات في طهران مثل الجولات السابقة من المحادثات.
"عراقيل معقدة"
والثلاثاء، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن المفاوضين يتوقعون الآن التوصل لاتفاق في أغسطس المقبل، عندما تنتهي ولاية الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ونفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، في مؤتمر صحافي تلفزيوني، تعثر المفاوضات الرامية مع القوى العالمية، مشيراً إلى أن طهران تعتقد أن "العراقيل" التي تقف في سبيل ذلك الهدف "معقدة"، "لكنها لا تستعصي على الحل".
ولم يفصح ربيعي عن مزيد من التفاصيل، لكن تعليقاته تتوافق مع ما ورد في بيان كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، الذي قال للتلفزيون الإيراني، الاثنين، إن المحادثات معقدة، وإن الدبلوماسيين ربما يحتاجون إلى مزيد من الوقت لتسوية المسائل العالقة.
وقال عراقجي، إنه من المرجح أن تعود الوفود إلى عواصمها بحلول نهاية الأسبوع، للتشاور مع حكوماتها بشأن المسائل الشائكة.
اتفاق قبل انتخابات إيران
كان الدبلوماسيون المشاركون في محادثات فيينا، يأملون في استعادة الاتفاق التاريخي بالكامل قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في الـ18 من يونيو التي ستنتهي بعدها بشكل تدريجي رئاسة حسن روحاني، وسط توقعات أن يخلفه "رئيس محافظ" سيكون أكثر عداءً للولايات المتحدة والاتفاق النووي.
وتتفاوض إيران مع القوى العالمية الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) في العاصمة النمساوية فيينا منذ أبريل الماضي، للاتفاق على خطوات تتخذها طهران وواشنطن في ما يتعلق بالأنشطة النووية والعقوبات من أجل استئناف العمل بالاتفاق المبرم في 2015.
وقال دبلوماسيان غربيان ومسؤول إيراني، إن المحادثات ستتوقف، الخميس، على الأرجح للتشاور في عواصم الدول المشاركة، لكن لم يتضح ما إذا كانت ستُستأنف قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في الـ18 من يونيو الجاري، والتي من المتوقع أن يفوز بها مرشح ينتمي إلى تيار المحافظين ليتولى المنصب خلفاً للرئيس الحالي، حسن روحاني.
ومنذ انسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، من الاتفاق عام 2018، أعاد فرض العقوبات على إيران، وبدأت طهران سلسلة من الإجراءات المضادة ومنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بما يفتح الباب أمام إمكانية صنع قنابل نووية.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن واشنطن ستعود للاتفاق، إذا استأنفت طهران أولاً الالتزام بالقيود الصارمة على تخصيب اليورانيوم.
اقرأ أيضاً: