"تأثير فوكلاند" يعزز تقدم ماكرون نحو ولاية ثانية في رئاسة فرنسا

time reading iconدقائق القراءة - 7
ملصق دعائي لحملة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمدينة مرسيليا يحمل عبارة "ماكرون معك" - 12 مارس 2022 - AFP
ملصق دعائي لحملة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمدينة مرسيليا يحمل عبارة "ماكرون معك" - 12 مارس 2022 - AFP
دبي/ باريس -الشرقوكالات

أظهر استطلاع للرأي، الاثنين، استمرار تقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على منافسيه في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل، مدفوعاً بالقفزة التي منحها إياه دوره في الأزمة الأوكرانية، والتي رفعت من حظوظه بشكل كبير فيما بات يشار إليه في الأوساط الفرنسية بـ"تأثير فوكلاند" في إشارة إلى ارتفاع شعبية رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارجريت تاتشر عقب حرب جزر الفوكلاند عام 1982.

وأظهر الاستطلاع حصول ماكرون في الجولة الأولى على 30% من الأصوات مقابل 18% لمنافسته اليمينية مارين لوبان، والتي أظهر الاستطلاع وصولها لجولة الإعادة، و11% للمرشح اليساري جان لوك ميلينشون و11% لرئيسة منطقة إيل دو فرانس فاليري بيكريس ممثلة اليمين التقليدي، و11% لليميني المتشدد إريك زمور حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

ورجح الاستطلاع فوز ماكرون بالانتخابات الرئاسية في جولة الإعادة بنسبة 58% من الأصوات ضد لوبان.

وهذه الاستطلاعات مشابهة لما أظهرته استطلاعات سابقة الأسبوع الماضي. مع اختلاف طفيف في حظوظ ميلينشون الذي أظهر الاستطلاع الماض فوزه بـ10% من الأصوات فقط وانخفاض 1% في حظوظ بيكريس.

"حامي الفرنسيين"

ويواجه ماكرون 11 مرشحاً في الانتخابات الرئاسية في 10 أبريل المقبل، في ظل أوضاع مضطربة جراء الحرب في أوكرانيا، ووسط ارتفاع شعبية الرئيس الفرنسي تزامناً مع تحركاته الدبلوماسية إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت وكالة "فرانس برس" الاثنين الماضي، إن ماكرون حقَّق في الأيام الأخيرة تقدماً كبيراً في نوايا الأصوات، في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي عزز موقعه في وقت يخوض حملة مساعٍ دبلوماسية نشطة، بحسب ما يرى محللون.

وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد "بي في آ"، ونشرت نتائجه قبل أكثر من أسبوع تقدم ماكرون بـ5 نقاط خلال 15 يوماً، ليصل إلى 29% في الدورة الأولى من الانتخابات، بفارق كبير عن خصومه.

ونسبت الدراسة هذا التطور إلى "عواقب الأحداث الدولية"، موضحة أنه وسط الغزو الروسي لأوكرانيا "يستفيد ماكرون من وضعه الثلاثي كرئيس للدولة حامي الفرنسيين وقيمهم، وقائد القوات المسلحة ورئيس الدبلوماسية".

سيناريو شيراك وميتران

وفيما كان محللون يتوقعون في مارس العام الماضي، أن يتحول السباق الرئاسي الفرنسي، إلى ما يشبه سباق عض أصابع"، وترجيح بعض استطلاعات الرأي اقتراب مارين لوبان من تهديد فرص فوز ماكرون بولاية ثانية أو حتى فوزها بالجولة الأولى اختلفت الصورة تماماً الآن.

ففيما امتلأ الفضاء السياسي لأسابيع بتصريحات المرشح اليميني المتشدد إريك زمور المناهضة للإسلام والمهاجرين قبل أن يعلن حتى عن ترشحه هبطت تلك الموجة كلها إلى لا شيء قبل شهر واحد من الانتخابات، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وقالت الصحيفة إن الفارق الكبير بين ماكرون وأقرب منافسيه مارين لوبان والذي وصل 12 نقطة هو أكبر فارق بين مرشحين في الجولة الأولى منذ الانتخابات التي تواجه فيها جاك شيراك والرئيس فرانسوا ميتران في عام 1988، وهو ما يجعل فوز ماكرون بالانتخابات "أمراً مفروغاً منه".

"تأثير فوكلاند"

وأشارت "الجارديان"  إلى أن هذا التقدم الكبير لماكرون بات يشار إليه في فرنسا بـ"ىأثير فوكلاند"، في إشارة إلى النزاع الذي دخلته بريطانيا في جنوب المحيط الأطسي عام 1982 وقادته رئيسة الوزراء حينها، مارجريت تاتشر على جزر الفوكلاند، والتي قادت إلى قفزة ضخمة في أرقام شعبيتها ومن ثم إعادة انتخابها.

وكانت القوات الأرجنتينية غزت جزر فوكلاند في 2 أبريل 1982 ودخلت الى عاصمتها بورت ستانلي، واندلع قتال تواصل لشهرين، قتل فيه 255 من العسكريين البريطانيين ونحو 650 من القوات الأرجنتينة، فضلا عن 3 مدنيين فوكلانديين، واستسلمت القوات الأرجنتينية بعده.

المحلل السياسي الفرنسي، توماس جينوا قال للصحيفة "لأكون منصفاً، الاحتمال الأكبر حتى قبل الحرب في أوكرانيا كان إعادة انتخاب ماكرون، لكن الآن الأمر سيكون أكثر سهولة لأنه رئيس في وقت حرب".

وأضاف: "يمكننا وصف هذه الظاهرة بحالة فولكلاند، خاصة وأنه لا توجد فرصة جادة لانخراط فرنسا بشكل مباشر في نزاع مع روسيا، لذا فإنه لا يوجد خطر لهزيمة أو إذلال فرنسا".

 مأزق المنافسين

وقالت "الجارديان"، إن الشعبية الكبيرة التي حظي بها ماكرون منذ قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا في 24 فبراير وضعت منافسيه في مأزق، فهم غير قادرين على انتقاد أفعال الرئيس بشأن أوكرانيا خوفاً من الظهور بمظهر "غير وطني" أو "غير المتعاطف" مع الدولة الأوروبية.

وكذلك التغطية الصحفية التي احتلت الجرائد والمواقع "من الحائط للحائط"، وهو ما دفع بالأجندة السياسية المحلية إلى الخلف.

ووصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، السباق الرئاسي، بأنه "انتهى" حتى قبل أن يبدأ إذ طغت عليه أزمة فيروس كورونا، ويبدو الآن أنه "سُحق تماماً" جراء الحرب في أوكرانيا وتبعاتها على أوروبا.

وكتب المحرر السياسي في الصحيفة سولين دي روي: "بينما تنشغل الأخبار بما يجري في الشرق والمحادثات بين ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو الروسي فلاديمير بوتين، فإن المرشحين الآخرين دُفعوا إلى مرتبة ثانية وأصبحت لديهم صعوبة في دفع أجنداتهم".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات