انطلقت مساء الاثنين، فعاليات الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي بشعار "أمواج التغيير"، وسط تظاهرة فنية وجماهيرية كبيرة شهدتها مدينة جدة "البلد"، الحي التاريخي المسجل ضمن موقع التراث العالمي.
وتعرض مهرجان البحر الأحمر للتأجيل عقب جائحة كورونا، بعد أن كان مقرراً انطلاقه في مارس العام الماضي، ليتغير موعده على خريطة المهرجانات العربية إلى شهر ديسمبر، بعد يوم واحد من ختام مهرجان القاهرة السينمائي.
وقدم حفل الافتتاح الممثل يعقوب الفرحان والمخرجة فاطمة البنوي، وتم عرض الفيلم الموسيقي "سيرنو" Cyrano للمخرج البريطاني جو رايت، ومن بطولة بيتر دينكلاج وهيلي بينيت وكيلفن هاريسون جونيور.
"أمواج التغيير"
المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة السعودية، اختار شعار "أمواج التغيير" كعنوان لدورته الأولى، في محاولة لمواكبة رؤية "المملكة 2030"، والتي تسعى ضمن أهدافها لإحداث حالة حراك ثقافي وفني يضاعف من القوة الناعمة للسعودية، وتأثيرها في المنطقة، بحسب تصريح محمد التركي رئيس لجنة المهرجان لـ"الشرق".
وأضاف التركي، أن المهرجان "يسعى لأن يكون منصة للتقارب بين صناع السينما العرب والعالميين، وبين صناع السينما السعودية، وبخاصة الشباب، الذين يعرض لهم 27 فيلماً خلال فعاليات الدورة الأولى، وهو رقم كبير يعكس حالة الحراك التي تعيشها السينما السعودية".
138 فيلماً
ويعرض المهرجان 138 فيلماً، من 67 دولة، بينها 27 فيلماً في عرضها العالمي الأول.
وقال مدير مسابقة الأفلام العربية أنطوان خليفة لـ"الشرق": "نحن متحمسون للقاء الجمهور مع عروض المهرجان، نسعى لمعرفة رد فعله على اختياراتنا من الأفلام العربية والسعودية بوجه خاص، وهي اختيارات حاولنا أن نراعي فيها التنوع والاختلاف في المدارس والأساليب السينمائية، وكذلك استيعاب الأجيال المختلفة بأفكارها المتباينة".
صفحة جديدة
وكرم المهرجان في دورته الافتتاحية الممثلة الفرنسية كاترين دينوف، والممثلة المصرية ليلى علوي، والمخرجة السعودية هيفاء المنصور، وذلك في إطار احتفائه بالمرأة ودورها في صناعة السينما.
المخرجة هيفاء المنصور قالت لـ"الشرق": "شعوري لا يوصف، أن أكون في بلدي ويتم تكريمي فيه، لدينا الآن سينما ومهرجان يحتفي بالفن، نحن نفتح صفحة جديدة مع الحضارة، السينما تقربنا من العالم، وتقرب العالم منا".
وأبدت المنصور سعادتها بوجود عدد من المخرجات في السينما السعودية، قائلة: "من المهم أن نحتفي بالأصوات السينمائية الواعدة، فالسينما تعطي صوتاً للمرأة".
خطوة متأخرة
وأبدى عدد كبير من النجوم وصناع السينما الحاضرين للافتتاح سعادتهم بإقامة المهرجان، حيث وصف المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد إقامة المهرجان بأنها "خطوة تأخرت كثيراً"، وأضاف لـ"الشرق": "السينما العربية تحتاج إلى مهرجان يحتضن الأفلام المهمة التي تحكي عن المشاكل والآمال، وطبيعي أن تتصدى السعودية لهذه المهمة في ظل حالة الحراك السينمائي الذي تشهده".
أما المخرج المصري سمير نصر، المشارك في المهرجان بفيلم "شرف" للكاتب صنع الله إبراهيم، اعتبر أن إقامة المهرجان تعد بمثابة "حدث مهم انتظرته السينما العربية كثيراً"، مضيفاً لـ"الشرق": "المهرجانات منفذ حقيقي للأفلام التي لا تندرج تحت بند السينما التجارية، خصوصاً أن مهرجان البحر الأحمر يلبي حاجة ماسة لجمهور الخليج وشبه الجزيرة العربية، بعد توقف مهرجاني دبي وأبوظبي".
شراكة مع "mbc"
وعلى هامش المهرجان، تم الإعلان عن شراكة تجمعه مع مؤسسة "MBC" الإعلامية، لتشمل صناعة الأفلام، مع تواجد العديد من إنتاجات "استوديوهات MBC" التي ستعرض في المهرجان، منها فيلمان تم تقديمهما عن فئة "السينما السعودية الجديدة" وهما: "كيان" لحكيم جمعة، و"الطريق 10" لعمر نعيم، و"ربتشر" لحمزة جمجوم المشارك في مسابقة مهرجان البحر الأحمر، بالإضافة إلى فيلم "بُلوغ" من إنتاج مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
من جانبها، ستمنح منصة "شاهد" خلال المهرجان جائزة نقدية قدرها 100 ألف دولار لمشروع سعودي قيد التطوير أو الإنتاج، فيما سيُعرض العمل الفائز على منصة "شاهد" في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.