
تظاهر عشرات العراقيين بساحة التحرير في بغداد، الأحد، للمطالبة بإنهاء الإفلات من العقاب، وسط تصاعد عمليات الاغتيال ضد الناشطين في البلاد.
وحمل المتظاهرون لافتات طالبوا فيها الحكومة والجهات القضائية بإنهاء إفلات المتسببين في القتل والخراب من العقاب، ومحاسبتهم وفق القانون.
وكان ناشطون دعوا إلى تنظيم تظاهرات لإنهاء الإفلات من العقاب، بعد تصاعد عمليات الاغتيال ضد الناشطين والمتظاهرين في ضوء تفشي الفساد المالي والإداري في البلاد.
في الوقت ذاته، أعلنت السلطات العراقية، الأحد، اعتقال مسلحين هاجموا مستشفى في بغداد، فيما قال مصدر أمني لوكالة "فرانس برس"، إن الهجوم جاء رداً على انقطاع في الأكسجين تسبب بوفاة 4 من المصابين بفيروس كورونا.
وألقت قوى الأمن "القبض على مجموعة مسلحة اعتدت على مستشفى الكندي"، أحد المستشفيات الرئيسية في العاصمة العراقية، حسب البيان. وشن الهجوم نحو 10 أشخاص، واعتُقلوا جميعاً على ما قال مصدر أمني لـ"فرانس برس".
وينتمي المهاجمون إلى عائلة أحد المرضى الأربعة الذين توفوا بعد الظهر إثر انقطاع للتيار الكهربائي أدى إلى توقف أجهزة التنفس الصناعي، حسب المصدر.
وعود الكاظمي
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قال السبت، في تغريدة على تويتر، بعد إعلانه القبض على قتلة الناشط والباحث السياسي هشام الهاشمي، الذي اغتيل أمام منزله في بغداد في يوليو الماضي: "وعدنا بالقبض على قتلة الهاشمي وأوفينا الوعد، وقبل ذلك وضعنا فرق الموت وقتلة أحمد عبد الصمد أمام العدالة، وقبضت قواتنا على المئات من المجرمين المتورطين بدم الأبرياء".
وأضاف: "من حق الجميع الانتقاد، لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا وإحقاق الحق".
وأكد الكاظمي، خلال رئاسته اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني، في 9 يوليو 2020، أنه مصمم "بعزم لا يلين" على ملاحقة قتلة الباحث الاستراتيجي هشام الهاشمي، ومعاقبتهم.
وشدد على ضرورة الإسراع في إتمام التحقيق بجريمة الهاشمي ورفع النتائج وتقديم الجناة إلى عدالة القضاء، مؤكداً أنه "مصمم بعزم لا يلين على ملاحقة الجناة، وألا تمر هذه الجريمة الجبانة بلا عقاب"، وأضاف أن "سيادة القانون سيكون لها دائماً الصوت الأعلى والأخير".
سلسلة اغتيالات
وشهد العراق خلال الفترة الماضية سلسلة اغتيالات كان أبرزها حادثة اغتيال الهاشمي إلى جانب الناشط إيهاب الوزني في 9 مايو الماضي، الذي اغتيل أمام منزله أيضاً في محافظة كربلاء جنوب بغداد.
الوزني الذي كان رئيساً لتنسيقية الاحتجاجات في كربلاء عُرف بأنه من أبرز الأصوات المناهضة للفساد وسوء إدارة الدولة، والمنادية بالحد من نفوذ إيران والجماعات المسلحة في المحافظة، وكان قد نجا من محاولة اغتيال في ديسمبر 2019.
وخرجت تظاهرات في كربلاء ومدن أخرى، بينها الناصرية والديوانية، جنوب العراق، احتجاجاً على عملية الاغتيال.
وفي أغسطس الماضي، تم استهداف عدة ناشطين في البصرة، أبرزهم الطبيبة رهام يعقوب التي لقيت مصرعها رفقة امرأة كانت معها، بعدما أطلق النار على سيارتها مسلحون يركبون دراجة نارية.
وفي الشهر ذاته، توفي الناشط تحسين أسامة بعدما أطلق مجهولون النار عليه في البصرة، كما أصيب في اليوم ذاته الناشطان لوديا ريمون وعباس صبحي بجروح إثر محاولة اغتيال نفذها مجهولون في المحافظة.