ميانمار.. الجيش يعتقل مستشارة الدولة ورئيس البلاد وكبار قادة الحزب الحاكم

time reading iconدقائق القراءة - 4
جنود من الجيش الميانماري ينظمون حركة المرور على طريق في يانغون وسط توتر تشهده البلاد- 28 يناير 2021 - REUTERS
جنود من الجيش الميانماري ينظمون حركة المرور على طريق في يانغون وسط توتر تشهده البلاد- 28 يناير 2021 - REUTERS
نايبيداو -رويترزأ ف ب

أعلن المتحدث باسم الحزب الحاكم في ميانمار، اعتقال رئيس البلاد، يو وين مينت، ومستشارة الدولة (رئيسة الحكومة) الزعيمة المدنية أون سان سو تشي، ومسؤولين كبار آخرين في الحزب الحاكم، وذلك حسبما نقلت وكالة رويترز، خلال مداهمة في وقت مبكر من صباح الاثنين، في حين لم ترد تفاصيل أكثر عن ظروف وملابسات هذه التطورات.

وقال المتحدث باسم حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الحاكمة، ميو نيونت، أن الحاكمة المدنية للبلاد لميانمار،  أون سان سو تشي، وشخصيات بارزة أخرى من الحزب الحاكم، اعتقلوا بالتزامن مع اعتقال الرئيس وين مينت.

وأشار نيونت خلال اتصال هاتفي مع وريترز، أن سو تشي والرئيس وين مينت وزعماء آخرين "اختطفوا" في الساعات الأولى من الصباح، وأضاف "أريد أن أقول لشعبنا ألا يردوا بشكل متهور، وأريدهم أن يتصرفوا وفقاً للقانون"، مشيراً إلى أنه يتوقع أيضاً أن يتم اعتقاله.

وقال سكان محليون في مدينة يانغون، والتي تعد من أكبر مدن ميانمار، لوكالة رويترز، إن خدمات الإنترنت عبر الهواتف المحمولة تعطلت، بعد ساعات من اعتقال زعيمة الحزب الحاكم أون سان سو تشي، وعدد من قيادات الحزب.

وانخفض الاتصال بالإنترنت في البلاد إلى 75% عن معدلاته الطبيعية منذ الثالثة من صباح الاثنين، بحسب التوقيت المحلي، وفقاً لتقديرات خدمة "نيتبلوكس" لمراقبة الإنترنت.

واعتقلت قوات الجيش في ميانمار،  رئيسة الحكومة أون سان سو تشي، وعدداً من قيادات الحزب الحاكم، حسبما أعلن المتحدث باسم حزبها الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، الاثنين.

وقال شاهد عيان في مدينة يانغون، إن الجيش نشر جنوداً خارج مقر مجلس المدينة، فيما أعلن تلفزيون "إم أر تي"، الذي تديره الدولة، في صفحته على فيسبوك، عجزه عن البث "بسبب مشكلات فنية". 
     
ووصلت أون سان سو تشي، مستشارة الدولة، البالغة من العمر 75 عاماً، والحاصلة على جائزة نوبل للسلام إلى السلطة عقب فوز ساحق في انتخابات عام 2015 بعد خضوعها للإقامة الجبرية لعقود، وذلك في صراع من أجل الديمقراطية جعل منها أيقونة دولية، لكن مكانتها الدولية تضررت بعد فرار مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا من عمليات عسكرية بإقليم راخين في غرب البلاد عام 2017.

وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من تصاعد التوتر بين الحكومة المدنية وجيش ميانمار، الذي أثار المخاوف من حدوث انقلاب في أعقاب انتخابات يعتبرها الجيش "مزورة"، بعد أن جاءت بقادة المعارضة في البلاد.

وقبل أقل من يوم، نفى جيش ميانمار الذي حكم البلاد 5 عقود، أن يكون قائده هدّد بتنفيذ انقلاب، بعد شكوى المؤسسة العسكرية من تزوير الانتخابات النيابية، معتبراً أن وسائل الإعلام أساءت تفسير أقواله.

وتصاعد التوتر السياسي الأسبوع الماضي، في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، بعدما اعتبر ناطق باسم الجيش، أن "تنفيذ انقلاب ليس مستبعداً"، إذا ما تجاهلت السلطات شكاويه من تزوير واسع شهدته الانتخابات، التي نُظمت في الـ8 من نوفمبر الماضي. 

وحقق حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية، فوزاً ساحقاً، وهو الحزب الذي تتزعمه أون سان سو تشي، ابنة الجنرال أون سان الذي قاد مفاوضات استقلال البلاد.

وأثارت تصريحات سابقة لقائد الجيش، انتقد فيها الانتخابات، قلقاً لدى بعثات دبلوماسية في ميانمار، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا.

وأصدرت البعثات، يوم الجمعة الماضي، بياناً مشتركاً بشأنها، ورد فيه: "نحضّ الجيش، وكل الأحزاب الأخرى في البلاد، على التزام المعايير الديمقراطية، ونعارض أي محاولة لتغيير نتائج الانتخابات أو عرقلة التحوّل الديمقراطي في ميانمار".