المبعوث الأميركي خلال لقاء قادة السودان: ندعم الانتقال الديمقراطي

time reading iconدقائق القراءة - 7
المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك - 23 أكتوبر 2021 - facebook@TransitionalSovereigntyCouncil
المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك - 23 أكتوبر 2021 - facebook@TransitionalSovereigntyCouncil
دبي-الشرق

قالت السفارة الأميركية في الخرطوم، إن المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، التقى السبت بشكل مشترك، كلاً من رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وأضافت السفارة على "تويتر"، أن فيلتمان، أكد دعم بلاده لانتقال ديمقراطي مدني، وفقاً للرغبات المعلنة للشعب السوداني، وحث جميع الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل معاً لتنفيذ الإعلان الدستوري واتفاقية جوبا للسلام.

"توسيع المشاركة السياسية"

ووفق بيان مجلس السيادة السوداني، أطلع البرهان، المبعوث الأميركي على تطورات الوضع السياسي الراهن والجهود الجارية للخروج من الأزمة.

وأشاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالموقف الأميركي الداعم للانتقال الديمقراطي في السودان ولعملية السلام، لافتاً إلى ضرورة العودة لمنصة التأسيس والاحتكام للوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا.

ودعا البرهان إلى ضرورة توسيع المشاركة السياسية لكل القوى الوطنية، ما عدا "المؤتمر الوطني"، قائلاً: "لا يمكن احتكار الحكومة التنفيذية بواسطة أحزاب بعينها لا تمثل كل أطياف الشعب السوداني".

وأعرب البرهان عن حرص القوات المسلحة على حماية الانتقال وصولاً لمرحلة الانتخابات، والتحول الديمقراطي، فيما جدد تأكيداته "بعدم السماح بأي محاولة انقلابية من أي جهة تعرقل عملية الانتقال الديمقراطي".

من جانبه، أشاد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بـ"حنكة" رئيس مجلس السيادة وقيادته للفترة الانتقالية، ووعد بالعمل سوياً معه لاستكمال مهام الفترة الانتقالية، بحسب بيان مجلس السيادة السوداني.

إشادة أميركية

وأشاد المبعوث الأميركي بالإنجازات التي حققها رئيس مجلس السيادة، ورئيس الوزراء خلال الفترة الانتقالية، وطالبهما بالعمل معاً من أجل العبور بالمرحلة الانتقالية نحو غاياتها، فيما دعا إلى "عدم إقصاء أي طرف من أطراف العملية السياسية في البلاد"، بحسب بيان المجلس السيادي.

وقال فيلتمان إن "التباينات في مواقف القوى السياسية، وراء تأخير تشكيل المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ومفوضية الانتخابات، وهياكل العدالة الانتقالية ومجلس القضاء العالي"، مضيفاً: "لن يتم الانتقال بصورة آمنة بدون إنشاء هذه المؤسسات".

"الانتقال المدني"

وقال بيان لمجلس الوزراء، إن حمدوك ناقش خلال لقائه بمقر إقامته مع المبعوث الأميركي ومساعده برايتون نوف، والقائم بالأعمال الأميركي بالبلاد وبرايان شوكان "الأوضاع السياسية بالبلاد، وأهمية المحافظة على عملية الانتقال المدني الديمقراطي، وصولاً لانتخابات حرة نزيهة، يختار فيها الشعب السوداني ممثليه بنهاية الفترة الانتقالية".

كما بحث اللقاء "الأزمة السياسية الحالية بالبلاد، وسُبُل الخروج منها عبر الالتزام بالوثيقة الدستورية وباتفاقية جوبا لسلام السودان وبالشراكة الحالية".

وقالت مصادر سودانية مطلعة لــ"الشرق"، إن الاجتماع الرباعي بين مبعوث واشنطن وقادة السودان، لم يتوصل لتفاهمات حول الأزمة بين شركاء الحكومة الانتقالية.

وأضافت أن المبعوث الأميركي طلب عقد اجتماع رباعي طارئ وغير مجدول مع البرهان وحميدتي وحمدوك، للاستماع لمواقف كافة الأطراف، وذلك بسبب سفر الأخير إلى السعودية الأحد.

وزيرة الخارجية تلتقي فيلتمان

 كما بحثت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، السبت، مع المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي، تطورات الأوضاع السياسية الراهنة في البلاد، وجهود الحكومة الانتقالية في تحقيق التحول الديمقراطي على خلفية المسيرات والتحركات الشعبية المساندة لطرفي الشراكة على التوالي.

ووفقاً لبيان الخارجية السودانية، أعربت الوزيرة عن اعتقادها أنه من أجل الخروج من هذه الأزمة فإن على جميع أطراف الشراكة في عملية الانتقال، الالتزام بالوثيقة الدستورية كمرجعية أساسية مع استصحاب جميع المبادرات ذات الصلة، وخصوصاً مبادرة رئيس الحكومة "الطريق إلى الأمام".

بدوره، أشاد فيلتمان، بمساندة الشعب السوداني القوية التي عبر عنها من خلال المسيرات الأخيرة لعملية الانتقال والتحول الديمقراطي، منوهاً بصفة خاصة بالطريقة السلمية التي تم بها ذلك.

وأشار فيلتمان إلى حرص بلاده على الاستقرار والسلام في السودان من خلال إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي وتعزيز الشراكة بين أطراف الحكومة الانتقالية.

ولفت إلى أنهم يتعاملون بكل شفافية وإخلاص ووضوح مع جميع الأطراف ذات الصلة، وأشار في هذا الصدد إلى دعوة وزيرة الخارجية السودانية بشأن ضرورة تفعيل عمل جميع الأجهزة الدستورية، كما نادى بضرورة الإسراع بتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي.

"الحرية والتغيير" تدعم حمدوك

وقال عضو المجلس القيادي لقوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، ياسر عرمان، السبت، إن "من يحاول حل الحكومة السودانية، سيواجه الشعب والحكومة"، متابعاً: "لن تُحل الحكومة بأي فرمان من أي جهة كانت".

وفي وقت سابق، السبت، نفت الحكومة السودانية، أنباء عن موافقة حمدوك، على حل الحكومة، واصفاً تلك الأنباء بـ"غير الدقيقة" في نقل مواقف الأطراف المختلفة.

وكانت وكالة الأناضول التركية قد نقلت عن حاكم إقليم دارفور، منى أركو مناوي، قوله إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، توافق مع حمدوك على حل مجلس السيادة والحكومة الانتقالية.

ووصف ياسر عرمان خلال كلمة في مؤتمر صحافي عٌقد في مقر وكالة الأنباء السودانية "سونا"، الأزمة السودانية الحالية بـ"المصطنعة في شكل انقلاب زاحف"، مشيراً إلى "الدعم الكامل والشامل للجنة تفكيك التمكين".

وتابع عرمان قائلاً: "الحرية والتغيير ملك للشعب السوداني، وقد ارتكبت أخطاء، ونعترف بها، لكن موقفها واضح من مدنية الدولة"، معلناً رفض القوى لما اعتبره "استخداماً لقضية استراتيجية مثل قضية شرق السودان، للصراع في السلطة في الخرطوم".

وأضاف: "ثورة الشعب السوداني ستدعم بناء قوات مسلحة سودانية واحدة، ونحن لسنا أعداء للقوات المسلحة".

"حوار حقيقي"

وقال عرمان إن قوى الحرية والتغيير تدعم دعوة رئيس مجلس الوزراء لـ"حوار حقيقي حول قضايا الشرق وصلتها بالمركز وكيفية حلها".

واعتبر عرمان أن "ما حدث من اقتحام متظاهرين لمقر وكالة الأنباء السودانية، ومحاولة منع انعقاد مؤتمر الحرية والتغيير، ضد الوثيقة الدستورية"، مشيراً إلى أن "السلمية هي السلاح الوحيد الذي انتصر به السودانيون".   

وكانت قوى إعلان الحرية والتغيير، قالت في بيان صحافي إن مجموعات تتبع ما وصفتهم بـ"الفلول واعتصام القصر"، اقتحمت وكالة السودان للأنباء "سونا"، لمنع انعقاد المؤتمر الصحافي لقوى الحرية والتغيير.

رسالة واضحة للجماهير

بدوره، قال ممثل قوى إعلان الحرية والتغيير، محمد ناجي الأصم، إن رسالة الجماهير كانت واضحة في 21 أكتوبر، وأنها الرسالة ذاتها التي ستدافع عنها "الحرية والتغيير"، مؤكداً "الدعم الكامل لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والتنسيق الكامل معه في ظل أزمة البلاد الحالية".

وأشار إلى "رفض القوى لأي محاولة للعنف أو الجر إلى العنف"، لافتاً إلى أن "الأزمة الحالية في السودان مرتبطة بصورة مباشرة بقضايا محددة في مقدمتها تسليم رئاسة المجلس الرئاسي للمدنيين".

وقال إن "الأزمة الحالية في السودان مرتبطة بصورة مباشرة بقضايا محددة في مقدمتها تسليم رئاسة المجلس الرئاسي للمدنيين".

وأشار القيادي بحزب الأمة القومي، صديق صادق المهدي، إلى أن "هناك قوى تسعى لإجهاض المشروع النهضوي السوداني"، مشيراً إلى أن "ما حدث في 21 أكتوبر أكد أن المدنية هي خيار الشعب". وتابع: "نحن متجهون لاستكمال المجلس التشريعي، وقريبون من الانتهاء منه".

اقرأ أيضاً: