
أعلن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في العراق، الثلاثاء، تأجيل المظاهرات التي كانت مقررة السبت المقبل، مشدداً على استمرار الاعتصام أمام مقر البرلمان بالمنطقة الخضراء في وسط بغداد، في حين أكدت مصادر لـ"الشرق"، دعوة "الإطار التنسيقي" أنصاره التظاهر، عصر السبت المقبل.
وقال الصدر في بيان على تويتر: "إن كنتكم تراهنون على حرب أهلية، فأنا أراهن على الحفاظ على السلم الأهلي"، مضيفاً "الدم العراقي غال بل أغلى من أي شيء وسيبقى الشعب على اعتصامه حتى تحقيق مطالبه".
وأكد الصدر في بيانه، أن قراره بتأجيل المظاهرات يهدف إلى "إفشال المخططات الخبيثة"، بحسب تعبيره، وأضاف "لكي لا أغذي فسادكم بدماء العراقيين الذين راح الكثير منهم ضحية لفسادكم وشهواتكم ولكي تبقى قيادات الفساد تعيث في الأرض فساداً".
وتابع الصدر: "هذا ندائي للثوار بالمحافظة على سلمية الاحتجاجات والحفاظ على دمائكم ودمات قوات الأمن والحشد الشعبي".
تلعبون بالنار
في السياق ذاته دعا صالح محمد العراقي، وزير زعيم التيار الصدري، الثلاثاء، الكتل المنضوية في "الإطار التنسيقي" إلى ما سماه "كبح جماح الثالوث الإطاري المشؤوم فوراً"، في إشارة إلى أبرز قيادات الإطار.
واتهم العراقي، في بيان على تويتر، الإطار التنسيقي بأنه "يلعب بالنار، وقد يكون من صالحه تأجيج الحرب الأهلية من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام، أو المظاهرات مقابل المظاهرات".
ويشهد العراق انسداداً سياسياً منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي، والتي فاز فيها التيار الصدري بالعدد الأكبر من المقاعد بـ74 مقعداً، قبل أن يقدم نوابه استقالاتهم بتوجيهات من الصدر، في يونيو، بعد الفشل في تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس للجمهورية، إذ أراد التيار الصدري حكومة "أغلبية وطنية" بتحالف مع السنة والأكراد، في حين أراد خصومه في "الإطار التنسيقي" الإبقاء على الصيغة التوافقية.
وقال العراقي في بيانه منتقداً "الإطار التنسيقي": "إننا نتظاهر ضدّ الفاسدين، ونتظاهر سلمياً لكنهم يتظاهرون بعنف ضد أجهزة الأمن وغيرها، ونريد إصلاح النظام بينما هم يتظاهرون ضد الإصلاح وضدّ رئاسة الوزراء، وإذا كانت رئاسة الوزراء غير شرعية إذن رئاسة الجمهورية أيضاً هدف لهم لإسقاطها وفي نفس الوقت هم يتظاهرون ضد رئاسة البرلمان أيضاً، فأي شرعية وأي دولة يدافعون عنها؟".
ودعا "وزير الصدر" أنصار التيار الصدري إلى مواصلة التظاهرات السلمية وعدم الاحتكاك مع متظاهري "الإطار التنسيقي".
كانت اللجنة المنظمة لتظاهرات "الإطار التنسيقي" دعت أنصارها للاستعداد "العالي والجهوزية التامة للانطلاق بتظاهرات جماهيرية كبرى"، دون أن تحدد زمان أو مكان التظاهرات، بهدف تحقيق مطالبهم المتمثلة في الإسراع في تشكيل حكومة خدمة وطنية كاملة الصلاحيات، بينما يستمر اعتصام البرلمان احتجاجاً على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة محمد شياع السودان.
اقرأ أيضاً: