ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، الخميس، أن الحفاء الديمقراطيين للرئيس جو بايدن يعملون على وضع استراتيجية لإلحاق الهزيمة بالرئيس السابق دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة عام 2024، حتى لو لم يخض ترمب السباق الانتخابي.
ويأمل حلفاء بايدن في إقناع الناخبين بأنه حتى إذا خرج ترمب من السباق، فإن أي خليفة جمهوري له سيتعين عليه تبنّي ما يكفي من سياساته ليكون استنساخاً فعلياً لترمب نفسه.
وأشارت الشبكة إلى أن المفتاح الرئيسي لهذا النهج هو تسليط الضوء على سياسات ترمب ونظرته للعالم وإجبار مرشحي الحزب الجمهوري الآخرين على اتخاذ مواقف بشأن ما إذا كانوا يتفقون مع ترمب أم لا.
وأحد التصريحات البارزة التي سيُسلط الديمقراطيون الضوء عليها، هو اقتراح ترمب مؤخراً بأنه يمكن تعليق العمل بأجزاء من الدستور لإبطال نتائج انتخابات 2020.
ونقلت الشبكة عن خبراء استراتيجيين من الحزب الديمقراطي وحلفاء بايدن قولهم إنه إذا تمكن الديمقراطيون من إظهار أن خلفاء ترمب لن يدينوا مثل هذه التصريحات، فيمكنهم إثبات أنهم يتبعون نهج ترمب حتى لو تم تهميش الرجل نفسه.
فارق السن
الشبكة الأميركية قالت إن ثمة ديناميكية غير عادية تقود تفكير الديمقراطيين حول سباق 2024، فمع تراجع أرقام ترمب في استطلاعات الرأي، بدأ استراتيجيو الحزب يتخيلون خسارة ترمب معركة الترشيح أمام مرشح أصغر سناً.
ويعتقد آلان كيسلر، وهو جامع تبرعات منذ فترة طويلة في فيلادلفيا، أن ذلك المرشح سيكون على الأرجح حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
مع ذلك، إذا نجح الديمقراطيون في تصوير مرشح الحزب الجمهوري الجديد على أنه يتوق ليكون نموذجاً جديداً لترمب، فقد يكونون قادرين على تحييد الميزة التي قد يجلبها خصم أصغر سناً وأكثر حداثة إلى السباق ضد بايدن، البالغ من العمر 80 عاماً.
وبحسب رأي حلفاء جو بايدن، سيتأثر الناخبون بتعليقات مثل تصريح ترمب في 3 ديسمبر بأن مستوى "التزوير" في انتخابات 2020 كان شديداً لدرجة أنه "يسمح بإنهاء جميع القواعد واللوائح والمواد، حتى تلك الموجودة في الدستور".
وبالرغم من أن العديد من تصريحات ترمب تُثير الغضب ثم تختفي عن الأنظار بدافع النسيان أو صدور تصريحات أخرى تطغى عليها، يقول الديمقراطيين الذين أجرت معهم الشبكة مقابلات للتحدث عن استراتيجيهم لانتخابات 2024 إنهم يُخططون للتأكد من أن هذا التعليق بالذات لن يُنسى قريباً.
حملات إعلانية
الديمقراطيون تحدثوا للشبكة عن أنهم يتوقعون حملات إعلانية مبنية على اقتراح ترمب بأنه يمكن تعليق العمل بالدستور، الذي يُمثل الوثيقة التأسيسية التي تكرس الديمقراطية في الولايات المتحدة.
وقال الناشط الديمقراطي ديفيد بروك، رئيس مجموعة "فاكتس فيرس يو إس إيه" وهي مجموعة تقاوم تحقيقات الكونجرس التي يقودها الجمهوريون، إن هدف الديمقراطيين والجماعات المستقلة هو عدم ترك هذا يمر دون أن يلاحظه أحد.
وأضاف: "أشعر حقاً ويشعر الكثير من الأشخاص الذين تحدثت إليهم أن تعليق دونالد ترمب تجاوز الحد، وهو بالتأكيد مادة يمكن استخدامها في إعلانات ورسائل الحملة الديمقراطية".
وتُخطط اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي لتوظيف مندوبين في نيو هامبشاير وساوث كارولينا وولايات رئيسية أخرى تستهدف الانتخابات التمهيدية الرئاسية للجمهوريين.
وسيكون جزء من مهمتهم محاولة جعل المرشحين الجمهوريين يتخذون مواقف بشأن تصريحات ترمب، بما في ذلك آرائه حول الدستور، حسبما قال خبير استراتيجي ديمقراطي وطني مطلع على التخطيط لـ"إن بي سي نيوز".
ولفت الخبير الاستراتيجي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أنه سيتم نشر موظفي الاتصالات في اللجنة في وقت أبكر مما كان عليه في دورات الحملة الرئاسية السابقة.
وتابع: "سنرى جهداً مكثفاً ومتضافراً للغاية لجعل الجمهوريين يجيبون على ما يقوله (ترمب). سيكون ظل دونالد ترمب يُخيم على الحزب طالما أنه على قيد الحياة".
رهان الجمهوريين
الجمهوريون في المقابل يراهنون على أن مثل هذه التكتيكات لن تكون ذات قيمة.
وقال نيوت جينجريتش، حليف ترمب ورئيس مجلس النواب الجمهوري السابق، إنه لا يعتقد أن ترمب سيتعرض لرد فعل عنيف بسبب تعليقه على الدستور.
وأضاف: "أشك في أن هذا سيلعب أي دور في عام 2024. لقد نفى ترمب بالفعل أي رغبة في تعليق الدستور".
بينما اعتبرت أدريان إلرود، وهي محللة استراتيجية ديمقراطية، أن "دعوة ترمب لتعليق الدستور كانت متطرفة ومتجاوزة".
وتابعت: "لم نسمع بهذا الأمر من قبل رئيس سابق في العصر الحديث، والذي تصادف أنه يعلن ترشحه مرة أخرى.. لا أعرف أنه يمكنك ربط دعوة ترمب لإنهاء الدستور بكل مصداقية بأي مرشح جمهوري أو حتى بحركة (اجعلو أميركا عظيمة مرة أخرى) ككل".
وبحسب "إن بي سي نيوز"، قد تؤدي الإدانة الصريحة لتعليق وقف العمل بالدستور إلى تنفير ناخبي ترمب العاديين.
وقدم نائب الرئيس السابق مايك بنس رداً أكثر لطفاً مفاده أن من المهم للمسؤولين الحكوميين "توضيح أنهم سيدعمون دستور الولايات المتحدة ويدافعون عنه".
وعندما سُئل خلال ظهوره في ساوث كارولينا عما إذا كان تعليق ترمب خطيراً، تحوط بنس قائلاً: "سيكون هذا قراراً للشعب الأميركي في الأيام المقبلة".
وقال ميتش ماكونيل، زعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، للصحافيين الأسبوع الماضي، إن أي شخص يدعم فكرة عدم اتباع الدستور "سيجد صعوبة بالغة في أداء اليمين" كرئيس. ومع ذلك، لم يقل ماكونيل ما إذا كان سيرفض دعم ترمب إذا فاز بترشيح الحزب الجمهوري.
واعتبر جون أنزالون، أحد خبراء استطلاعات الرأي، أن "ترمب يشكل تهديداً"، وأردف: "الحقيقة هي أن لديه جاذبية ديماغوجية للناس. لقد جعل الناس يؤمنون بالكذب في الانتخابات، ويمكنه أن يجعل الناس يعتقدون أن من المقبول التخلص من الدستور".
وذكرت "إن بي سي نيوز" أن الخبراء الدستوريين يشعرون بالحيرة إلى حد كبير مما كان يدور في ذهن ترمب بشأن هذا التعليق الذي لا يزال مرئياً على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به.
اقرأ أيضاً: