"خطط التوسع" تخيم على قمة الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان في ألبانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما يرحب برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل قبل قمة الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان في العاصمة الألبانية تيرانا. 6 ديسمبر 2022 - REUTERS
رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما يرحب برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل قبل قمة الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان في العاصمة الألبانية تيرانا. 6 ديسمبر 2022 - REUTERS
تيرانا (ألبانيا) -أ ف ب

تعقد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، قمة في العاصمة الألبانية تيرانا، مع قادة دول غرب البلقان الـ 6 الذين ينظرون بـ"خيبة أمل" إلى تأخر إجراءات انضمام بلدانهم إلى التكتل، فيما يسعى الاتحاد إلى رص الصفوف في مواجهة روسيا بالتزامن مع حرب أوكرانيا.

لطالما عبَّرت دول البلقان، ألبانيا والبوسنة وكوسوفو والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وصربيا، التي تنتظر على أبواب الاتحاد الأوروبي منذ سنوات، عن استيائها أمام عملية انضمام طويلة ومتطلبة، بعدما منح التكتل بشكل سريع وضع مرشح للانضمام إلى كل من أوكرانيا ومولدوفا.

وتصدّرت سياسة توسّع الاتحاد عادة جدول الأعمال في الأشهر الماضية، في حين دعا المفوض الأوروبي للتوسّع وسياسة الجوار أوليفر فارهيلي، في العاصمة الصربية بلجراد، الجمعة، إلى "الإبقاء على هذا الزخم"، معرباً عن أمنياته بـ"أن يكون الاتحاد الأوروبي على مستوى التوقعات".

وأكدت الحرب في أوكرانيا أهمية قيام الأوروبيين بإرساء الاستقرار في هذه المنطقة الهشة من جنوب شرق أوروبا ومواجهة نفوذ روسيا هناك، وكذلك تأثير الصين التي استثمرت في البنية التحتية لهذه الدول.

"خيبة أمل"

الباحث المشارك في معهد جاك ديلور، لوكاس ماسيك، قال إن أحد تحديات هذه القمة سيكون تحديداً "تأكيد مرحلة جديدة في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان، والتي كانت في شكل من أشكال الركود وخيبة الأمل من الجانبين".

وفي يوليو الماضي، فتح الاتحاد الأوروبي أخيراً مفاوضات الانضمام مع مقدونيا الشمالية وألبانيا (المرشحتين على التوالي منذ 2005 و2014). وهذه المحادثات جارية أيضاً منذ سنوات مع مونتينجرو (الجبل الأسود) وصربيا.

وفي أكتوبر، أوصت المفوضية بمنح وضع مرشح للبوسنة والهرسك، وهو قرار سيعرض على المجلس الأوروبي في 15-16 ديسمبر.

في المقابل، بالنسبة لكوسوفو فإن العراقيل أمام الترشح عديدة. فهذا الإقليم الصربي السابق ذو الأغلبية الألبانية أعلن استقلاله في 2008، وهو ما لم تعترف به بلجراد. وهناك خمس دول في الاتحاد الأوروبي لا تعترف به أيضاً هي إسبانيا واليونان وقبرص ورومانيا وسلوفاكيا.

في تيرانا، سيعيد الاتحاد الأوروبي "تأكيد التزامه الكامل والصريح بأفق انضمام دول غرب البلقان، ويدعو إلى تسريع المفاوضات" بحسب نسخة أولية من الإعلان الختامي. لكن القمة ستركز أيضاً على قضايا تعاون ملموس.

مزيد من التعاون

من أجل مساعدة هذه الدول على التعامل مع أزمة الطاقة، فإن الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال إلى حد بعيد الشريك التجاري الرئيسي لدول غرب البلقان، سيؤكد حزمة بقيمة مليار يورو من الإعانات، والتي يفترض أن تتيح جذب الاستثمارات العامة والخاصة وتعبئة 2.5 مليار يورو.

يقول لوكاس ماسيك إن هذا التضامن في مجال الطاقة سيكون موضع مراقبة في البلقان.

في هذه الدول "المعسكر المؤيد لأوروبا أصبح يائساً بعض الشيء، وهناك فرصة سانحة لعكس الاتجاه، لكنها لن تستمر طويلاً بالضرورة، ويجب أن تخرج بشيء ملموس".

ويرتقب أن يوقع اتفاق أيضاً مع مشغلي الاتصالات في المنطقة لخفض رسوم التجوال بين الاتحاد الأوروبي ودول البلقان الست في عام 2023 بهدف إلغائها تدريجياً بحلول 2027.

كما من المتوقع تعزيز التعاون في مجال الأمن ولا سيما الأمن السيبراني.

الهجرة غير الشرعية

هناك أولوية أخرى هي مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث إن طريق البلقان يشكل أبرز طرق الهجرة نحو الاتحاد الأوروبي.

وارتفع عدد الوافدين على هذا الطريق في الأشهر العشرة الأولى من العام بنسبة 170% مقارنة مع السنة السابقة، ما دفع بالمفوضية إلى عرض خطة عمل، الاثنين، تقترح خصوصاً نشر وكالة "فرونتكس" (الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل) في هذه الدول لمساعدتها على مراقبة حدودها.

ويحض الاتحاد الأوروبي دول البلقان على مطابقة سياسة التأشيرات مع سياسته. فقد واجهت صربيا اتهاماً بالمساهمة في زيادة عدد الوافدين من المهاجرين الهنود والتونسيين والكوبيين والبورونديين إلى الاتحاد الأوروبي، لأنه يمكن لهؤلاء المواطنين الوصول إلى مطار بلجراد بدون تأشيرة دخول ثم مواصلة رحلتهم إلى الاتحاد الأوروبي براً. وبضغط أوروبي، أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أخيراً إنهاء الإعفاءات من التأشيرات للتونسيين والبورونديين.

لكن الاتحاد الأوروبي يطلب أيضاً من بلجراد التي تقيم علاقات وثيقة مع روسيا أن تلتزم بسياسة العقوبات التي قررها التكتل ضد موسكو رداً على الحرب في أوكرانيا.

وألكسندر فوتشيتش الذي هدد حتى اللحظة الأخيرة بمقاطعة القمة، سيحضرها في نهاية المطاف.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات