هدنة اليمن تدخل حيز التنفيذ وسط تفاؤل أممي

time reading iconدقائق القراءة - 6
أحد شوارع صنعاء قبل ساعات من سريان الهدنة - 2 أبريل 2022 - REUTERS
أحد شوارع صنعاء قبل ساعات من سريان الهدنة - 2 أبريل 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

دخلت الهدنة بين أطراف النزاع في اليمن حيز التنفيذ، السبت، بعد أن لاقت ترحيباً يمنياً ودولياً إثر تجاوب كافة الأطراف بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة بوقف النار، باعتباره بصيص أمل في بلد عصفت به الحرب المستمرة منذ 7 سنوات.

والهدنة التي بدأت في تمام الساعة  الـ7 مساء بتوقيت اليمن (4 مساء بتوقيت جرينتش) ولمدة شهرين، ضمنت "وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه وتجميد المواقع العسكرية الحالية على الأرض"، بحسب بيان مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانز جروندبرج.

كما تضمنت الاتفاقية "دخول 18 سفينة من سفن المشتقات النفطية خلال شهري الهدنة إلى موانئ الحديدة" غربي البلاد، و"تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعياً إلى صنعاء ومنها خلال شهري الهدنة إلى الأردن ومصر".

التصعيد الإعلامي

ولفت مكتب المبعوث الأممي أنه فور دخول الهدنة حيز التنفيذ، سيدعو جروندبرج إلى "اجتماع للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات لتيسير حركة المدنيين، وتنقلاتهم بالاستفادة من الجو الذي تهيئه الهدنة"، مشيراً إلى أنها تضمن كذلك "تعاطي الأطراف مع المبعوث الخاص بشأن مقترحات حول الخطوات القادمة نحو إنهاء الحرب".

ورحب جروندبرج في بيان أخر بـ"ردود الفعل الإيجابية من جميع الأطراف على الهدنة"، مشدداً على "أهمية البناء على هذا الاتفاق لاستعادة بعض الثقة بين الأطراف المتحاربة ولاستئناف عملية سياسية تهدف إلى إنهاء النزاع".

واعتبر المبعوث الأممي أن نجاح المبادرة "يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة"، متمنياً أن تتم "ترجمة حسن النوايا الذي عبرت عنه جميع الأطراف علناً في صورة خفض للتصعيد الإعلامي والحد من خطاب الكراهية".

وتعد الهدنة التي تتزامنت مع بداية شهر رمضان، الأولى منذ عام 2016 والتي تتفق فيها الأطراف المتحاربة على وقف القتال على مستوى البلاد.

آمال أميركية

المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركنج اعتبر أن الهدنة تمثل "لحظة حاسمة" في الصراع المستمر منذ نحو 7 سنوات، لافتاً إلى أنها تحيي أمل الأطراف المتحاربة والمجتمع الدولي في أن تحقق سلاماً دائماً لليمن.

وعد ليندركنج في مقابلة مع وكالة "رويترز" الهدنة "خطوة أولى" نحو وقف دائم لإطلاق النار، مضيفاً أنه "إذا أمكن للمجتمع الدولي والأطراف العمل معاً فإن هذه الهدنة يمكن البناء عليها نحو وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة تشكل في نهاية المطاف صورة يمن جديد".

وتابع: "نريد أن نبني على لحظة حاسمة تساعد اليمن على تغيير المسار"، مشدداً على أن الهدنة "تتويج لجهود دبلوماسية أميركية مكثفة وإدراك الحوثيين بأنه لن يكون بإمكانهم تحقيق نصر عسكري حاسم".

وأشار إلى أن "آليات ميدان المعركة قد تغيرت"، معتبراً أن "كل تلك الأمور اجتمعت لخلق تلك اللحظة الحاسمة".

ولفت إلى أن الهدنة فرصة لإيران التي تقول واشنطن إنها تقدم دعماً كبيراً للحوثيين لإظهار حسن نيتها في دعم مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة، معرباً عن رغبته بأن يرى "طهران تبتعد عن الأساليب السلبية والدور السلبي الذي تلعبه في هذه المنطقة"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

ترحيب إيراني

بدورها رحبت إيران، في وقت سابق السبت، بالهدنة في اليمن، داعيةً إلى "السعي لحل تفاوضي للصراع المستمر منذ 7 سنوات".

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان عن أمله بأن تكون هذه الخطوة تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار في سياق الوصول إلى حل سياسي لأزمة اليمن.

أضاف: "نأمل بأن نشهد على أعتاب شهر رمضان، في ظل إيلاء الأولوية للقضايا الإنسانية واستمرار الهدنة، تحسن الظروف الإنسانية والتبادل الكامل للأسرى والسجناء بين أطراف النزاع في هذا البلد".

وسبق أن أفادت "رويترز" بأن جماعة الحوثي رحبت بإعلان المبعوث الأممي عن الهدنة التي ستفتح بموجبها مطار صنعاء وتفرج عن السفن النفطية عبر ميناء الحديدة ووقف العمليات العسكرية.

وكان المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي في اليمن تركي المالكي قال، الجمعة، إن "قيادة القوات المشتركة للتحالف ترحب بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، ببدء هدنة يتم من خلالها وقف كافة أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية اليمنية".

وأضاف المالكي أن "الهدنة ستتم بحسب الترتيبات التفصيلية والمعلنة من المبعوث الخاص وبرعاية الأمم المتحدة لتوفير البيئة والأرضية المناسبة لخفض التصعيد والوصول إلى تسوية سياسية للنزاع بين الأطراف اليمنية وتحقيق السلام الشامل".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات