Open toolbar

صورة تعبيرية تظهر شعار بنك سيليكون فالي (SVB) الذي انهار في 10 مارس بعد فشله في تغطية الودائع - REUTERS

شارك القصة
Resize text
باريس/نيويورك-

فتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقاً في قضية إفلاس بنك سيليكون فالي (SVB)، يستهدف خصوصاً مبيعات الأسهم الأخيرة من جانب عدد من قادة المصرف، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء، نقلًا عن مصادر مقرّبة من الملف، فيما تدفقت الودائع على المصارف الكبرى في الولايات المتحدة بعد سحبها من المصارف الإقليمية.

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية التي تشرف على الأسواق المالية SEC، أطلقت هذا التحقيق.

وأضافت أن التحقيقات لا تزال في مرحلة أولية وقد لا تؤدي إلى توجيه اتهامات بشكل رسمي.

واهتزت الأسواق المالية في وقت سابق هذا الأسبوع بعد انهيار مصرفي "سيليكون فالي" و"سيجنتشر"، ما أجبر السلطات الفيدرالية الأميركية على اتخاذ تدابير لمنع انتشار عدوى الإفلاس.

وانهار "بنك سيليكون فالي"، المقرض الرئيسي للشركات الناشئة في الولايات المتحدة منذ الثمانينات، بعد تهافت مفاجئ على سحب الودائع، ما دفع المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع "FDIC"، لوضع يدها على المصرف، الجمعة، ما شكل أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية عام 2008.

ولتأكيد متانة النظام المصرفي، أشارت السلطات الأحد، إلى أن كامل ودائع المصرف المفلس ستكون مضمونة.

ولم ترغب لا وزارة العدل ولا هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بالتعليق على فتح التحقيق، عندما حاولت وكالة "فرانس برس" التواصل معهما.

الهروب إلى المصارف الكبيرة

وتشهد المصارف الكبيرة مثل "جي بي مورجان" و"بانك أوف أميركا" تدفقاً للودائع، وفقاً لمصدرين مقربين من عالم المصارف.

وأضاف أحدهما أنه في حين أن المؤسسات الكبرى لا تسعى وراء العملاء المحتملين الفارين من البنوك المغلقة، إلا أنها تقبل الودائع التي باتت تشكل مبالغ كبيرة.

وقال ألكسندر يوكوم المحلل المصرفي لدى مؤسسة "سي أف آر آيه" للأبحاث إن العملاء من البنوك الصغيرة والمتوسطة ربما قاموا أيضاً بتحويل كل أو جزء من أموالهم "إلى لاعبين رئيسيين يعتقدون أن الحكومة لن تقبل بأي حال من الأحوال أن تدعها تسقط".

وأضاف يوكوم أن حجم التحويلات لن يُعرف على الأرجح إلا عندما تنشر البنوك نتائجها ربع السنوية اعتباراً من أبريل، أو في حال نشرت تقارير مؤقتة قبل ذلك. 

وقالت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية في مذكرة إنها "لم تر دليلاً على أن تدفقات الودائع الخارجة بشكل غير قابل للسيطرة التي حدثت في عدد قليل من البنوك قد انتشرت على نطاق واسع" إلى مصارف أخرى.

وفي بيان مشترك الأحد، قال مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي والمؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع ووزارة الخزانة الأميركية، إن المودعين في "بنك سيليكون فالي" سيكونون قادرين على الوصول إلى "جميع أموالهم" اعتبارا من الاثنين. 

وأعلن الاحتياطي الفدرالي أيضا أنه سيوفر تمويلا إضافيا للبنوك لمساعدتها على تلبية احتياجات المودعين. 

وأضافت "ستاندرد آند بورز" أنها تعتقد أن إجراءات الاحتياطي الفدرالي "زودت البنوك بمصادر سيولة إضافية إذا لزم الأمر، وربما قللت أيضاً من احتمالات أن تصل قضايا الثقة البالغة الحساسية الى عدد أكبر من البنوك".

تأثير محدود بأوروبا

واعتبرت مؤسستا التصنيف "موديز" و"ستاندرد آند بورز" الثلاثاء أن الاضطراب في القطاع المصرفي الأميركي في أعقاب إفلاس بنك سيليكون فالي يجب أن يكون تأثيره محدوداً على المصارف الأوروبية التي تتبع تنظيماً مختلفاً.

وقالت "موديز" التي خفضت نظرتها للقطاع المصرفي الأميركي من مستقرة إلى سلبية، في تقرير إن بنية المصارف الأوروبية تحد من تعرضها للانهيارات في القطاع المصرفي الأميركي، ذلك أنها تودع حصة أكبر من احتياطاتها لدى البنوك المركزية.

وأضافت المؤسسة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً أن سندات الدين تشكل جزءاً أقل في الميزانيات العمومية للبنوك الأوروبية مقارنة بالمؤسسات المالية الأميركية.

وأشار التقرير إلى "اختلاف أساسي بين النظامين الأوروبي والأميركي يحد من التأثيرات عبر ضفتي الأطلسي، وهو أن حيازات المصارف الأوروبية من السندات أقل وودائعها أكثر استقراراً ونمت بسرعة أقل".

وذكرت المؤسسة أن بنك إنجلترا، والبنك المركزي الأوروبي طورا سبلاً أفضل للحصول على السيولة في حالة اضطرابات مماثلة.

وأفادت مؤسسة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية أن البنوك الأوروبية التي تتابعها ومعدلات الفوائد لا تملك النموذج الاقتصادي نفسه أو مصادر التمويل مثل البنوك الأميركية، مضيفة أنه من غير المرجح أن تتعرض كثيرا بشكل مباشر.

وكان مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي باولو جنتيلوني ووزير المالية الفرنسي برونو لومير والمستشار الألماني أولاف شولتز من بين الشخصيات الأوروبية التي طمأنت الأسواق حيال تعرّض القارة لاضطراب مالي.

بدوره، قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي الأربعاء، إن القطاع المصرفي الياباني لن يشهد حوادث مماثلة لانهيار بنك سيليكون فالي الأميركي نظراً لاختلاف هيكل ودائع البنوك بين البلدين.

وقال سوزوكي، الذي يشرف أيضاً على القطاع المصرفي، أمام البرلمان "النظام المالي لليابان مستقر إجمالاً" إذ لدى البنوك رأسمال احتياطي كاف لمواجهة المخاطر.

سيليكون فالي يطمئن العملاء

وحض رئيس "بنك سيليكون فالي بريدج" الذي أنشأته السلطات المصرفية الأميركية حديثاً ونقلت إليه كافة ودائع "بنك سيليكون فالي" المنهار، الثلاثاء جميع العملاء على العودة مع أموالهم التي قاموا بسحبها في الوقت الذي تشهد فيه البنوك الكبيرة تدفقاً في الودائع.

وقال تيم مايوبولوس الرئيس التنفيذي لـ"بنك سيليكون فالي بريدج" في بيان إن "الأمر الأول الذي يمكنكم القيام به لدعم مستقبل هذه المؤسسة هو مساعدتنا في إعادة بناء قاعدة الودائع لدينا"، مضيفاً "سواء عبر ترك الودائع لدى بنك سيليكون فالي بريدج أو إعادة تحويل الودائع التي سحبت خلال الأيام الماضية".

وأضاف "نحن نفعل كل ما بوسعنا لإعادة البناء ونيل ثقتكم مجدداً ومواصلة دعم اقتصاد الابتكار".

وأشار مايوبولوس الى أن بنك بريدج يقدم "قروضاً جديدة ويحترم التسهيلات الائتمانية القائمة بالكامل".

وسبق إفلاس "بنك سيليكون فالي" الجمعة، تصفية بنك "سيلفرجيت" الأربعاء، المصرف المفضل لدى مجتمع العملات المشفرة.

وأجبرت السلطات الأميركية الأحد بنك "سجنتشر" الذي يأتي في المرتبة 21 من حيث الحجم، على الإغلاق.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.