كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن صور للأقمار الصناعية تظهر أن إيران تعيد بناء منشأة نطنز النووية الرئيسية في البلاد لتجميع أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم، والتي دُمّرت في انفجار غامض في يوليو الماضي اعتبرته طهران "عملاً تخريبياً ارتكبه العدو".
وأظهرت الصور أن الموقع الجديد للمنشأة يقبع تحت سلسلة من الجبال، بالتوافق مع تعهدات إيران بعد الانفجار بإعادة بناء المبنى المحطم في "قلب الجبال" من أجل حمايته من هجوم جوي أو تهديدات أخرى.
وقالت الصحيفة إن فريقها للتحقيقات المرئية قام بتتبع البناء في الموقع باستخدام الصور الجديدة التي أظهرت للمرة الأولى مداخل نفق جديد لمبنى تحت الأرض، تحت سلسلة من التلال في سفوح الجبال جنوب منشأة نطنز، على بُعد نحو 140 ميلاً جنوب طهران.
وأوضحت الصحيفة أن فريقها تعاون مع جيفري لويس، خبير الحد من التسلح في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية بمونتيري في كاليفورنيا، لتفسير الصورة الجديدة.
ونقلت عن لويس قوله: "من المحتمل أن تكون المنشأة الجديدة موقعاً أكثر أماناً لتجميع أجهزة الطرد المركزي، فهي تقع بعيداً عن الطريق وتوفر لها التلال حماية من هجوم جوي".
رصد الأدلة
وشرح لويس الأدلة على أن البناء تحت الأرض كان جارياً في موقع نطنز منذ الانفجار، قائلاً: "هناك، كما يبدو، مدخلان لنفقين على جانبي سلسلة تلال كبيرة، مع كومة ردم من حفريات قريبة. المساحة بين المدخلين كبيرة بما يكفي لاستيعاب مرفق بحجم مبنى تجميع أجهزة الطرد المركزي الذي دُمر هذا الصيف والذي أشارت إيران إلى أنها كانت تعيد بناءه في الجبال".
وفق "نيويورك تايمز"، يسمح النظر إلى صور الأقمار الصناعية الملتقطة على مدى أشهر بتتبع التغييرات، حتى لو كانت بسيطة وغير واضحة مثل كومة من التراب، فهي تشكل دليلاً.
وقال لويس: "المفتاح الرئيسي هو كومة الردم من الحفريات التي لم تكن موجودة في يوليو، إضافة إلى إعادة تشكيل طريقين على جانبي التلال المؤدية إلى ما يبدو أنه مداخل أنفاق".
وفي حديث إلى "نيويورك تايمز"، أشارت أليسون بوتشيوني، محللة الصور التابعة لـ"مركز الأمن والتعاون الدولي" في جامعة ستانفورد، إلى علامات أخرى منبّهة إلى الحفريات قرب كومة الحطام.
وأوضحت بوتشيوني أنه بين كومة الحطام وموقع الحفر أظهرت الصور "مسارات محفورة في الأرض لونها فاتح أكثر من الطريق الحالي المزدحم".
ووفق الصحيفة، تشمل موجة النشاط في نطنز، التي التقطتها الأقمار الصناعية في الأشهر الأخيرة، بناء طرق جديدة وحفريات إضافية بدأت بعد الانفجار.
وأشارت إلى أن باحثين من شركة AllSource Analysis المعنية بتحليل الصور والمعلومات الجغرافية و"معهد العلوم والأمن الدولي" حددوا المنطقة مسبقاً وقالوا إنه يتم إنشاء أنفاق إضافية، وذلك يشير إلى أن العمل جارٍ في مجمع أكبر تحت الأرض.
وذكّرت الصحيفة بأن الكشف عن بناء منشأة نطنز في عام 2002، حين كانت لا تزال سرية، جرى باستخدام صور الأقمار الصناعية أيضاً.