
تعتمد الدول في كل أنحاء العالم بشكل متزايد على التطعيم ضد فيروس كورونا، لتجنب الشلل الاقتصادي الناتج عن إجراءات الإغلاق، فيما أعلنت العديد منها تخفيف تدابير عزل المرضى وعائلاتهم، لمواجهة انتشار المتحور "أوميكرون" الذي أدى إلى ارتفاع هائل في عدد الإصابات.
وكان لانتشار أوميكرون، المتحور شديد العدوى، وما نجم عنه من توقف عن العمل وحجر صحي، ثمن باهظ، وإن لم يكن تسارع ارتفاع الإصابات مصحوباً، في الوقت الحالي، بزيادة في الوفيات.
وتسبب الفيروس منذ ظهوره في ديسمبر عام 2019، بوفاة أكثر من 5,4 ملايين شخص في العالم.
وتأتي أوروبا، البؤرة الرئيسية للوباء حالياً، في طليعة المناطق المعنية، مع رصد 4,9 مليون إصابة، أي بزيادة 59% عن الإصابات الجديدة التي سجلتها الأسبوع الماضي.
وبلغ العدد الإجمالي للمصابين في القارة أكثر من 100 مليون منذ تسجيل الفيروس لأول مرة في ديسمبر 2019.
ودعت الكويت مواطنيها "إلى تأجيل سفرهم" بشكل عام، ولا سيما إلى خمس دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا، وحضّتهم "على مغادرة" هذه الدول والعودة إلى البلاد "نظراً إلى الارتفاع الكبير وغير المسبوق للإصابات" بفيروس كورونا والمتحور أوميكرون.
وعلى الطرف الأخر من المحيط الأطلسي، قال كبير مستشاري مكافحة الأوبئة في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، الأحد، إن منحنى الإصابات شهد "ارتفاعاً شبه عموديّ"، واصفاً معدل الإصابة المتصاعد بأنه "غير مسبوق"، مع تسجيل ما معدله 400 ألف إصابة جديدة يومياً.
والأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مصاب بكورونا لكن أعراض الفيروس التي يعانيها "خفيفة"، مشيرة إلى أنه سيمكث في الحجر الصحي في منزله على مدى الأيام الخمسة المقبلة.
ومن جانبها، بدأت إسرائيل الاثنين تلقيح الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً والعاملين في مجال الصحة بالجرعة الرابعة من اللقاحات، ما يجعلها من أوائل الدول التي قامت بذلك.
استنفار حول العالم
وأطلقت الهند حملة لتطعيم المراهقين، الذين يبلغون 15 عاماً وما فوق ضد فيروس كورونا، الاثنين، فيما تكثف السلطات التدابير الصحية في المدن الكبرى للحد من انتشار المتحور أوميكرون، وفرضت حظر تجول اعتباراً من الساعة العاشرة مساءً في نيودلهي وبنجالور.
في الصين التي تتبع سياسة "صفر كورونا"، أعلنت السلطات أنها أقالت مسؤولين كبيرين في مدينة "شيآن" بعد ظهور بؤرة للفيروس في المدينة الواقعة في شمال البلاد، من أجل "تعزيز عمل الوقاية والسيطرة على الوباء" في المنطقة.
في فرنسا، ينظر أعضاء مجلس الشيوخ، الأربعاء، في مشروع قانون يحّول الشهادة الصحية المعتمدة حالياً إلى شهادة لقاح. ويفترض أن يدخل القانون حيز التنفيذ في 15 يناير، وليس هناك أي شك في اعتماده رغم الأجواء المتوترة، إذ "يشدد أدوات إدارة الأزمة الصحية".
ومع تسجيل الإصابات مستويات قياسية في الآونة الأخيرة، مع 200 ألف إصابة يومياً رغم معدل تلقيح يبلغ حوالى 90% من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً، تريد باريس تشديد الضغط على غير الملقحين. ولن يتمكن هؤلاء بعد الآن من حضور نشاطات ترفيهية، أو ارتياد المطاعم والحانات أو وسائل النقل العام العاملة بين المناطق.
ومن أجل الحفاظ على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، قلّصت مدة الحجر الصحي، اعتباراً من الاثنين، في فرنسا على غرار دول أخرى. وباتت فترة عزل المصابين 5 أيام بعد فحص سلبي، فيما دخلت إجراءات جديدة حيز التنفيذ، مثل زيادة الفحوص للتلاميذ وإلزامية وضع الكمامات اعتباراً من سن 6 أعوام، وجعل الحد الأدنى من أيام العمل عن بعد 3 أيام أسبوعياً.
من جهتها، قررت سويسرا وإسبانيا والأرجنتين والبرتغال الأسبوع الماضي خفض عدد أيام الحجر الصحي، من أجل تخفيف أثره على النشاط الاقتصادي.
وبهدف الحد من الغياب وتجنب حصول نقص، قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اعتباراً من الاثنين الماضي خفض مدة الحجر الموصى بها، من عشرة أيام إلى 5 للأشخاص المصابين، شرط ألا تكون إصابتهم مصحوبة بأعراض.
وألغت جنوب إفريقيا، التي اعتبرت أنها تجاوزت ذروة موجة أوميكرون، في 31 ديسمبر حظر التجول الليلي الذي كان سارياً منذ 21 شهراً.
ولكنّ دولاً أخرى فرضت قيوداً صحية أو أبقت عليها، مثل هولندا التي أعادت فرض إغلاق لمدة أسبوع قبل الميلاد.
وتظاهر الآلاف، الأحد، في أمستردام احتجاجاً على هذا الإجراء، فيما أعلنت الشرطة توقيف 30 شخصاً لإخلالهم بالأمن العام.
وفي دليل على التداعيات التي يخلفها المتحور أوميكرون، شهدت حركة الملاحة الجوية اضطرابات عدة، مع إلغاء رحلات بسبب نقص الموظفين أو المصابين، أو كانوا حالات مخالطة في الحجر الصحي.
والأحد، يوم العودة من عطلة الأعياد، تم إلغاء أكثر من 2500 رحلة في الولايات المتحدة بسبب العاصفة "فريدا"، وكذلك الاضطرابات في حركة الملاحة المرتبطة بانتشار اوميكرون. ويبقى الوضع معقداً الاثنين، أول يوم عمل في عام 2022، مع إلغاء أكثر من ألفي رحلة.