
قالت مصادر إثيوبية لـ"الشرق"، السبت، إن "الجيش الإريتري شارك في هجمات تسببت بدمار منشآت تابعة للأمم المتحدة في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا".
وأشارت المصادر، إلى حدوث دمار كبير في منشآت ومعسكرات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الإقليم.
وفي وقت سابق، السبت، قالت وكالة "بلومبرغ"، إن صور أقمار صناعية أظهرت استهداف منشآت أممية، ومخيمات تأوي لاجئين إريتريين في إقليم تيغراي، ما يتناقض مع مزاعم الحكومة الإثيوبية بأن الصراع في المنطقة انتهى إلى حد كبير.
وأضافت الوكالة، أن صور الأقمار الصناعية، تُظهر تدمير مرافق تابعة للأمم المتحدة، ووحدة رعاية صحية، ومدرسة ثانوية ومنازل في مخيمين يأويان لاجئين إريتريين بالإقليم.
وأوضحت أن الصور الثمانية التي التقطها قمر تجاري تابع لشركة "بلانيت لابس"، وهي شركة أميركية خاصة لتصوير الأرض، تظهر مخيمي "هيتساتس" و"شيميلبا"، اللذين كانا يستضيفان نحو 25 ألفاً و8 آلاف لاجئ على التوالي قبل شهرين، وفقاً لبيانات من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
استهداف متعمد
وقال إسحاق بيكر، المحلل لدى شركة "دي إكس أوبن نتوورك"، وهي مؤسسة غير ربحية لأبحاث الأمن البشري، ومقرها المملكة المتحدة: "تشير صور الأقمار الصناعية الأخيرة إلى أن المنشآت في المعسكرين يجري استهدافها بشكل متعمد".
وأضاف بيكر: "الحرائق المتكررة وواسعة النطاق تتوافق مع حملة متعمدة لمنع استخدام المخيم".
وتتابع مؤسسة "دي إكس" الصراع في الإقليم، وتحلل بيانات صور الأقمار الصناعية منذ 7 نوفمبر الماضي، بعد 3 أيام من إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الحرب ضد قوات "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي هيمنت على الحكومة الفيدرالية الإثيوبية لما يقرب من 3 عقود، قبل وصول آبي أحمد إلى السلطة عام 2018.
مخيم "شيميلبا"
وفي مخيم "شيميلبا"، تُظهر الصور الأرض المحروقة جراء هجمات على ما يبدو في يناير، كما أُحرقت منشأة تخزين تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، ومدرسة ثانوية تديرها لجنة كنيسة التنمية والمساعدات، وفقاً لتحليل "دي إكس".
بالإضافة إلى ذلك، تعرضت منشأة صحية تديرها الوكالة الإثيوبية لشؤون اللاجئين والعائدين بجوار مجمع برنامج الأغذية العالمي لهجوم أيضاً خلال الفترة ما بين 5 و8 يناير.
مخيم "هيتساتس"
وفي مخيم "هيتساتس" كانت هناك ما لا يقل عن 14 منشأة محترقة بالفعل، و55 أخرى متضررة أو مدمرة بحلول 5 يناير. وكانت هناك حرائق جديدة بحلول 8 يناير، وفقاً لتحليل "دي إكس".
صعوبة الوصول إلى المخيمات
ولم تتمكن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، من الوصول إلى المخيمات منذ بدء القتال في أوائل نوفمبر الماضي، وفقاً لكريس ميلتسر، مسؤول الاتصالات بالوكالة.
وقال ميلتسر، إن المفوضية تمكنت من الوصول إلى مخيميها الآخرين، "ماي عيني" و"عدي هاروش"، الواقعين في الجنوب.
وفيما يتعلق بمخيمي "هيتساتس" و"شيميلبا"، قال ميلتسر: "ليس لدينا أيضاً معلومات موثوقة من مصادرها عن الوضع في المخيمات أو سلامة اللاجئين".
وشاركت القوات الإريترية أيضاً في القتال، وتواجه اتهامات بنهب الشركات واختطاف اللاجئين، وفقاً لعمال إغاثة ودبلوماسيين مطلعين على الأوضاع.
في المقابل، نفت حكومتا إثيوبيا وإريتريا تورط القوات الإريترية في الصراع.
وتقول الأمم المتحدة، إن القتال لا يزال مستمراً في العديد من مناطق تيغراي، وإن 2.2 مليون شخص نزحوا خلال نوفمبر وديسمبر الماضيين.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أطلق في 4 نوفمبر، عملية عسكرية ضد قادة "جبهة تحرير شعب تيغراي"، وفي 28 نوفمبر أعلن الانتصار، عند سيطرة القوات الفيدرالية على عاصمة الإقليم.
مكافأة إثيوبية
وما زال زعيم الجبهة، ديبرتصيون جبريمايكل، وقادة رئيسيون متوارين عن الأنظار منذ سقوط ميكيلي عاصمة الإقليم، وفي منتصف ديسمبر، عرض الجيش الإثيوبي مكافأة قيمتها 200 ألف يورو تقريباً، مقابل الحصول على معلومات تسمح بتحديد مكانهم.
وشغلت الجبهة، في السابق مقاليد السلطة لما يقرب من 30 عاماً في العاصمة الفيدرالية أديس أبابا وتم تهميشها تدريجياً بعد وصول آبي أحمد إلى السلطة في 2018.
وبعد العملية العسكرية التي شنّها، عيّن آبي أحمد الحائز على جائزة "نوبل للسلام عام 2019"، إدارة جديدة في تيغراي، وأعلن النهاية الرسمية لعمليته العسكرية.
ومنذ ذلك الحين، كان دخول تيغراي صعباً جداً بالنسبة إلى الأمم المتحدة، والصحافيين والمنظمات الإنسانية.
ووفقاً للأمم المتحدة، ليس هناك حصيلة رسمية للصراع الأخير في تيغراي، لكن القتال دفع أكثر من 50 ألف شخص إلى البحث عن ملاذ في السودان، إذ تسبب في نزوح أكثر من 63 ألف شخص داخل المنطقة.