
حذّرت الولايات المتحدة والنرويج وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، السلطات في السودان، الثلاثاء، من
أنهم لن يدعموا تعيين رئيس جديد للوزراء ما لم يتم ذلك بمشاركة قطاع واسع من المدنيين، وذلك عقب استقالة عبد الله حمدوك من منصبه الأحد.
وقالت الجهات الأربع في بيان: "العمل الأحادي الجانب لتعيين رئيس جديد للوزراء وحكومة جديدة سيقوّض مصداقية تلك المؤسسات ويهدد بإغراق السودان في صراع".
وذكر البيان الذي وقعت عليه دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، أنهم لن يدعموا أي رئيس وزراء أو حكومة في السودان، يتم تعيينه بدون مشاركة قطاع واسع من المدنيين.
وأكد البيان دعم دول الترويكا والاتحاد الأوروبي للتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني، مضيفاً أنه على أصحاب المصلحة السودانية العمل على أساس الإعلان الدستوري لعام 2019، "حول كيفية التغلب على الأزمة السياسية الحالية في البلاد واختيار قيادة مدنية جديدة"، وكذلك تحديد جداول زمنية ووضع الأساس للانتخابات.
إشادة بدور "حمدوك"
وقال البيان إن رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك لعب "دوراً رئيساً في قيادة الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية في السودان"، وإن استقالته تعزز حاجة جميع القادة السودانيين إلى الالتزام بالانتقال الديمقراطي والوفاء بمطالب الشعب السوداني، مؤكداً أنه "لا يمكن لطرف سوداني واحد أن ينجز هذه المهمة بمفرده".
ودعا البيان الأطراف السودانية إلى الالتزام بإجراء حوار فوري، بقيادة سودانية وتيسير دولي، لمعالجة قضايا المرحلة الانتقالية، على أن يشمل جميع الفئات ويساعد على "إعادة البلاد إلى طريق الديمقراطية".
وشددت الأطراف الموقعة على أن وجود حكومة وبرلمان يتمتعان بمصداقية لدى الشعب السوداني سيكون ضرورياً "لتيسير تقديم الترويكا والاتحاد الأوروبي المساعدة الاقتصادية للسودان".
وحمّلت الأطراف السلطات العسكرية المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان، ووصفتها بالمخالفة للقانون الدولي، وأكدت على حق السودانيين في التجمع السلمي، داعية الأجهزة الأمنية للتوقف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين خاصة في دارفور.
وطالب البيان بإجراء تحقيق في حالات القتل والعنف التي وقعت منذ إجراءات الجيش في 25 أكتوبر الماضي، ومحاسبة مرتكبيها، وجدد الدعوة إلى "إطلاق سراح جميع المحتجزين ظلما ورفع حالة الطوارئ فوراً".
البرهان: حريصون على شراكة واشنطن
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن بلاده حريصة على استمرار الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة، وذلك بعد يومين من تشكيك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في "مستقبل الشراكة مع الخرطوم".
وأشار البرهان خلال لقاء القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم، براين شوكان، إلى ضرورة استمرار الحوار بين الأطراف كافة للخروج بـ"برنامج توافق وطني لإدارة الفترة الانتقالية".
وأضاف أن "أبواب الحوار ستظل مفتوحة" مع جميع القوى السياسية وشباب الثورة من "أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية، والسير في طريق التحول الديمقراطي، وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة تأتي بحكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اعتبر، الأحد، أن "استيلاء الجيش" في السودان على السلطة، "ألقى بظلال من الشك" على مستقبل الشراكة بين واشنطن والخرطوم، داعياً إلى وقف العنف ضد المتظاهرين.
وجاءت هذه التصريحات بعد سقوط 6 ضحايا ونحو 300 جريح في التظاهرات التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم الخميس الماضي.
مسار التحول الديمقراطي
وجدّد البرهان خلال اللقاء الذي جرى بمكتبه، حرص السودان على استمرار الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات "بما يحافظ على الإنجازات التي تمت خلال الفترة الماضية والبناء عليها في المستقبل لخدمة المصالح المشتركة للبلدين".
وبحسب بيان صادر عن مكتب البرهان، فإن اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين الخرطوم وواشنطن إلى جانب تطورات الوضع الراهن بالبلاد.
من جهته، دعا القائم بأعمال السفارة الأميركية بالخرطوم، بريان شوكان، إلى ضرورة الاستمرار في مسار التحول الديمقراطي، والإسراع في تشكيل الحكومة التنفيذية واستكمال بقية هياكل السلطة الانتقالية.
البرهان يلتقي "يونيتامس"
وفي وقت سابق الثلاثاء، بحث البرهان مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال فى السودان "يونيتامس"، فولكر بيرتس، الوضع السياسي الراهن بالبلاد بعد استقالة حمدوك.
وأضاف البيان الصادر عن مجلس السيادة الانتقالي، أن البرهان أوضح رؤيته إلى بيرتس حول الأوضاع الراهنة بالبلاد، كما أطلعه على رؤية الأمم المتحدة للفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية.
وأكد الجانبان ضرورة استكمال هياكل الفترة الانتقالية والإسراع بتعيين رئيس وزراء جديد خلفاً لحمدوك.
"حوار شامل"
فيما تلقّى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو، اتصالاً هاتفياً من مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي فيي، الثلاثاء، أكد فيه الجانبان ضرورة استكمال ترتيبات الانتقال الديمقراطي في البلاد، وصولاً الى انتخابات بنهاية الفترة الانتقالية.
وقال دقلو إن المخرج من الأزمة السياسية هو إجراء حوار شامل يفضي إلى توافق وطني، وأكدت المسؤولة الأميركية دعمها لعقد حوار بين الأطراف السودانية، لافتة إلى إمكانية الاستعانة ببعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان "يونيتامس" للعب دور الوسيط، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين.