"التيرانوصورات" أطاحت خلال نموها بأجناس ديناصورات أصغر حجماً

time reading iconدقائق القراءة - 5
فتاة تحاول تجربة T. rex التفاعلي في معرض جديد يُفتتح في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي الذي سيستكشف أحدث الأبحاث والاكتشافات بشأن الديناصورات المعروفة باسم "التيرانوصورات" - AFP
فتاة تحاول تجربة T. rex التفاعلي في معرض جديد يُفتتح في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي الذي سيستكشف أحدث الأبحاث والاكتشافات بشأن الديناصورات المعروفة باسم "التيرانوصورات" - AFP
واشنطن -أ ف ب

خلص فريق علماء أميركيين إلى أن الديناصورات المتحدرة من أنواع لاحمة عملاقة مثل التيرانوصورات، التي كانت تولد صغيرة بحجم هررة وتنمو لتصبح كائنات عملاقة، كانت تغيّر بيئتها من خلال إقصاء أجناس أصغر حجماً.

وتساعد الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "ساينس"، أخيراً على حل لغز قديم عن فترة هيمنت فيها الديناصورات لنحو 150 مليون عام: "لماذا كان هناك عدد أكبر بكثير من الأجناس الضخمة مقارنة مع تلك الصغيرة، فيما العكس هو الصحيح على صعيد الحيوانات الأرضية اليوم؟".

وتوضح الباحثة في جامعة نيو مكسيكو كات شرودر التي أشرفت على الدراسة، مازحةً أن "مجتمعات الديناصورات كانت أشبه بالمراكز التجارية المليئة بالمراهقين بعد ظهر السبت".

وتشير إلى أن هؤلاء "المراهقين" كانوا يمثلون "نسبة كبيرة من هذا الجنس وكان لديهم أثر حقيقي على الموارد المتوافرة" لدى هذه الحيوانات.

وحتى مع عدد محدود من المتحجرات، يرى الخبراء أن الديناصورات لم تكن تظهر تنوعاً كبيراً، إذ لا يتجاوز عدد أجناسها المعروفة 1500، مقارنة مع عشرات آلاف الأجناس من الثدييات والطيور حالياً.

وفي مجمل حقبة الحياة الوسطى قبل 252 مليون سنة إلى 66 مليون سنة، لم يعد هناك نسبياً وجود لأجناس من الديناصورات الكبيرة التي يزيد وزنها على طن مقارنة مع تلك التي تزن أقل من 60 كيلوغراماً.

وبحسب بعض العلماء، فإن الأجناس الأكبر من الديناصورات التي تبدأ حياتها هي أيضاً بحجم صغير للغاية لأنها تتكون في بيض قبل الولادة، قد تستغل موارد الأجناس الأصغر حجماً في أنظمة بيئية كانت تهيمن عليها بدرجة كبيرة.

تصنيف للأحجام

ولاختبار هذه النظرية فحصت كات شرودر وزملاؤها بيانات عن متحجرات من العالم أجمع لـ550 جنساً مختلفاً، ووضعوا تنظيماً للديناصورات تبعاً للحجم ونوعية الغذاء "عاشبة أو لاحمة".

واكتشف الباحثون سمة لافتة لدى الديناصورات اللاحمة المتوسطة الحجم في كل المجموعات التي كانت تضم حيوانات عملاقة بينها التيرانوصورات.

وتوضح كات شرودر أن "قلة من الديناصورات اللاحمة بوزن يراوح بين 100 كيلوغرام وألف كانت تعيش في مجموعات تضم ديناصورات عملاقة، وكانت صغار هذه الأنواع من الديناصورات تشغل تماماً هذه المساحة".

هذه الخلاصة تعززها الطريقة التي تطور فيها تنوع الديناصورات مع الوقت. ففي العصر الجوراسي (قبل 200 مليون سنة إلى 145 مليون سنة)، إذ كانت الفوارق بين المجموعتين من الحيوانات أصغر في هذه الفئة فيما كان العصر الطباشيري (بين 145 مليون سنة و65 مليون سنة) يضم ديناصورات ضخمة جداً.

ويعود ذلك إلى كون أجناس الديناصورات العملاقة في مراحل النمو الأولى خلال العصر الجوراسي كانت تشبه أكثر الحيوانات البالغة، وكان يتوافر لها تنوع أكبر من الحيوانات العاشبة المتاحة للصيد.

وتقول الباحثة: "العصر الطباشيري، في المقابل، كان خاضعاً لهيمنة كاملة من التيرانوصورات والأبليصورات التي يكبر حجمها كثيراً مع النمو".

وتضيف لوكالة "فرانس برس": "أظن أننا بدأنا نفهم بعض الشيء الديناصورات كحيوانات ولم تعد النظرة إليها ككائنات غريبة بحسب المنطلقات التي بني عليها أساساً علم الإحاثة واستمر عليها طويلاً".