واشنطن: روسيا قد تغزو أوكرانيا بأي وقت.. وموسكو: معلومات مضللة

time reading iconدقائق القراءة - 8
مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن- 11 فبراير 2022 - REUTERS
مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن- 11 فبراير 2022 - REUTERS
دبي- الشرقوكالات

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الجمعة، إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في أي وقت بما في ذلك أثناء دورة الألعاب الشتوية الأولمبية التي بدأت في الصين، وتجري من 4 إلى 20 فبراير، لكنه نفى تقارير أميركية ذكرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتّخذ بالفعل القرار النهائي بشن الهجوم الذي تتوقعه واشنطن وتنفي موسكو نيتها القيام به.

في المقابل، قالت روسيا إن "التصريحات الغربية عن قرب غزو أوكرانيا معلومات مضللة تهدف إلى تشتيت الانتباه عن الأفعال العدوانية لهذه الدول".

وأضاف سوليفان، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أن "الولايات المتحدة لا تزال ترى إشارات لتصعيد روسي بما ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية، وكما قلنا سابقاً، نحن في نافذة قد نرى فيها بدء غزو في أي وقت إذا ما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذلك".

وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي، إلى أن الهجوم الروسي المحتمل على أوكرانيا سيبدأ بقصف جوي وقد يتضمّن "هجوماً سريعاً" على كييف.

وبعد نحو ساعة على ما ذكرته شبكة PBS التلفزيونية الأميركية، نقلاً عن مسؤوليين أميركيين وغربيين لم تسمهم، بأن بوتين اتخذ قرار الغزو، قال سوليفان: "لا نقول إنّ بوتين اتّخذ قراراً نهائياً بشأن غزو أوكرانيا"، لكنه أشار إلى أن "العمل العسكري المحتمل قد يبدأ خلال دورة الألعاب الأولمبية، على الرغم من التكهنات التي اعتبرت أنه قد يحدث بعد ذلك".

وتوقّع سوليفان، أنّ يجري الرئيس جو بايدن مكالمة هاتفية بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لثنيه عن غزو أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي للصحافيين: "أتوقع أن يتباحث الرئيس بايدن هاتفياً مع الرئيس بوتين، لكن ليس لدي أي شيء لأعلنه في الوقت الراهن".

مغادرة أوكرانيا

وطالب سوليفان أي أميركيين ما زالوا في أوكرانيا بالمغادرة في غضون 24 إلى 48 ساعة، موضحاً أن "وقوع هجوم جوي روسي سيجعل المغادرة أمراً صعباً".

كما نصحت الحكومة البريطانية مواطنيها الجمعة، بمغادرة أوكرانيا بينما لا تزال الوسائل التجارية للسفر متاحة، وحذرت من السفر لكييف، فيما أعلنت إسرائيل بدء إجلاء عائلات دبلوماسييها مع تصاعد التوترات مع موسكو.

وأعلنت الحكومة البريطانية أنها اتخذت قراراً بسحب المزيد من موظفي سفارتها في العاصمة الأوكرانية.

وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تحذيراً لمواطنيها من السفر إلى أوكرانيا، وأعلنت بدء إجلاء عائلات دبلوماسييها.

وقالت الخارجية الإسرائيلية إنه "بسبب تصاعد التوترات وتعقّد الوضع في أوكرانيا، توصي مواطنيها في أوكرانيا ببحث الخروج منها، وكذلك الابتعاد عن مواقع التوترات".

كما دعت النرويج ولاتفيا رعاياهما إلى مغادرة أوكرانيا فوراً "بسبب وضع خطر ولا يمكن استشرافه".

ونصحت وزارة الخارجية الإستونية مواطنيها بالعودة من أوكرانيا وتجنّب السفر غير الضروري إلى هناك، محذرة في بيان من "خطر متزايد بشأن عمل عسكري روسي ضد أوكرانيا"

وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من تحذير الرئيس الأميركي، جو بايدن الخميس، لمواطنيه في أوكرانيا بضرورة المغادرة فوراً، قائلاً إنه لن يرسل جنوداً أميركيين لكييف وسط غزو روسي لإنقاذهم.

3 آلاف جندي أميركي في بولندا 

وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، "الشرق"، الجمعة بأن واشنطن قررت إرسال 3000 جندي إضافي إلى بولندا.

وقال المسؤول الأميركي: "بناء على توجيه من الرئيس (جو بايدن)، أمر وزير الدفاع لويد أوستن الجمعة، بإرسال 3000 جندي من فريق لواء المشاة القتالي 82 المحمول جواً ومقرّه في فورت براج بولاية نورث كارولينا، إلى بولندا".

وأضاف أن القوات ستُغادر قاعدة "فورت براج" العسكرية خلال اليومين المقبلين. ومن المتوقع أن تكون في مكانها بحلول أوائل الأسبوع المقبل.

وأوضح أن عمليات انتشار القوات الإضافية "مؤقتة" بطبيعتها، وتهدف إلى استكمال القوات الأميركية الموجودة بالفعل في أوروبا، والتي يزيد عددها عن 80 ألف جندي بموجب أوامر دورية ودائمة".

ورداً على الخطوة الأميركية، علّقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الجمعة، بقولها "إن الآلة العسكرية السياسية الأميركية جاهزة لتمر عبر حياة الناس مرة أخرى، والعالم بأسره يراقب كيف تكشف الطموحات العسكرية والإمبريالية عن نفسها"، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.

وأضافت أن "هستيريا البيت الأبيض أكثر دلالة من أي وقت مضى، حيث "يحتاج الأنجلوسكسونيون إلى حرب بأي ثمن"، متابعة أن الاستفزازات والمعلومات الخاطئة والتهديدات هي الطريقة المفضلة لحل مشاكلهم.

مباحثات غربية مكثّفة

وأعلنت برلين، الجمعة، أنّ القادة الغربيين وفي مقدّمهم الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس تعهّدوا بعد مشاورات هاتفية فرض "عقوبات شديدة" في حال غزت روسيا أوكرانيا.

وغرّد الناطق باسم المستشار الألماني كاتباً: "الحلفاء عازمون معاً على اتّخاذ عقوبات سريعة وجذرية في حقّ روسيا حال حصول انتهاكات جديدة لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".

وتنفي موسكو مراراً نيتها غزو أوكرانيا، ولكنها أوضحت أنها تعتبر وجود القوات الغربية والأسلحة في المجال السوفيتي السابق "تهديداً أمنياً غير مقبول".

عقوبات في قطاعي المال والطاقة

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، خلال الاتصال مع بايدن، إن عقوبات الاتحاد الأوروبي في حال تدخلت روسيا عسكرياً في أوكرانيا ستستهدف قطاعي المال والطاقة.

وقال مكتب فون دير لايين في بيان إن "الرئيسة فون دير لايين عرضت تفصيلاً ما ستكون عليه العقوبات القطاعية والفردية في حال حصل عدوان جديد من روسيا على أوكرانيا. وكررت أن كل الخيارات مطروحة وأن العقوبات ستطاول قطاعي المال والطاقة، إضافة الى صادرات التكنولوجيا المتطورة".

روسيا: لا نخطط لمهاجمة أوكرانيا

وفشلت محادثات كثيفة خلال الأيام الأخيرة، في إحراز تقدم نحو إيجاد حل للأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل 3 عقود.

واعتبرت روسيا أن الناتو يصعد الموقف بشأن أوكرانيا لتعزيز وجوده بالقرب من الحدود الروسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إن الدول الغربية، بمساعدة وسائل الإعلام، تنشر معلومات كاذبة بالإشارة إلى أن موسكو ربما تخطط لغزو أوكرانيا.

وأضافت الوزارة في بيان على موقعها على الإنترنت أن "الدول الغربية تحاول تشتيت الانتباه عن أعمالها العدوانية".

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، خلال لقاء مع نظيره البريطاني بين والاس في موسكو الجمعة، إن روسيا ليست الملامة على تصعيد التوتر في أوروبا، داعياً الغرب على وقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وأعلن بوتين أكثر من مرّة عدم وجود نيّة لغزو أوكرانيا، أحدثها خلال لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 7 فبراير في موسكو، حيث أكد "أن بلاده ليست بصدد التصعيد".

وفي 6 فبراير، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، لقناة "سولوفيوف لايف" إن روسيا "لا تخطط لمهاجمة أوكرانيا لأن موسكو ليست بحاجة إلى ذلك وليس في مصلحتها".

وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة "تاس" الروسية للأنباء: "مازلنا نقول إن روسيا لن تهاجم أحداً، ولسنا بحاجة لذلك، فهذا ليس في مصلحتنا، إنه مجرد هراء لتصميم أفكار وهمية حول العدوان الروسي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات