الاتحاد الأوروبي يتراجع عن تهديده بفرض "ضوابط" على تصدير اللقاحات

time reading iconدقائق القراءة - 5
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل- بلجيكا - REUTERS
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل- بلجيكا - REUTERS
بروكسل -أ ف ب

تراجع الاتحاد الأوروبي، الجمعة، عن تهديده بتقييد صادرات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد إلى إيرلندا الشمالية في إطار خلافه المتصاعد مع بريطانيا، في وقت حذرت منظمة الصحة العالمية من "النزعة القومية" في ما يتعلق باللقاحات.

وتواصل جائحة كوفيد-19 تفشيها في أنحاء العالم وتقترب حصيلتها من 2.2 مليون وفاة، وفيما تتنازع دول غنية على الإمدادات المحدودة للقاحات، تبرز مخاوف من عدم حصول الدول الأكثر فقراً على الجرعات قبل فترة طويلة.

وقالت شركة أسترازينيكا البريطانية السويدية إنها قادرة على تسليم جزء صغير من جرعات اللقاحات التي وعدت بها للاتحاد الأوروبي وبريطانيا بسبب مشكلات في الإنتاج، لكن الجانبين يطالبان بالإيفاء بالوعود.

وهدد الاتحاد الأوروبي بتقييد صادرات اللقاحات إلى إيرلندا الشمالية، بتعليق بند من اتفاق بريكست مع بريطانيا يسمح بالتدفق الحر للسلع عبر الحدود الإيرلندية، لكنه تراجع عن موقفه بعدما عبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن "قلقه البالغ".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية في بيان في ساعة متأخرة الجمعة إن المفوضية "ستعمل على ضمان ألا يتأثر بروتوكول إيرلندا/إيرلندا الشمالية".

وجاء ذلك بعدما نشر الاتحاد الأوروبي نسخة منقحة لعقده مع أسترازينيكا، بموازاة الإعلان عن آلية من شأنها الحؤول دون تصدير لقاحات مصنعة على أراضيه.

وأصبح لقاح أسترازينيكا، الجمعة، ثالث لقاح يحصل على موافقة الاتحاد الأوروبي بعد لقاحي فايز/بايونتيك وموديرنا، لكن هيمن عليه الخلاف الدبلوماسي.

وكتبت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين في تغريدة على تويتر لدى الإعلان عن الترخيص: "أتوقع أن تقوم الشركة (أسترازينيكا) بتسليم الـ400 مليون جرعة بحسب الاتفاق".

وتسدد مشكلة الإمدادات ضربة كبيرة لعمليات نشر اللقاحات المتعثرة أساساً في أوروبا، بعد تخلف شركات الإنتاج عن تسليم الجرعات المتفق عليها في الموعد المحدد. 

"نزعة قومية"

سلط الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الضوء على تداعيات نقص الإمدادات على برامج التطعيم الواسعة، حتى في دول غنية. وتتصاعد المخاوف من أن دول العالم المتطورة تستأثر باللقاحات على حساب الدول الأكثر فقراً.

وحذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الجمعة، من "النزعة القومية في اللقاحات" قائلاً إن هناك "خطراً حقيقياً في أن الأدوات نفسها التي من شأنها المساعدة في القضاء على الوباء (اللقاحات) قد تفاقم" انعدام المساواة على مستوى العالم.

ويتزامن التهافت العالمي على اللقاحات، مع معطيات مقلقة عن نسخ متحورة من فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من 101 مليون شخص في أنحاء العالم.

ويعتقد أن النسخ التي ظهرت أولاً في بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، أكثر قدرة على العدوى. ويشعر العلماء بالقلق من أن النسخة الجنوب إفريقية قد لا تتجاوب مع بعض اللقاحات، ما يمثل عقبة كبيرة في الجهود الدولية لدحر كوفيد-19 من خلال حملات التطعيم الواسعة.

وأظهرت بيانات جديدة الخميس والجمعة نسبة فعالية تبلغ 89% و66% للقاحي نوفافاكس وجونسون آند جونسون على التوالى، لكن فيما أظهر لقاح نوفافاكس فاعلية كبيرة ضد النسخة المتحورة البريطانية، كانت فاعلية اللقاحين أقل ضد النسخة الجنوب إفريقية.

ويواصل خبراء منظمة الصحة العالمية مهمتهم التي تتابع عن كثب، السبت، في ووهان بالصين، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى أواخر 2019. ويأملون الكشف عن مزيد من الأدلة بشأن مصادر الوباء. وزار الفريق مستشفى جينينتان، الذي استقبل أول حالات الإصابة بالفيروس.

خيارات محدودة

وفيما لا تزال عمليات نشر اللقاحات في مراحلها المبكرة، لا يزال فرض قيود على التنقل من بين الخيارات القليلة المطروحة أمام الحكومات لوقف تفشي كوفيد-19.

وفاقم تزايد عدد الإصابات عبء أنظمة الرعاية الصحية حتى في دول غنية مثل بريطانيا والولايات المتحدة، فيما حذر رئيس موزمبيق فيليب نيوسي من أن المستشفيات في منطقة إفريقيا الجنوبية "تقترب بسرعة من قدرتها الاستيعابية".

ومشيرة إلى مخاوف متعلقة بالنسخ المتحورة الجديدة، أعلنت ألمانيا، الجمعة، حظر الدخول عبر البر والبحر والجو من دول تشهد تفشياً واسعاً للنسخ المتحورة اعتباراً من السبت، فيما أعلنت كندا عن فرض حجر صحي في الفنادق على جميع الواصلين إلى أراضيها.

وأعلنت فرنسا إغلاق حدودها أمام جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، باستثناء الرحلات الضرورية.

"طوكيو" و"أستراليا"

وأرخى الوباء بثقله على الروزنامة الرياضية وتتصاعد الشكوك إزاء احتمالات تنظيم أولمبياد طوكيو الذي سبق أن تم إرجاؤه.

لكن صدرت أخبار تدعو للتفاؤل من أستراليا التي تمكنت من السيطرة إلى حد كبير على الوباء، بفرض قيود صارمة على التنقل.

وقال منظمو بطولة أستراليا المفتوحة السبت إن ما بين 25 ألفاً و30 ألفاً من مشجعي كرة المضرب سيسمح لهم بحضور أولى البطولات الأربع الكبرى.