
حلقة جديدة في مسلسل الصراع بين نقابة المهن الموسيقية المصرية برئاسة الفنان هاني شاكر ومطربي "المهرجانات"، تدور أحداثها هذه المرة خارج الحدود وتحديداً في تونس، ولكن يبدو أن خلافات نقابية على الأراضي التونسية ستقف دون تنفيذ رغبة شاكر في المنع.
وفور علمها بشأن رغبة بعض الجهات التونسية في إقامة حفلات لبعض "مطربي المهرجانات"، خاطبت نقابة الموسيقيين المصرية نظيرتها في تونس وطالبت بعدم السماح لهم بالغناء، حفاظاً على هوية الفن المصري، بحسب بيان، وبالفعل استجابت الأخيرة لهذا القرار.
خطابات رسمية
وقال علاء عامر، مستشار نقابة المهن الموسيقية في مصر لـ"الشرق" إن "النقابة لن تسمح بتدمير الفن المصري والعربي من خلال أعمال مليئة بالإسفاف".
وأضاف: "تواصلنا بالفعل مع نقابة المهن الموسيقية في تونس بخطابات رسمية وبشكل ودي، وهاتف النقيب هاني شاكر نظيره التونسي، وعلى الفور استجاب الأشقاء هناك وأرسلوا خطاباً رسمياً أكدوا فيه عدم إقامة أي حفلات لأي شخص غير مصرح له بالغناء في مصر، ونحن قدمنا لهم الشكر رسمياً".
وكشف "عامر" عن نية النقابة تحريك دعوى قضائية ضد الثنائي عمر كمال وحسن شاكوش خلال ساعات لطرحهما أغنية "لغبطيطا"، تتضمن اتهامهما بمزاولة مهنة الغناء بدون ترخيص، مثلما حدث قبل أسابيع مع حسن شاكوش بعد غنائه "ديو" مع المطرب أحمد سعد، الذي اكتفي المجلس بتوجيه إنذار له ولفت نظره بعد اعتذاره، وتعهده بعدم تكرار العمل مع مقدمي المهرجانات مرة أخرى".
وثائق ومؤيدات المنع
من جانبه قال ماهر الهمامي، رئيس النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة، في تصريحات لـ"الشرق" إن اتصالاً هاتفياً جمعه مع هاني شاكر بخصوص "فناني المهرجانات"، وبحثا خلاله ملف حفلات حسن شاكوش وعمر كمال وغيرهما من مقدمي المهرجانات في تونس، وتقديم الوثائق لوزارة الداخلية بتونس والشرطة السياحية.
وأوضح الهمامي أنه كفنان لا يمكنه اعتلاء المسرح ومطالبة فنان آخر بمغادرة المسرح، لكن دوره النقابي يحتم عليه التدخل لدى السلطات الرسمية في تونس وبإيعاز من الهيكل النقابي، الذي يمثله يمكن لوزارة الداخلية التونسية إلغاء عروض فناني المهرجانات القادمين من مصر المقرر إقامته السبت المقبل.
وأكد الهمامي أنه تم توقيع اتفاقية مع نقابة المهن الموسيقية بمصر في مارس الماضي لتبادل الخدمات، ولذلك حين تواصل معه هاني شاكر بخصوص حفلات مقدمي المهرجانات تفاعل مع طلبه،
ويعمل النقيب التونسي حالياً على جمع كل الوثائق التي تدين مقدمي الحفلات وتمنعهم من مزاولة النشاط الفتي باعتبارهم غير مرخص لهم بالغناء في مصر، مشيراً في هذا السياق أن لحسن شاكوش وعمر كمال حفلين مقرر إقامتهما يوم السبت. وقال إن إلغاء هذين الحفلين سيكون إلغائهما خطوة مهمة في مسار تنظيم القطاع الموسيقي في تونس.
ونشرت النقابة التونسية للمهن الموسيقية، بياناً حذرت من خلاله كل من يخالف قرار نقابة المهن الموسيقية في مصر والمتعلق بمنع حسن شاكوش، وعمر كمال، وحمو بيكا، وعلي قدورة، ونور التوت، من الغناء باعتبار أنه ليس لديهم أوراق رسمية لمزاولة المهنة.
خلافات نقابية
من جهته، نفى وليد الزواغي، كاتب عام النقابة الأساسية للمهن الموسيقية التابعة للاتحاد التونسي للشغل امتلاك ماهر الهمامي والنقابة التونسية للمهن الموسيقية صلاحية إيقاف حفلات "فناني المهرجانات"، مشدداً على أن الهيكل النقابي الوحيد القادر على اتخاذ إجراءات في هذا الشأن هو النقابة التي يمثلها، باعتبارها المتفاوض الوحيد مع الهياكل الرسمية في تونس، والمخول لها التواصل مع وزارة الشؤون الداخلية لمنع إقامة حفلات، في حال تجاوز أًصحابها للقوانين والاتفاقيات المبرمة بين الأطراف المنظمة للقطاع الموسيقي في تونس وخارجه.
وأكد الزواغي أنه لم يتلق اتصالاً من هاني شاكر بصفته نقيب المهن الموسيقية في مصر، رغم أنه شخصياً بادر في فترة سابقة بالتواصل معه لوضع أسس تعاون بين النقابتين، مشدداً على أن النقابة، التي يمثلها ماهر الهمامي ليس لها صفة قانونية أو شرعية للدخول في مفاوضات تهم القطاع الموسيقي في تونس.
البحث عن حل
من جانبه، قال حسن شاكوش في تصريحات لـ"الشرق": "احترم الفنان الكبير هاني شاكر ومجلس النقابة، لكننا نبحث عن فرصة للتواجد من أجل الحياة، ومستعد لتنفيذ كل طلبات النقابة من أجل السماح لي بالغناء، وأتمني إيجاد حل سريع لهذه الأزمة، لأننا لانعرف ماذا نفعل حتي يعترف بنا".
وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم الشركة المنظمة للحفل أن السهرات المقترحة من قبلهم لمقدمي المهرجانات في تونس ستتم في موعدها بالنسبة لحمو بيكا، وفي موعد جديد بالنسبة لكل من عمر كمال وحسن شاكوش، وذلك احتراماً للتدابير الصحية، إذ تم وضع كل من كمال وشاكوش في الحجر الصحي لمدة 14 يوم قبل إحيائهما لحفلات فنية، وستكون المواعيد الجديدة للحفلات في 4 سبتمبر بأحد الفنادق الكبرى في ضاحية قمرت بتونس العاصمة، وسهرة ثانية بـالحمامات يوم 6 سبتمبر.
ليست المرة الأولى
وتأزم الوضع بين نقابة المهن الموسيقية ومطربي المهرجانات بعد خلاف (حمو بيكا) على مقر النقابة وتهديده المجلس باستخدام العنف ضدهم بسبب عدم السماح له بالغناء، وهو ما أضطر النقابة إلي نشر نتيجة اختباره أمام اللجنة، والذي كتبه بها (راسب)، كما قامت بتحريك أكثر من دعوي قضائية ضده.
وتصاعدت الأزمة بعد تصريح الفنان هاني شاكر علي عدم السماح لمطربي المهرجانات بالغناء طالما أنه يجلس علي مقعد النقيب، كما أنه رفض الحلول التي دعت إليها بعض شركات الإنتاج بإنشاء شعبة لمطربي المهرجانات بالنقابة تحت مسمي (شعبة مهرجانات)، وكان رده أي شخص يريد الغناء عليه اجتياز اختبار القدرات أمام لجنة إجازة الأصوات التي تتشكل من كبار الموسيقيين في مصر.
وكان هاني شاكر قد خاطب من قبل نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، بشأن منع مطربي المهرجانات من تقديم حفلاتهم في الأردن قبل عدة أشهر، وبدوره طلب النقيب الاردني من وزير الداخلية الالتزام بالقرار ومنعهم من الغناء لحين السماح لهم بالغناء في مصر.