تقرير: كوريا الشمالية تخفي توسيع منشأة لتخصيب اليورانيوم

time reading iconدقائق القراءة - 5
منشأة "يونغبيون" النووية في كوريا الشمالية - 27 يونيو 2008 - REUTERS
منشأة "يونغبيون" النووية في كوريا الشمالية - 27 يونيو 2008 - REUTERS
دبي- الشرق

أفادت معلومات بأن كوريا الشمالية اتخذت خطوات لإخفاء تحديثات تجريها على منشأة لتخصيب اليورانيوم عن أقمار التجسّس الاصطناعية، بعدما استأنفت اتصالاتها مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، كما ذكرت وكالة "بلومبرغ".

وأشار موقع "38 نورث" الذي يتخذ واشنطن مقراً ويتابع شؤون كوريا الشمالية، إلى أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية تُظهر تغطية عملية تشييد أُبلِغ عنها سابقاً بمحطة "يونجبيون" لتخصيب اليورانيوم، لإخفاء تفاصيل تصميم المبنى.

وأضاف أن ثمة أسباباً عدة محتملة لتوسيع المنشأة، مستدركاً أن أحد الخيارات قد يتمثل في زيادة إنتاج مواد انشطارية.

وتابع الموقع: "أحد الخيارات، على افتراض أن كوريا الشمالية تنتج يورانيوم منخفض التخصيب في قاعتَي تخصيب، هو إمكان استخدام التوسيع أيضاً لتخصيب اليورانيوم منخفض التخصيب، إلى درجة إنتاج الأسلحة (اليورانيوم عالي التخصيب)، عندما يصبح متاحاً من هاتين القاعتين اللتين تضمان سلاسل من أجهزة الطرد المركزي".

وكتب الخبير في التسلّح، جيفري لويس، على موقعه Arms Control Wonk في منتصف سبتمبر، أن عمليات التجديد قد تشير إلى خطط كوريا الشمالية لزيادة الإنتاج بنسبة 25٪.

استئناف إنتاج البلوتونيوم

وكان "38 نورث" أفاد في وقت سابق بأن صور الأقمار الاصطناعية أشارت إلى إزالة وحدات تبريد في المنشأة، بين 25 أغسطس و1 سبتمبر، مستدركاً أن سبب هذه الخطوة "ليس واضحاً".

وتأتي التحديثات في منشأة "يونجبيون" بعدما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن كوريا الشمالية استأنفت أيضاً عمليات إنتاج البلوتونيوم في مجمّعها النووي الأساسي، للمرة الأولى منذ نحو 3 سنوات.

واعتبرت "بلومبرغ" أن هذه التحرّكات تُظهر أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، يكثّف إنتاج المواد اللازمة لصنع قنابل نووية، في عملية واصلها خلال محادثات لنزع السلاح النووي، مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وكثّف كيم ضغوطه على الرئيس الأميركي، جو بايدن، ومون جاي إن، بعدما نفذ اختبارات في سبتمبر، على 3 أنظمة تسلّح جديدة، تمكّن بيونج يانج من إطلاق أسلحة نووية على كل أنحاء كوريا الجنوبية وأغلبية أراضي اليابان، اللتين تستضيفان الجزء الأكبر من القوات الأميركية في المنطقة.

لكن كيم سمح هذا الأسبوع باستئناف العمل بالخطوط الساخنة بين الكوريتين، التي جمّدت بيونج يانج العمل بها لنحو شهرين، مشيراً إلى احتمال عقد قمة أخرى مع مون، قبل انتهاء ولايته العام المقبل.

تنازلات من مون؟

ورجّحت "بلومبرغ" ارتباط تبدل موقف كيم، بأن كوريا الجنوبية تشهد انتخابات رئاسية في مارس المقبل، لافتة إلى أن الوقت ينفد أمام مون للإيفاء بأحد تعهداته الأساسية، في تقريب الكوريتين من السلام.

ويمكن أن ترى كوريا الشمالية في تلك الانتخابات، فرصة لانتزاع تنازلات من مون، ودفعه إلى الضغط على الولايات المتحدة، لفعل الأمر ذاته.

ونقلت صحيفة "ستارز أند سترايبس" الأميركية عن أندرو كيم الرئيس السابق لقسم في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، مسؤول عن مواجهة تهديدات كوريا الشمالية، ترجيحه عقد قمة افتراضية بين الرجلين، قبل تنحّي مون.

وذكرت "بلومبرغ" أن لدى كوريا الشمالية مواد انشطارية تكفي لصنع 5 إلى 6 قنابل نووية سنوياً، ومخزوناً يكفي لإنتاج نحو 30 إلى 60 سلاحاً ذرياً.

وأضافت أن مجمّع "يونجبيون"، الذي كان بمنزلة درّة التاج للبرنامج الذري لكوريا الشمالية، هو منشأة قديمة تبعد نحو 100 كيلومتر شمال بيونج يانج، وكانت المصدر الوحيد لموادها الانشطارية.

وأنتج المجمّع كمية من البلوتونيوم تكفي لصنع قنبلة نووية واحدة سنوياً. ومنذ ذلك الحين، اعتمدت كوريا الشمالية تخصيب اليورانيوم، كمصدر أساسي لإنتاج مواد انشطارية، تتيح صنع أسلحة ذرية.

اقرأ أيضاً: