الإمارات تدعو لفرض عقوبات أكثر صرامة لعزل "الحوثيين"

time reading iconدقائق القراءة - 8
مسلحون حوثيون يحملون أسلحة رشاشة خلال مظاهرة خارج السفارة الأميركية في صنعاء بعد قرار الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية- 18 يناير 2021 - REUTERS
مسلحون حوثيون يحملون أسلحة رشاشة خلال مظاهرة خارج السفارة الأميركية في صنعاء بعد قرار الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية- 18 يناير 2021 - REUTERS
دبيالشرق

جددت الإمارات العربية المتحدة الدعوة لفرض عقوبات دولية أكثر صرامة على جماعة الحوثي، بهدف عزلها ووقف إمدادها بالأسلحة، مشددة على أن الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد الإمارات تهدد الرؤية الجديدة لمستقبل سلمي للشرق الأوسط.

وجاءت التصريحات الجديدة في مقال مشترك لسفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة، ولانا نسيبة سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة.

وشدد السفيران الإماراتيان، في المقال الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الاثنين، على أن الحوثيين يستخدمون "تكتيكات إرهابية" لإطالة أمد الصراع في اليمن، وأكدا على ضرورة إعادة واشنطن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.

"تهديد للسلام"

وجاء في المقال "في مساء الأحد، وأثناء هجومهم الثالث خلال عدّة أسابيع، أطلق المتطرفون الحوثيون في اليمن وابلاً جديداً من الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والمسيرات المسلحة ضد مواقع مدنية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة".

وأضاف أنه "رغم نجاح الدفاعات الجوية الإماراتية والأميركية في ضرب معظمها في السماء، تمكن بعضها من المرور في وقت سابق من يناير، إذ هبط داخل وحول مطار أبو ظبي الدولي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أبرياء من الهنود والباكستانيين المقيمين في الإمارات".  

وأوضح المقال أن المأساة كان يمكن أن تتفاقم، مشيراً إلى أن "هناك حوالي 32 ألف مسافر دولي يمرون خلال هذا المطار كل يوم، وأكثر من 65 ألف أميركي يعيشون في الإمارات، ضمن أكثر من 8 ملايين مقيم أجنبي من جميع بلدان العالم تقريباً".  

وتزامن هجوم الأحد مع أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى الإمارات والتي قام بها إسحاق هيرتسوج للقاء قادة الإمارات، وزيارة الجناح الإسرائيلي في معرض "إكسبو" في دبي.  

وأوضح المقال أن إدانة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإدارة بايدن وأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية "هذه الأعمال الإرهابية"، تعكس "الإجماع العالمي على أن تجاهل الحوثيين للضحايا المدنيين، واستهداف البنية التحتية المدنية يشكلان تهديداً للسلام والأمن الجماعيين".  

عقوبات "قاسية"

وقال يوسف العتيبة، ولانا نسيبة في المقال المشترك إنه "وعلى غرار الولايات المتحدة وأي دولة أخرى ذات سيادة، ستتخذ الإمارات العربية المتحدة جميع الإجراءات اللازمة، المناسبة والمتسقة مع القانون الدولي، للدفاع عن نفسها ضد أي هجمات أخرى".

وحذر السفيران الإماراتيان من أن "التهديد الذي يفرضه الحوثيون والكيانات المتطرفة غير الحكومية الأخرى التي لديها إمكانية الحصول على الصواريخ بعيدة المدى وتكنولوجيا الطائرات المسيرة تشكل أزمة تلوح بقوة في الأفق".

وأضاف السفيران أن "احتواء العدوان الحوثي يتطلب ضغوطاً دبلوماسية موسعة، وعقوبات أميركية ودولية أكثر صرامة، وجهوداً مكثفة لمنع انتشار الأسلحة، وتطوير ونشر تدابير مضادة فعالة على نطاق أوسع".

وكأولوية مباشرة، جاء في المقال"، أنه "يجب أن تعيد واشنطن إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية مصنفة بموجب القانون الأميركي، إذ سيساعد هذا على خنق الإمدادات التي يحصلون عليها من المال والسلاح دون تقييد الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني".  

وكانت الولايات المتحدة حذفت، في فبراير الماضي، الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية لتشجيعهم على الحد من الأعمال العدائية. "ولكنهم، بدلاً من ذلك، باتوا أكثر توحشاً، إذ كثفوا عنفهم ضد الأهداف المدنية"، بحسب المقال.

وذكر المقال أنه و"على مدى العام الماضي، نهب الحوثيون مبنى السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية صنعاء، وقاموا بخطف موظفين محليين، وقصفوا عن عمد مستودعاً لمواد الإغاثة الإنسانية في اليمن، واستولوا على سفينة في البحر الأحمر تحمل إمدادات طبية".  

كما رفض الحوثيون، حسب المقال، "المشاركة في عملية السلام، أو مقابلة مبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة. وضاعفوا من هجماتهم بالصواريخ ضد المدن والبلدات السعودية".

"إيران مصدر أسلحة الحوثي"

وأكد يوسف العتيبة ولانا نسيبة أن الحوثيين يتحملون "مسؤولية الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث كان عدوانهم الشرارة التي أطلقت نار الحرب هناك، كما انتهكوا اتفاقيات للحد من الأعمال العدوانية".

وأوضح السفيران أن "وثائق أممية جديدة تُظهر أنهم حولوا مسار المساعدات، وجوعوا عائلات ومجتمعات اعتبروا أن ولاءها ليس بالقدر الكافي. وخلال كل ذلك، كانت الإمارات العربية المتحدة، وستستمر في كونها، أحد أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية لليمن".  

وشدد السفيران على ضرورة "وقف إمدادات الأسلحة إلى الحوثيين. فقد وجد تقرير حديث لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن إيران تمد الحوثيين بأسلحة غير مشروعة، في انتهاك سافر لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة".  

وفي الشهور الأخيرة، صادرت البحرية الأميركية آلاف الأسلحة القادمة على الأرجح من إيران متجهة إلى اليمن. وشارك حزب الله اللبناني معلومات وخبرات عن الصواريخ والمسيرات، بحسب ما كتبه السفيران يوسف العتيبة، ولانا نسيبة في المقال المشترك.

وأوضحا أن "هناك حاجة أيضاً إلى امتلاك قدرات أفضل فيما يتعلق بمضادات الصواريخ والمسيرات. فقد حالت صواريخ باتريوت ونظام ثاد الدفاعي الصاروخي الأميركي دون قوع خسائر أكبر في الأرواح في ضربات يناير".

وأضاف السفيران أن الإمارات "ستكثف تعاونها مع الولايات المتحدة لتوسيع وتطوير هذه المظلة الوقائية لنفسها، وللقواعد الأميركية بالمنطقة، وللحلفاء الخليجيين الآخرين".

"تكتيكات إرهابية"

وأكد السفيران يوسف العتيبة ولانا نسيبة أنه يمكن لمزيد من الضغط الدبلوماسي والعقوبات وإنفاذ القوانين البحرية "أن يعزل الحوثيين، وأن يوقف تدفقات الأموال والأسلحة"، وأشارا إلى أن دولة الإمارات علقت مشاركتها القتالية وسحبت جميع قواتها البرية من اليمن في 2019.

وأضاف السفيران أنه "بالعمل مع مبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة، نعتقد أن السلام يمكن أن يحل في اليمن عبر الوسائل السياسية وليس العسكرية".  

وأوضح السفيران أن ذلك "يجب أن يبدأ ذلك بوقف إطلاق النار. لكن الحوثيين لا يوافقون، ويعمدون، بدلاً من ذلك، إلى رفض المحادثات وإطلاق صواريخ بعيدة المدى. كما يوظفون تكتيكات إرهابية ضد الشعب اليمني لتغذية آلة الحرب وإطالة أمد القتال".  

وأضافا أن "تقرير الأمم المتحدة وصف نمطاً من العنف الجنسي، والتعذيب، وتجنيد الأطفال، والاستخدام العشوائي للألغام الأرضية في المناطق المأهولة".  

وقال السفيران:  "الحوثيون صنفوا أنفسهم بالأساس على أنهم إرهابيون، ومن ثم يتعين على الأمم المتحدة والولايات المتحدة وكل دولة ومنظمة دولية مسؤولة أن تفعل الشيء نفسه".

هدف أكبر

وأضاف السفيران في المقال: "إذا كانت مسيرات وصواريخ الحوثيين تستهدف الإمارات، فإن هدفها الحقيقي في واقع الأمر أكبر من ذلك".

وتابعا: "الشرق الأوسط يتغير، والشعوب أنهكتها الصراعات والانقسامات، ومن ثمّ فإن الحوثيين وداعميهم يهاجمون رؤية جديدة لمستقبل تتشكل ملامحه في الإمارات، وحول المنطقة، يقوم على التعايش الديني وتمكين المرأة وإتاحة الفرص الاقتصادية والمشاركة العالمية".  

وشدد السفيران على أنه وبينما تدافع الإمارات العربية المتحدة عن نفسها وطريقتها في الحياة، "فإننا عازمون على تخفيف التوترات وخلق مستقبل واعد".

وأضافا أن "ما قامت به الإمارات العربية المتحدة من فتح المجال أمام إقامة علاقات مباشرة مع إسرائيل أدّى إلى خلق آفاق جديدة".

وختم السفيران مقالهما المشترك بالقول "إننا الآن بصدد تمديد مظلة الجهود الدبلوماسية في جميع أنحاء المنطقة باتجاه الحوار والتهدئة. فالحد من إطلاق النار، وزيادة رقعة الحوار هو الطريقة الوحيدة لبناء الشرق الأوسط الذي نريده جميعاً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات