دبي -الشرق
أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، الخميس، توصل الكونجرس إلى اتفاق لتجنّب تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، وبالتالي تلافي الإغلاق الحكومي، وذلك بعد أن وافق الديمقراطيون على اقتراح الجمهوريين برفع سقف الدين لشهرين.
وقال شومر من قاعة مجلس الشيوخ، "لديّ نبأ سار، توصلنا إلى اتفاق لرفع سقف الدين حتى مطلع ديسمبر، ولدينا أمل بأنه بإمكاننا إنجاز ذلك في أقرب وقت اليوم".
ويتفادى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الكونجرس "الإغلاق الحكومي" الذي كان مرجحاً في حال تمسك الجمهوريون بموقفهم.
وكان زعيم الديمقراطيين حذر الثلاثاء، من أنه إذا لم يرفع الكونجرس سقف الدين العام، وبقي خطر تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، فقد تخفض وكالات التصنيف الائتماني "قريباً جداً" تصنيف الديون الأميركية، محذراً من أن تداعيات ستكون باهظة على المستهلكين والشركات والاقتصاد الأميركي.
ومنذ أشهر، يدور نزاع في الكابيتول بين الديمقراطيين وخصومهم الجمهوريين بسبب عدم اتفاق الطرفين على رفع سقف المديونية العامة لأكبر قوة اقتصادية في العالم، وهو إجراء عادة ما يكون سهلاً، لكنه وقع هذه المرة تحت وطأة الانقسامات السياسية في الكونجرس.
وكان الوقت بالفعل يداهم الحكومة الأميركية لأن الأموال ستنضب في 18 أكتوبر، إذا لم يرفع الكونجرس سقف الدين العام بحلول ذلك الوقت، وفقاً لوزارة الخزانة.
وقال زعيم الجمهوريين في المجلس ميتش ماكونيل، الأربعاء، إنه يريد "تجنيب الأميركيين أزمة على المدى القصير تسبّب بها الديمقراطيون"، مؤكداً أنه سيسمح لخصومه بالموافقة بأسرع وقت ممكن على تعليق سقف الدين حتى ديسمبر.
وحضّ ماكونيل الديمقراطيين الذين يعانون تضاؤل هامش مناورتهم التشريعي بسبب أغلبيتهم الضئيلة جداً، على الاستفادة من هذا الاقتراح لإيجاد حلّ وحدهم على المدى الأطول، لكنّه قال إنّ هذا الحل يمر عبر مسار تشريعي أكثر تعقيداً ترفض إدارة جو بايدن سلوكه حتى الآن على صعيد الديون.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن الاتفاق يجنب الولايات المتحدة أزمة مالية حيث تكافح الحكومة للوفاء بالتزاماتها المالية، بما في ذلك دفع الضمان الاجتماعي لكبار السن، أو تقديم مزايا ضريبية للأسر التي لديها أطفال، أو تقديم مزايا المحاربين القدامى.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن هذا الاتفاق قد يثير معركة شرسة أخرى بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن مستقبل الإنفاق الفيدرالي، وهي معركة من المرجح أن تكون أكثر شراسة عند نهاية عام، عندما يتعين على الكونجرس مواجهة تحديات أخرى، بما في ذلك الحاجة الملحة لتمويل الحكومة ومنع الإغلاق.
موقف بايدن
ويرفض الجمهوريون بشكل قاطع الموافقة على أي اجراء لرفع أو تعليق سقف الدين، لأنهم يعتبرون أن ذلك يعطي الرئيس جو بايدن شيكاً على بياض لتمويل خطته الضخمة للاستثمار.
لكن هذه الخطط لم يتم اعتمادها بعد في الكونجرس، في حين يخدم رفع سقف الدين، تسديد مبالغ مقترضة أساساً بينها تريليونات الدولارات التي أنفقت في ظل رئاسة دونالد ترمب.
وكان البيت الأبيض رد بفتور، الأربعاء، على اقتراح الجمهوريين، ودعتهم الناطقة باسمه جين ساكي إلى "عدم إرجاء المشكلات"، في حين يمكن التوصل إلى اتفاق طويل الأمد اعتباراً من الآن.
لكن بورصة "وول ستريت" أغلقت على ارتفاع، الأربعاء، على خلفية بوادر الحلحلة هذه. وحدّدت الخزانة الأميركية 18 أكتوبر موعداً لاحتمال بدء تخلّف الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد عالمي، عن سداد ديونه في حال لم يتوصّل الكونجرس إلى "رفع سقف الدين" أي زيادة قدرة البلاد على الاستدانة.
وسقف الدين العام هو الحد الأقصى قانوناً للمديونية العامة في الولايات المتحدة، وهو محدد عند 28.4 تريليون دولار.
اقرأ أيضاً:
