اليمن وليبيا على طاولة مباحثات بلينكن وشكري

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من مباحثات وزيري خارجية مصر والولايات المتحدة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 20 سبتمبر 2022. - AFP
جانب من مباحثات وزيري خارجية مصر والولايات المتحدة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 20 سبتمبر 2022. - AFP
دبي - الشرق

ناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره المصري سامح شكري، الشراكة بين البلدين، شاكراً لمصر "جهودها في تعزيز الاستقرار في المنطقة"، وبحثا الملف الليبي واليمني

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن بلينكن التقى شكري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وشكر مصر على "جهودها في تعزيز الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك دعم تدابير الأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين".

وأضاف أن الوزيرين بحثا دعم إجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت، فضلاً عن الهدنة الأممية في اليمن، واستئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وصنعاء. 

وبحث الوزيران مسألة حقوق الإنسان، إضافة إلى استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "COP27" في نوفمبر المقبل. 

أزمة ليبيا

واتخذت الأزمة في ليبيا والتي تراقبها مصر بدقة، منحى خطيراً في أغسطس الماضي، مع اندلاع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في عدة أحياء وشوارع بالعاصمة الليبية طرابلس، بين فصائل مسلحة محسوبة على كلٍ من رئيس الحكومة المقالة من البرلمان عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، أدّت إلى سقوط 42 شخصاً على الأقل، بينهم 4 مدنيين، وإصابة أكثر من 159 شخصاً.

وتبادل طرفا الأزمة السياسية في ليبيا، الاتهامات، بعد الاشتباكات، إذ قال الدبيبة في خطاب، إن "الانتخابات هي الحل الوحيد" للأزمة السياسية في البلاد، وإن "الجميع سيرحل" بعد إجرائها، "بما في ذلك أنا"، ولكن بـ"الصندوق"، فيما أكد باشاغا أن حكومته "ناتجة عن عملية سياسية دستورية ديمقراطية".

وتأتي هذه الاشتباكات الأخيرة في إطار التنافس المستمر بين حكومة الدبيبة المقالة، وحكومة باشاغا التي عيَّنها البرلمان الليبي في فبراير الماضي.

وتتخذ حكومة الدبيبة من العاصمة طرابلس مقراً لها، فيما تتخذ حكومة باشاغا من مدينة سرت (450 كيلومتراً شرق العاصمة) مقراً، وتحاول منذ مايو الماضي الدخول إلى طرابلس لممارسة مهامها من هناك، وهو ما ترفضه حكومة الدبيبة، التي تصر على أنها لن تسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة.

دعوات أميركية وأممية

وفي السادس من الشهر الجاري، دعت الأمم المتحدة ممثلة بالقائم بأعمال رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، ريزدون زينينجا، لـ"تيسير التوصل إلى اتفاق على مسار للانتخابات الوطنية في أقرب وقت ممكن"، 

ونقلت البعثة عبر حسابها على "تويتر"، عقب زيارة وفد من مدينة مصراتة، الواقعة في وسط ليبيا، إلى البعثة، عن زينينجا قوله إنه "لا حل عسكرياً للانسداد الانتخابي والتنفيذي في البلاد".

وأضاف: "لذا فإن الأولوية للأمم المتحدة، العمل مع جميع الأطراف الليبية لتيسير التوصل إلى اتفاق على مسار للانتخابات في أقرب وقت ممكن".

من جهته، أشار السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند في تغريدة على "تويتر" إلى أنه "وعقب الاشتباكات الأخيرة على وجه الخصوص، بدأ من الواضح أنّ الوضع الراهن غير قابل للاستمرار"، حاثاً جميع الجهات الفاعلة الخارجية والداخلية في ليبيا على التحرّك نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في "أقرب وقت ممكن".

الهدنة في اليمن

وفي اليمن، تدور الحرب بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق في شمال وغرب البلاد.

واتفق الطرفان على هدنة رعتها الأمم المتحدة، في 2 أبريل الماضي، تم تمديدها في 2 أغسطس المنصرم لشهرين إضافيين حتى الثاني من أكتوبر القادم.

وتبحث الأمم المتحدة وعدة دول فاعلة في الملف اليمني، إلى توسيع بنود الهدنة. وفي يوم إعلان تمديد الهدنة أي في الثاني من أغسطس، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج في بيان، إن هذا التمديد يتضمن "التزاماً من الأطراف بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن".

وأكد أنه شارك مع الطرفين "مقترحاً عن اتفاق هدنة موسَّع، وتلقيت تعليقات جوهرية من الجانبين حول هذا المقترح"، متابعاً أن المقترح "سيتيح المجال أمام التوصل إلى اتفاق على آلية صرف شفافة وفعّالة لسداد رواتب موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المدنيين بشكل منتظم، وفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير المزيد من وجهات السفر من مطار صنعاء وإليه، وتوفير الوقود وانتظام تدفقه عبر موانئ الحديدة".

وأضاف أن "من شأن الإتفاق الموسّع أن يوفّر أيضاً الفرصة للتفاوض على وقف إطلاق نار شامل وعلى القضايا الانسانيه والاقتصادية، وللتحضير لاستئناف العملية السياسية بقيادة اليمنيين تحت رعايه الأمم المتحدة للوصول إلى سلام مستدام وعادل".

تنازلات حوثية

وفي سبتمبر الماضي، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج في مقابلة مع "الشرق"، إن واشنطن ملتزمة بـ"توسعة" الهدنة بحلول الثاني من أكتوبر المقبل، مشيراً إلى أن ذلك يستدعي من جماعة الحوثي في اليمن التحلي بـ"المرونة"، وتقديم "تنازلات".

وجاءت تصريحات المبعوث الأميركي في مقابلة خاصة مع "الشرق" ، ضمن جهود الولايات المتحدة لدعم مقترح توسعة الهدنة في اليمن.

وأضاف ليندركينج من الرياض، حيث حل ضمن جولة إقليمية تشمل سلطنة عمان ودولة الإمارات، أن "ما يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه كالتزام، هو توسيع إطار الهدنة لتحقيق المزيد من الفوائد للشعب اليمني"، لافتاً إلى أن هذا الهدف الأساسي وراء جولته الحالية في المنطقة.

وأكد المبعوث الأميركي "حدوث خروقات كبيرة" من جانب الحوثيين "خلال الأسابيع الماضية وأواخر يوليو، وفي مستهل أغسطس وحول تعز أكبر مدينة في اليمن، والتي تعيش تحت حصار يفرضه الحوثيون"، معتبراً أن ذلك "يناقض شروط الهدنة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات