تقرير: مكافآت إيرانية لـ"طالبان" لاستهداف قوات أميركية 

time reading iconدقائق القراءة - 6
جثمان أحد الجنود الأميركيين قتل في أفغانستان يصل إلى قاعدة دوفر الجوية شمال واشنطن - 25 ديسمبر 2019 - AFP
جثمان أحد الجنود الأميركيين قتل في أفغانستان يصل إلى قاعدة دوفر الجوية شمال واشنطن - 25 ديسمبر 2019 - AFP
دبي-الشرق

قالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن تقريراً لوكالات الاستخبارات الأميركية، كشف عن تقديم إيران "مكافآت مالية" لمقاتلين في حركة طالبان"، من أجل استهداف القوات الأميركية في أفغانستان، وارتبطت هذه المكافآت بست هجمات على الأقل تم تنفيذها العام الماضي، ومنها تفجير انتحاري استهدف قاعدة جوية أميركية في ديسمبر 2019.

ويأتي هذا التقرير بعد اتهام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران، أمس الأول، بـ"إرسال الأسلحة إلى تنظيمات "إرهابية"، بما فيها "حركة طالبان"، في تعليقه على إخفاق مجلس الأمن في تمديد حظر السلاح على إيران، وهو ما نفته الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين.

وأخفقت الولايات المتحدة الجمعة في مسعاها لتمديد حظر الأسلحة على إيران، بعدما عارضت روسيا والصين الخطوة في مجلس الأمن، بينما امتنعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وثماني دول أخرى عن التصويت.

إيران و"شبكة حقاني"

وكشفت شبكة "سي إن إن" أن تقريراً مشتركاً بين "وكالة الاستخبارات المركزية"، و"وكالة استخبارات الدفاع"، و"المركز الوطني لمكافحة الإرهاب"، أكد وجود مكافآت مالية تم تحويلها من جهة حكومية أجنبية إلى تنظيم مسلح يقوده ثاني أقوى رجل في "طالبان" وهو سراج الدين حقاني.

وعلى الرغم من إبقاء اسم الجهة الحكومية التي قدمت الأموال إلى "شبكة حقاني" سرياً، إلا أن مصدرين قريبين من الاستخبارات أكدا لـ"سي إن إن" أن "الأمر يتعلق بإيران".

وشنت "شبكة حقاني" هجوماً على قاعدة "باغرام" الأميركية في 11 ديسمبر الماضي، وقتل خلاله مدنيان وجرح 70 آخرون، من بينهم 4 أميركيين، وفق تقرير البنتاغون.

وأشارت الشبكة الأميركة إلى أن الغارة الجوية الأميركية التي استهدفت قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العاصمة العراقية بغداد، والتي جاءت بعد شهر من الهجوم على قاعدة "باغرام"، تم شنها بالتعاون مع وكالات استخبارات أجنبية، وذلك بهدف قطع التمويل الإيراني عن "طالبان"

مكافآت خلف هجوم "باغرام"

وقال أحد المشاركين في مفاوضات السلام بين "طالبان" وكابول لـ"سي إن إن"، إن "الهجوم على قاعدة باغرام، التي تعتبر أهم قاعة عسكرية أميركية في أفغانستان، دفع بالسلطات الأميركية إلى إعادة التفكير في الاستراتيجية المثلى لتأمين منشآتها في أفغانستان"، خصوصاً أن هذا الهجوم كان مختلفاً عن الهجمات السابقة للحركة.

 واستعملت سيارة مفخخة في الهجوم، وأتبعها هجوم 10 عناصر من "طالبان" على القاعدة، قبل مقتلهم في غارة أميركية.

وبسبب طبيعة هذا هجوم، الذي تزامن مع رصد حركة أموال مشبوهة، قال التقرير المشترك لأجهزة الاستخبارات الأميركية إن "هذا الهجوم تم تمويله فعلاً"، وهو ما تم إبلاغ وزير الدفاع مارك إيسبر، وكبار المسؤولين في البنتاغون به.

وعلى الرغم من اعتراف مسؤولين في الاستخبارات الأميركية بأن "شبكة حقاني" لا تقايض عادة هجماتها على القوات الأميركية بمكافآت مالية، إلا أن وثيقة البنتاغون أكدت الدفعات المالية التي تم تقديمها إلى "شبكة حقاني"، ولم تتضمن الهجوم على قاعدة "باغرام" فقط، بل هجمات أخرى يتم تنفيذها مستقبلاً. 

وعقب هجوم ديسمبر الماضي، ركزت وكالات الاستخبارات الأميركية جهودها على كشف العلاقة بين طهران و"شبكة حقاني"، وبحثت الرد المناسب عن هذه الهجمات.

إنقاذ اتفاق السلام

وأوصى "مجلس الأمن القومي" في مارس الماضي بعدم اتخاذ أي خطوة من شأنها تعطيل المفاوضات بين "حركة طالبان" والحكومة الأفغانية التي تم توقيعها في فبراير الماضي، بما فيها إجراءات ضد "شبكة حقاني"، وفق مصادر "سي إن إن".

وتتخوف إدارة ترامب أيضاً من فشل اتفاق السلام في أفغانستان، وبالتالي فشل أحد أهم رهانات ترمب الانتخابية، بسحب القوات الأميركية من أفغانستان.

اتهامات سابقة لروسيا

وكان تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، كشف تقديم الاستخبارات الروسية مكافآت مالية إلى "حركة طالبان"، من أجل استهداف قوات أميركية في أفغانستان، وأشارت إلى أن الاستخبارات الأميركية أعلمت البيت الأبيض بهذه التقارير.

ونفى البيت الأبيض معرفته بها، وأكد أن الرئيس دونالد ترمب لم يطلع قط عن ذلك، فيما سخرت موسكو من هذه المعلومات، وقالت إن "أطرافاً في الاستخبارات الأميركية هي من سربتها للتأثير على إدارة ترمب".

إيران تنفي دعم "طالبان"

ونفت إيران الاتهامات التي وجهها بومبيو إلى إيران بخصوص إرسال أسلحة إلى "حركة طالبان"، وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، اليوم الاثنين، إن "اتهامات لا أساس لها لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ضد بلدنا، بإرسال أسلحة إلى طالبان"، وأكد أن "ما يحدث في أفغانستان اليوم هو نتيجة التحريض على الحرب، والتدخل الأمريكي في شؤون أفغانستان"، وفق ما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية.

وقال خطيب زاده إن "الولايات المتحدة لم تعط توضيحاً حتى الآن، بشأن مطالب الرأي العام حول المروحيات التي تحلق فوق أفغانستان، تحت رعاية الناتو، لمساعدة تنظيم الدولة".