تقرير: عودة "القاعدة" تثير مخاوف الأميركيين مع التقدم السريع لطالبان

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقاتل من طالبان يقف عند مدخل مقر شرطة مدينة غزنةالأفغانية - 12 أغسطس 2021 - AFP
مقاتل من طالبان يقف عند مدخل مقر شرطة مدينة غزنةالأفغانية - 12 أغسطس 2021 - AFP
دبي-الشرق

أثار التقدم السريع لحركة طالبان في أفغانستان، قلق العسكريين الأميركيين من عودة تنظيم القاعدة إلى قوته وتنظيم قدراته وتعزيزها، وهو خطر "عابر للحدود، حال حدوثه" حسب وصف مسؤولين. 

وقالت شبكة "إن بي سي نيوز" نقلاً عن مسؤولين عسكريين بالولايات المتحدة، أن وصول طالبان للحكم، لن يمنع تنظيم القاعدة من إعادة بناء قدراته لشن هجمات ضد الغرب، كما أنه سيحد بشكل كبير من المعلومات الاستخباراتية والتي يوفرها التعاون مع الحكومة الأفغانية.

وأعلنت حركة طالبان سيطرتها على 11 ولاية أفغانية، بينها هرات ثالث كبرى المدن الأفغانية، ويتوقع مسؤولون أميركيون سقوط العاصمة كابول خلال 90 يوماً، في تقدير أقرب بكثير من تقديرات استخباراتية سابقة توقعت صمودها 6 أشهر على الأقل.

وأثار الانسحاب الأميركي السريع المخاوف لدى قادته من استغلال "القاعدة" للفراغ الذي خلفه الجيش الأميركي وراءه لإعادة تنظيم نفسه. ويقدر مسؤولون أميركيون وجود 200 إلى 300 عنصر تابع للقاعدة في البلاد حالياً، بحسب "إن بي سي نيوز".

ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤولين عسكريين، القول إن "عددهم (القاعدة) ليس كبيراً، ولا يشكلون ما يمكن اعتباره قوة قادرة على إحداث تغيير، لكن الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأميركي السريع من أفغانستان قد يخلق فرصة تستغلها القاعدة وجماعات إرهابية أخرى".

وقال أحد المصادر لـ"إن بي سي نيوز": "بينما تمتلك الولايات المتحدة حق تنفيذ ضربات عسكرية ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان،  إلا أن غياب وجود أميركي على الأرض سيعوق وبشكل كبير قدرتها علي التعرف على الأهداف التي يجب ضربها".

ونقلت الشبكة عن الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، والذي تولى قيادة القوات الأميركية الموجودة بأفغانستان الشهر الماضي، قوله إن القاعدة لا تزال الهدف الرئيسي للولايات المتحدة في الإقليم.

وقال ماكينزي في تصريحات من العاصمة كابول: "سبب وجودنا هنا هو منع القاعدة وداعش من إعادة تنظيم قواعدهم في أماكن غير خاضعة لسيطرة الحكومة، للتخطيط لهجمات أخرى ضد بلادنا. إن الخطر لا يزال قائماً".

تأتي تلك التصريحات رغم تأكيدات ماكينزي أن قوة مكافحة الإرهاب الأميركية جعلت من المستحيل على تنظيم القاعدة أن يعيد تنظيم نفسه والقيام بهجمات ضد الغرب.

وأضاف ماكينزي: "إذا زال الضغط على التنظيم فأعتقد أنه  سيعود من جديد. أعتقد أن الأمر مسألة وقت قبل أن نراهم يؤكدون وجودهم مرة أخرى والبدء في التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة."

الغرب ليس أولوية قريبة

ولكن مصدر عسكري رفيع المستوي قلل من تلك المخاطر على الأقل في المستقبل القريب، إذ قال إنه سيكون من الصعب على تنظيم القاعدة أن يعيد تنظيم نفسه بسرعة، وأنه رغم أن عقيدته الأساسية تنصب على القيام بهجمات ضد الغرب فإن هذه ليست أولوية مقاتلي التنظيم في أفغانستان حالياً.

وأوضح قائلاً لـ"إن بي سي نيوز"، أن مقاتلي القاعدة "في مرحلة إعادة البناء، وأظن أن تركيزهم الأساسي منصب الآن على إعادة ترتيب وضعهم محلياً لتعزيز مكانتهم، وفي مرحلة لاحقة سيأتي التفكير في الجهاد العالمي، لأن هذا هو هدفهم النهائي".

وأكد المسؤولون أنه من غير المرجح أن يمتلك تنظيم "القاعدة" الإمكانية للقيام بهجمات على أراضي الولايات المتحدة أو أي بلد غربي في أي وقت قريب. كما توقع مسؤول عسكري أن يكون مستوى الخطر من قيام التنظيم بهجمات خارج حدودها منخفضاً خلال الـ12 شهراً المقبلة.

وتقلصت قدرات تنظيم القاعدة بشكل كبير بعد عقدين من الضربات الجوية وضغوط قوة مكافحة الإرهاب الأميركية التي قضت على عدد كبير من مهندسي التنظيم وقياداته، وأبرزهم زعيم التنظيم أسامة بن لادن، الذي قتل في مايو 2011 في غارة أميركية على منزله بباكستان.

وأشار تقرير لمجلس الأمن في يوليو الماضي، إلى أن أيمن الظواهري الذي تولى قيادة التنظيم بعده في حالة صحية سيئة، وأن التنظيم يوجد في 15 ولاية أفغانية ويتركز وجوده في الشرق والجنوب.