
قالت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، الثلاثاء، إن تجريف تركيا لأراضي وبساتين إقليم كردستان شمال العراق يمهد لـ"بناء قواعد عسكرية لها"، فيما دعت الحكومة باتخاذ "موقف رسمي".
ونقلت وكالة الأنباء العراقية "واع"، عن عضوة لجنة العلاقات الخارجية النيابية آلا طالباني قولها: إن "تجريف الأراضي والبساتين من قبل تركيا فيه جانبان، سياسي وبيئي، وفي كلا الجانبين خرق للدستور والمعاهدات واحترام حسن الجوار".
وأضافت: "أطنان الأخشاب التي قطّعت سوف تؤثر على البيئة في كردستان والعراق، بطرق غير قانونية"، مشيرةً إلى أن "شهود عيان يؤكدون أن أطنان الأخشاب التي تقطع تؤخذ إلى تركيا عن طريق الشاحنات، وهذا خرق واضح للسيادة"، لافتةً إلى أن "المعلومات تشير إلى أنها بداية لبناء قواعد عسكرية تركية".
وأشارت طالباني إلى أن "تركيا تدعي أن هدفها مطاردة حزب العمال الكردستاني، ولكن بهذا الشكل وبدون موافقات حكومة بغداد والإقليم يعد هذا خرقاً للسيادة"، مضيفةً أن "تجريف الغابات والبساتين يعد جريمة إنسانية".
ودعت عضوة لجنة العلاقات الخارجية النيابية "الحكومة الاتحادية العراقية إلى اتخاذ موقف رسمي"، مؤكدةً أن "لجنتها سوف تصدر بياناً وموقفاً تجاه ذلك".
"انتهاك للسيادة"
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ دهوك (شمال العراق) علي تتر، الثلاثاء، رأى رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد رضا آل حيدر، أن "استمرار العمليات العسكرية التركية انتهاك للسيادة العراقية"، معتبراً أن "للعراق حق الرد بكل أشكاله".
ولفت رضا إلى أن النزاع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني "يجب أن يعالج داخل الأراضي التركية وليس على أراضي" العراق.
وفي الأول من يونيو، جدد العراق وإقليم كردستان، مطالبتهما تركيا بوقف عملية قطع الأشجار في المناطق الحدودية التابعة للإقليم، حيث تخوض أنقرة معارك ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني.
وحضّت وزارتا الزراعة في حكومتَي العراق وإقليم كردستان، في بيان مشترك، الحكومة التركية على وقف "التصرفات العدائية" ضد الطبيعة والبيئة العراقية والكردستانية وسكان المنطقة.
ودعا البيان، حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية إلى اتخاذ إجراءات سريعة لوقف هذه الأعمال، كما ناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، التعاون لإيجاد حلول لهذه الأعمال "غير المسؤولة".
وقصفت تركيا، السبت الماضي، مخيم مخمور للاجئين في شمال العراق، إثر تحذيرات من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ"تنظيفه"، في هجوم أودى بحياة 3 أشخاص، بينهم قيادي كبير في حزب العمال، بسحب ما نقلته وكالة "فرانس برس".
وتثير العمليات التركية الأخيرة توتراً مع الحكومة العراقية، إذ كرر الرئيس التركي التأكيد أن بلاده تعتزم معالجة مسألة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، إذا كانت بغداد "غير قادرة على القيام بذلك".
وتتهم أنقرة حزب العمال الكردستاني باستمرار بأنه يسيطر على مخيم مخمور الواقع على مسافة 250 كيلومتراً جنوب الحدود التركية، حيث تعتبر السلطات التركية أن العراق لا يحرك ساكناً تجاه نشاط الحزب الذي يشنّ تمرداً ضدها منذ العام 1984 خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.
واعتبرت تركيا أنه ليس لديها خيار آخر سوى شنّ عمليات عسكرية في الأراضي العراقية ضد التنظيم الذي تصنفه هي وحلفاؤها الغربيون "إرهابياً".