علماء يطورون تطبيقاً ذكياً قد ينقذ آلاف البشر من الإصابة بالجلطات

time reading iconدقائق القراءة - 5
باحثون بجامعة واشنطن يعملون على جهاز لفحص تخثر الدم عبر هاتف محمول - Mark Stone/University of Washington
باحثون بجامعة واشنطن يعملون على جهاز لفحص تخثر الدم عبر هاتف محمول - Mark Stone/University of Washington
القاهرة-محمد منصور

طور باحثون بجامعة واشنطن الأميركية، اختباراً جديداً لتخثر الدم يُحدد احتمالية الإصابة بالجلطات الدموية، يستخدم فقط قطرة دم واحدة ومحرك اهتزاز الهاتف الذكي وكاميرا.

ويشتمل النظام الجديد على ملحق بلاستيكي يحمل كوباً صغيراً أسفل كاميرا الهاتف، بحيث يضيف الشخص قطرة دم إلى الكوب الذي يحتوي على جزيء نحاسي صغير ومادة كيميائية تبدأ عملية تخثر الدم.

ومن ثم يقوم محرك اهتزاز الهاتف بهز الكوب بينما تراقب الكاميرا حركة الجسيمات، والتي تتباطأ ثم تتوقف عن الحركة مع تشكل الجلطة.

وأظهر الباحثون أن هذه الطريقة تقع ضمن نطاق دقة الأجهزة القياسية للمجال.

وتتشكل جلطات الدم بشكل طبيعي كوسيلة لوقف النزيف عند إصابة شخص ما، لكن الجلطات الدموية في المرضى الذين يعانون من مشاكل طبية، كأمراض القلب، يمكن أن تؤدي إلى سكتة دماغية أو نوبة قلبية.

وهذا هو السبب في أن ملايين البشر يتناولون أدوية تمنع تخثر الدم وتجعل من الصعب على دمائهم أن تتجلط.

ومع ذلك، فإن تلك الأدوية ليست مثالية، إذ تتطلب اختبار المرضى بشكل متكرر للتأكد من أن دمهم في النطاق الصحيح، فالدم الذي يتخثر بسهولة قد يؤدي إلى سكتة دماغية أو نوبة قلبية بينما الدم الذي لا يتجلط يمكن أن يؤدي لإطالة النزيف بعد الإصابة.

ولإجراء ذلك الاختبار، يتعين على المرضى إما الذهاب إلى معمل العيادة أو استخدام نظام اختبار منزلي مكلف.

واعتاد الأطباء تحريك أنابيب الدم يدوياً ذهاباً وإياباً لمراقبة المدة التي يستغرقها تكوين الجلطة، ويتطلب ذلك الاختبار الكثير من الدم، ما يجعل استخدامه غير عملي في البيئات المنزلية".

ويقول مؤلف الدراسة، شيام جولاكوتا إن "القفزة الإبداعية التي نحققها هنا هي أننا نظهر أنه باستخدام محرك الاهتزاز على هاتف ذكي، يمكن لخوارزمياتنا أن تفعل الشيء نفسه، باستخدام قطرة دم واحدة. مع دقة مماثلة لأفضل التقنيات المتاحة تجارياً".

ويمكن للأطباء تصنيف القدرة على تخثر الدم عن طريق الوقت الذي تستغرقه الجلطة في التكون، وهو ما يُعرف باسم "زمن البروثرومبين"، وهو نفس التصنيف الذي تستخدمه تلك الطريقة الحديثة.

وأراد الباحثون ابتكار جهاز غير مكلف يمكن أن يعمل بشكل مشابه لكيفية عمل أجهزة مراقبة سكر الدم في المنزل مع مرضى السكري.

وفي تلك الطريقة، يعمل الجزيء النحاسي الصغير كجسيم يُمكن تتبعه بواسطة كاميرا الهاتف المحمول. وحين يتجلط الدم يُشكل شبكة حول ذلك الجسيم ترصدها كاميرا الهاتف المحمول، ويقوم التطبيق بحساب وقت تكونها.

واختبر الباحثون هذه الطريقة على 3 أنواع مختلفة من عينات الدم كدليل على المفهوم، بدأ الفريق بالبلازما، وهي مكون دم شفاف وبالتالي يسهل اختباره.

واختبر الباحثون البلازما من 140 مريضاً مجهول الهوية بالمركز الطبي بجامعة واشنطن. كما فحص الفريق بلازما 79 مريضاً يعانون من مشاكل معروفة في تخثر الدم. لكلتا الحالتين، وكان للاختبار نتائج مشابهة للاختبارات المتاحة تجارياً.

ولتقليد ما سيختبره المريض في المنزل قام الفريق بعد ذلك باختبار الدم الكامل من 80 مريضاً مجهول الهوية في كل من المراكز الطبية في هاربورفيو وجامعة واشنطن. وأسفر هذا الاختبار أيضاً عن نتائج كانت في نطاق دقة الاختبارات التجارية.

وهذا الجهاز لا يزال في مرحلة التجارب. وتم إجراء جميع هذه الاختبارات حالياً في المختبر.

والخطوة التالية هي العمل مع المرضى لاختبار هذا النظام في المنزل. ويريد الباحثون أيضاً معرفة كيفية عمل النظام في المناطق والبلدان ذات الموارد المحدودة.

ويحتوي كل هاتف ذكي تقريباً من العقد الماضي على محرك اهتزاز وكاميرا. وهذا يعني أن كل شخص لديه هاتف يمكنه استخدام ذلك الفحص.

وهو أمر يمكن أن يساهم في إنقاذ حياة مئات آلاف البشر، خاصة في البلدان الفقيرة والنامية حين تكون الموارد محدودة أو عندما يصعب الوصول للمعامل المتخصصة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات