الأمم المتحدة تحذّر من "هدوء هش" في ليبيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
رجل يسير بجوار سيارة محترقة بعد اشتباكات طرابلس، ليبيا 28 أغسطس 2022 - REUTERS
رجل يسير بجوار سيارة محترقة بعد اشتباكات طرابلس، ليبيا 28 أغسطس 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

حذّرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، مما وصفته بـ"هدوء هش"، تشهده ليبيا بعد أيام من مواجهات عنيفة عصفت بالعاصمة طرابلس.

وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، خلال إحاطة في اجتماع بمجلس الأمن عن ليبيا: إنَّ "القتال في طرابلس وضواحيها قلَّت حدته في 28 أغسطس، لكن هذا الهدوء الهش لا يبدو واضحاً إلى متى سيستمر".

وأشارت إلى أنَّ مواجهات طرابلس تضمنت استخداماً عشوائيا للأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ممَّا أثر على المدنيين والبنية التحتية، وأدّى إلى سقوط 42 شخصاً على الأقل، بينهم 4 مدنيون، وإصابة أكثر من 159 شخصاً.

واعتبرت المسؤولة الأممية أنَّ المواجهات "بدت محاولة من القوات الموالية لفتحي باشاغا (رئيس الحكومة المكلّفة من البرلمان) للدخول إلى العاصمة من الشرق"، لافتة إلى أنه "تم صد هذه المحاولة بدعم من قوات زليتن التابعة لعبد الحميد الدبيبة (رئيس الحكومة المقالة من البرلمان)، وهو ما أجبر القوات المؤيدة لباشاغا على التراجع".

وأضافت أنَّ "محاولات القوات المسلحة الموالية لباشاغا للتقدم في العاصمة من الغرب والجنوب الغربي تم صدّها بنفس الشكل".

تقدّم محدود

وأعربت ديكارلو عن قلقها من "التقدم السياسي المحدود" في ليبيا خلال الشهر الماضي، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة "شددت بشكل مستمر على أن إجراء الانتخابات هو السبيل الوحيد لعبور المأزق الحالي".

وأضافت أنَّه "على الرغم من جهودنا المستمرة لم يتم إحراز أي تقدم في الوصول إلى توافق حول الإطار الدستوري اللازم للانتخابات"، مبينة أنَّ الخلاف بين الأطراف الليبية "لا يزال قائماً، خاصة حول معايير الأهلية للترشح للانتخابات الرئاسية".

 وحذَّرت من أنَّ "الانسداد السياسي الذي تشهده البلاد حالياً، والتأخير المستمر في تنفيذ العملية الانتخابية يمثل تهديداً للأمن داخل وحول طرابلس، ويمكن أن يمثل خطراً على كل الليبيين".

تطورات إيجابية

وقالت المسؤولة الأممية إنَّ الفترة الماضية شهدت عدة تطورات إيجابية، بما في ذلك الجهود المستمرة للجنة العسكرية المشتركة (5+5) للحفاظ على تنفيذ وقف إطلاق النار وتعزيزه، وإحرازها تقدماً في الانتهاء من الأساليب والإجراءات اللازمة لخروج القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من البلاد.

كما أشارت في هذا الصدد إلى استئناف إنتاج النفط، لكنها حذَّرت من أنَّ السخط الشعبي في المنطقة الجنوبية بسبب نقص الخدمات الأساسية، وظروف المعيشة الصعبة، يمكن أنْ يؤدي إلى إعادة إغلاق حقول النفط في هذه المنطقة.

وكشفت أنَّ بعض القوى في هذه المناطق هددت بإنشاء حكومة موازية في الجنوب الليبي إن لم تنفذ طلباتهم.

ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطاب والأعمال التصعيدية، واتّخاذ إجراءات فورية لوقف الاستقطاب السياسي ومنع تطور الأمر إلى العنف، مشددة على أن الليبيين "هم المسؤولون عن تحديد مستقبلهم". 

توحيد المؤسسات العسكرية

وقالت نائبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات أميرة الحفيتي، إن الإمارات تدين العنف المسلح الأخير في ليبيا وتدعو جميع الأطراف لوقف العمليات العسكرية فوراً. 

ودعت إلى الانسحاب السريع لكل المجموعات المسلحة من المناطق المدنية في العاصمة طرابلس، مشددة على أهمية الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين خصوصاً الأطفال والنساء، إضافة إلى البنية التحتية المدنية، والمنشآت الطبية.

وقالت إنَّ الإمارات تحث جميع الأطراف على الانخراط في الحوار وتغليب المصالح الوطنية وإعادة السلام والأمن إلى ليبيا، داعية الأطراف الليبية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتوحيد المؤسسات العسكرية ومواجهة الفوضى والاقتتال بين المجموعات المسلحة في طرابلس وضواحيها.

 بدورها، أكدت الولايات المتحدة أنها ستسمر في دعم الجهود الأممية لتأمين إطار دستوري للانتخابات وموعد محدد لإجراء الانتخابات، معتبرة أنَّ الجولة الأخيرة من العنف هي نتيجة على الإخفاق في تغليب المصالح الوطنية.

وحثت على تعيين مبعوث جديد للأمين العام إلى ليبيا لاستئناف جهود الوساطة بدعم دولي، وبدعم من مجلس الأمن.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات