في ذكرى "تيانانمين".. تايوان تنتقد الصين وهونغ كونغ تستنفر الشرطة

time reading iconدقائق القراءة - 7
كاميرات مراقبة أمام صورة لمؤسّس الصين الشعبية ماو تسي تونغ عند بوابة تيانانمين في بكين - 5 مارس 2021 - REUTERS
كاميرات مراقبة أمام صورة لمؤسّس الصين الشعبية ماو تسي تونغ عند بوابة تيانانمين في بكين - 5 مارس 2021 - REUTERS
تايبه/هونغ كونغ - وكالات

حضّت تايوان الصين على إعادة السلطة إلى الشعب والبدء بإصلاح سياسي جدي، بدلاً من تجنب مواجهة تبعات الأحداث الدامية التي شهدها ميدان تيانامين في بكين عام 1989 خلال قمع مظاهرات مطالبة بالديمقراطية.

في الوقت ذاته، تستعد هونغ كونغ لنشر 7 آلاف شرطي، لمنع احتجاجات في الذكرى الـ 32 لإطلاق القوات الصينية النار، لإنهاء الاضطرابات التي قادها طلاب في الساحة ببكين، وفي محيطها، وتصادف الجمعة 4 مايو.

وتحظر السلطات الصينية إحياء الذكرى بشكل عام، في البرّ الرئيس. ولم تنشر الحكومة العدد النهائي للضحايا، لكن تقديرات جمعتها منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، وشهود، ترجّح سقوط بين مئات وآلاف القتلى، كما أفادت وكالة "رويترز".

ونشرت الحكومة التايوانية بياناً عشية الذكرى، ورد فيه أن بكين تتجنّب الإعراب عن أسفها لما حدث، أو مراجعة أخطائها. وأضاف: "نعرب عن أسفنا، وندعو الجانب الآخر إلى تنفيذ إصلاحات سياسية تتمحور حول الشعب، والتوقف عن قمع مطالبه الديمقراطية، وإعادة السلطة إليه في أسرع وقت".

"دكتاتورية الحزب الواحد"

ووصفت الحكومة التايوانية الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بأنه "دكتاتورية الحزب الواحد"، معتبرة أن القمع الذي تمارسه بكين في الداخل، وفي هونغ كونغ، انحرف عن القيم العالمية والقواعد الدولية.

وتابعت الحكومة، في إشارة إلى المسؤولين الصينيين: "إنهم لا يعمّقون التناقضات الاجتماعية المتجذرة في مجتمعهم فحسب، ويزيدون من صعوبة الإصلاح المنهجي، بل يثيرون أيضاً خطر نزاع، وهو ما يمسّ الأمن والاستقرار الإقليميين".

وأشارت "رويترز"، إلى أن تايبه تميل إلى استغلال الذكرى السنوية لأحداث تيانانمين، لانتقاد بكين ومطالبتها بمواجهة ما فعلته، ما يثير انزعاجاً لدى الأخيرة. وتعتبر الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، مهدّدة باستعادتها، ولو بالقوة.

وسيحيي ناشطون في تايبه الجمعة، ذكرى تيانانمين بحدث عام واحد على الأقلّ، مقلّصين ذلك بشكل كبير عن السنوات السابقة، نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في الجزيرة.

هونغ كونغ

في السياق ذاته، أفاد راديو وتلفزيون هونغ كونغ بأن المدينة تستعد لنشر 7 آلاف شرطي، لمنع احتجاجات في الذكرى.

وأضاف أن العملية تشمل نشر حوالى 3 آلاف شرطي قرب حديقة فيكتوريا الجمعة، في إشارة إلى موقع يشهد وقفة احتجاج سنوية، إحياءً لذكرى أحداث 1989.

وأشار إلى توسيع الانتشار الأمني، نتيجة دعوات إلى تجمّعات في مواقع مختلفة، بعدما حظّرت الشرطة الحدث المعتاد، مذكّرة بتدابير كبح فيروس كورونا المستجد.

ولم تؤكد الشرطة عدد عناصرها الذين ستنشرهم، لكن ناطقاً باسمها ذكر أنهم سيكونون كافين لفرض "القانون بسرعة وحسم".

وتابع: "تناشد الشرطة الجمهور الامتناع عن المشاركة، أو الإعلان أو الدعاية لأيّ تجمّع غير مرخّص له، أو تجمّع جماعي محظور، وتجنّب التجمّعات لتقليص أخطار تفشي الفيروس"، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

"ذريعة" لمنع تجمّع سلمي

وأشارت الوكالة إلى أن مؤيّدين للديمقراطية اتهموا الحكومة في المدينة، باستخدام إجراءات مكافحة كورونا، التي تقصر التجمّعات على 4 أشخاص، لتقويض حقوقهم في حرية التعبير والتجمّع.

وأضافت أن كثيرين يخطّطون لإحياء الذكرى بشكل غير رسمي، لتجنّب اعتقالهم.

ورفضت السلطات في هونغ كونغ بشكل متزايد، الترخيص لتنظيم احتجاجات، منذ شهدت اضطرابات نظمها مؤيّدون للديمقراطية، في عام 2019، مهددة بسجن المشاركين فيها.

"التحلّي بالجرأة والحكمة"

واستدركت الوكالة أن الصين أخضعت المستعمرة البريطانية السابقة لمزيد من السيطرة السياسية، من خلال فرض قانون شامل للأمن القومي على المدينة العام الماضي، وفرض تغييرات تمكّن المسؤولين من منع مرشحين للانتخابات، نتيجة تشكيك في "وطنيتهم".

ورفضت الرئيسة التنفيذية في المدينة، كاري لام، أن تحدّد هذا الأسبوع، ما إذا كانت الدعوة إلى إنهاء حكم الحزب الشيوعي ستتعارض مع قانون الأمن، علماً أن هذا موقف يُعبَّر عنه بشكل متكرر طيلة سنوات، خلال الوقفة الاحتجاجية على ضوء الشموع في ذكرى أحداث تيانانمين.

وذكرت "بلومبرغ"، أن ناشطين يشجّعون الناس على تجنّب حديقة فيكتوريا، وإحياء هذه المناسبة بطريقتهم الخاصة.

وفي هذا الصدد وزّع بعضهم شموعاً وأعواد كبريت. ووُجهّت اتهامات إلى 20 شخصاً، بينهم الناشط البارز جوشوا وونغ، بشأن مزاعم بمشاركتهم في وقفة احتجاجية نُظمت العام الماضي، رغم حظرها.

وقالت إميلي لاو، وهي سياسية مخضرمة مؤيّدة للديمقراطية، شاركت في الوقفة الاحتجاجية السنوية طيلة عقود: "إنهم يلاحقون الأشخاص الذين يجرؤون على التعبير عن آراء معارضة، ويمكن أن تصبح الأمور أكثر قسوة. علينا أن نتحلّى بالجرأة والحكمة والحذر. ليس الأمر أننا نتخلّى عن النضال، بل علينا أن نفعل ذلك بطريقة يمكننا من خلالها الإبقاء على هذه الشعلة".

اقرأ أيضاً: