قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الجمعة، إنه "لا يمكن توجيه اللوم للمحتجين على نقص المياه"، داعياً المسؤولين إلى مواجهة المشكلة، والتي تسببت في احتجاجات مستمرة منذ أكثر من أسبوع في محافظة خوزستان جنوبي غرب البلاد، في حين أعلنت السلطات الإيرانية مقتل شخص في ما وصفته بـ"أعمال شغب" في محافظة لورستان.
ونسبت وكالات أنباء إيرانية إلى خامنئي قوله: "أبدى الناس استياءهم، لكن لا نستطيع فعلياً أن نلوم الناس وينبغي حل مشكلتهم"، وأضاف: "تعمل كل الهيئات الحكومية وغير الحكومية لحل أزمة المياه وستواصل العمل بكل جد".
وقُتل شخص وأصيب اثنان بجروح في إطلاق نار، خلال ما وصفته السلطات الإيرانية بـ"أعمال شغب" ليل الخميس، في محافظة لورستان غربي البلاد، وفق التلفزيون الرسمي الذي ألمح إلى أنها كانت مرتبطة بالاحتجاجات التي تشهدها محافظة خوزستان.
وحسبما نقل الموقع الإلكتروني للتلفزيون "إيريب نيوز"، الجمعة: "ليل أمس، اندلعت أعمال شغب في شوارع أليكودرز (محافظة لورستان) استمرت لساعات، وتخللها إطلاق نار مشبوه من عناصر مجهولين"، أدى لمقتل شخص في العشرين من عمره وإصابة اثنين آخرين.
وأشار الموقع إلى أن بعض المشاركين "زعموا أنهم نزلوا إلى الشارع على خلفية مشاكل المياه في خوزستان"، التي تشهد احتجاجات منذ الأسبوع الماضي.
إجراءات فورية
في السياق نفسه، شدد الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي على ضرورة التخطيط واتخاذ إجراءات فورية وجدية لحل قضايا محافظة خوزستان وفي مقدمها شح المياه.
وخلال اجتماع عُقد، الخميس، لدراسة مشكلات وقضايا محافظة خوزستان، قال رئيسي: "نحن جميعاً مدينون لبطولات وصمود ومقاومة أهالي خوزستان الأبطال خلال فترة الحرب 1980-1988، لكنهم يعانون اليوم من بعض الصعوبات والمشكلات المتراكمة لذا يتوجب التخطيط واتخاذ إجراءات فورية وجدية لمعالجتها".
وأكد، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، ضرورة بذل اهتمام خاص تجاه قضايا محافظة خوزستان، وتشكيل مجلس استراتيجي يضم شخصيات اعتبارية وطبيعية لدراسة قضايا المحافظة والعمل على حلها ومعالجتها.
واعتبر رئيسي أن أي ميزانية ترصد لمحافظة خوزستان لمعالجة مشكلات المياه والصرف الصحي والتنمية وتوفير فرص العمل "بمثابة استثمارات وليس نفقات"، مشدداً على ضرورة أن تكون الأولوية لحل مشكلة شح المياه.
وأضاف: "لا شك أن توفير مياه الشرب للمواطنين، والحفاظ على ماشية المزارعين، يأتي في الأولوية وينبغي طمأنة المواطنين بأنه سيجري التعويض عن الأضرار التي لحقت بهم بصورة مناسبة".
وأشار إلى أن الحكومة ستكون لديها خطط قصيرة ومتوسطة وبعيد الأمد لحل مشاكل خوزستان، وقال: "سنعمل في إطار الخطة قصيرة الأمد لحل المشكلات الطارئة بتعاون المواطنين وجميع الأجهزة".
الاحتجاج حق طبيعي
وكان الرئيس حسن روحاني أكد، في وقت سابق، أن "الاحتجاج حق طبيعي" لسكان محافظة خوزستان، حيث قتل 3 أشخاص خلال الاحتجاجات.
وقال روحاني في كلمة تلفزيونية، الخميس، إنه "لحق طبيعي لسكان خوزستان أن يتحدثوا، أن يعبروا، أن يحتجوا وحتى أن ينزلوا إلى الشوارع في إطار القانون".
وشهدت المحافظة الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، احتجاجات منذ الخميس الماضي، على خلفية شح المياه، وخلال الأيام الماضية، قتل 3 أشخاص على الأقل خلال الاحتجاجات، بينهم متظاهر وضابط شرطة، ليرتفع إجمالي الضحايا إلى 4 وفيات و2 مصابين، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن مسؤولين رسميين.
وخلال الأيام الماضية، بثت قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران، مقاطع فيديو قالت إنها لاحتجاجات في مناطق عدة من خوزستان، مشيرة إلى أن قوات الأمن تعاملت بعنف مع المحتجين، لكن وسائل إعلام محلية قللت من أهمية هذه التقارير.
وأظهرت التسجيلات مئات الأشخاص يتظاهرون في الشوارع، مرددين هتافات تنتقد السلطات، بينما أحاط بهم عدد من رجال شرطة مكافحة الشغب، وفي بعض التسجيلات يمكن سماع ما قد يكون صوت إطلاق رصاص، لكن لا يمكن التحقق بشكل مستقل من مدى صحة هذه المقاطع المصوّرة لعدم وجود مراسلين مستقلين لتوثيق الوقائع.
وسبق لسكان المحافظة أن شكوا من تعرضهم للتهميش من قبل السلطات، وفي 2019، شهدت خوزستان احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.
وعلى مدى أعوام، أدت موجات من الحر الشديد وعواصف رملية موسمية هبت من السعودية والعراق المجاورين، إلى جفاف في سهول خوزستان التي كانت تعرف بخصوبتها. ويقول علماء إن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم موجات الجفاف التي تهدد شدتها وتواترها الأمن الغذائي.
اقرأ أيضاً: