رغم صعود "بتكوين".. مخاوف الرهان على العملات الرقمية لازالت قائمة

time reading iconدقائق القراءة - 4
عملة معدنية افتراضية تمثل العملة الرقمية بيتكوين - REUTERS
عملة معدنية افتراضية تمثل العملة الرقمية بيتكوين - REUTERS
دبي-بلومبرغ

أدَّت علامات الإقبال الواسع على "بتكوين" عبر قطاع الخدمات المالية إلى إرسالها إلى آفاق جديدة، مع تجاوز العملة المشفرة سعر تداول 50 ألف دولار لأوَّل مرة.

وبعد أسبوع من إعلان شركة "تيسلا" عن استثمارها 1.5 مليار دولار في "بتكوين"، تواصل العملة الرقمية الأشهر، شقِّ طريقه وسط فئات التمويل التقليدي، إذ تفيد آخر الأخبار بأنَّ وحدة استثمارية في "مورغان ستانلي" تدرس إمكانية المراهنة على "بتكوين"، كما وافقت كندا أيضاً على أوَّل صندوق متداول في البورصة لعملة "بتكوين" في أميركا الشمالية.

وهناك أدلة على أنَّ المزيد من الشركات بدأت في إضافة خدمات للعملات المشفرة، وهي فئة الأصول التي لا تزال تخضع بطريقة محدودة للعمليات التنظيمية، وهي مثيرة للجدل بين صانعي السياسات.

وقال مصرف "بي إن واي ميلون" (BNY Mellon)، إنه شكل فريقاً جديداً يعمل على تطوير منصة إيداع وإدارة للأصول التقليدية والرقمية.

وقالت شركة "ماستركارد"، إنَّها ستبدأ في السماح لحاملي البطاقات بالتعامل بعملات مشفَّرة معينة على شبكتها، ليضيف الجمع بين الشخصيات البارزة، مثل الملياردير "إيلون ماسك"، والبنوك القوية ذخيرة جديدة لمكاسب "بتكوين" الصاعدة بسرعة هائلة.

وقال "إدوارد مويا"، كبير محللي السوق في "أواندا كورب" Oanda Corp، إن "المفتاح من أجل أن تحقق بتكوين مساراً أعلى، هو الفوز بمزيد من التأييد المؤسسي".

جدل حول القيمة

لا يزال هناك نقاش حادٌّ حول ما إذا كانت "بتكوين" أصلاً مشروعاً له أي غرض، أو قيمة حقيقية، فقد جرى ازدراء العملة الافتراضية لدورها في غسيل الأموال والاحتيال، ومؤخراً قال الخبير المالي نسيم نيكولاس طالب، مؤلِّف كتاب "البجعة السوداء" (البجعة السوداء، تعني مخاطر لا يمكن التنبؤ بها)، إنه يتخلص من عملة البتكوين الخاصة به.

وقال طالب على تويتر، إنه ليس من المفترض أبداً أن تكون العملة أكثر تقلباً مما يجري شراؤه أو بيعه باستخدامها، مضيفاً أنَّه لا يمكنك تسعير السلع بالعملة المشفرة. وتابع أنه "وفقاً لذلك، فإنَّها تعدُّ فاشلة (على الأقل في الوقت الحالي)".

ومع ذلك، فقد ارتفع اتجاه السعر، وتعدُّ "بتكوين" مثالاً آخر على تجاوزات المضاربة للمستويات القياسية التي تُميِّز هذا السوق الصاعد، إلى جانب الأسهم الرخيصة (منخفضة القيمة)، وشركات منتجات "الماريجوانا". 

تيسلا وما بعدها

هناك إشارات إلى أنَّ المزيد من الشركات ذات الوزن الثقيل في "وول ستريت" قد تنغمس في سوق العملات المشفرة. وفي مقابلة مع محطة "سي إن بي سي"، قال "دانييل بينتو"، الرئيس المشارك لشركة "جيه بي مورغان تشيس آند كو"، إنَّ طلب العميل لم يتوفَّر بعد على "بتكوين"، لكنَّه متأكِّد من أنَّ ذلك سيتغيَّر.

وذكرت وكالة "بلومبرغ" أنَّ شركة "كوانتر بوينت جلوبال" (Counterpoint Global)، إحدى وحدات شركة "مورغان ستانلي إنفيستمينت مانجمينت"، بدأت تستكشف ما إذا كانت العملة المشفرة ستكون خياراً مناسباً لمستثمريها، وفقاً لمصادر على دراية بالموضوع، إذ يتطلب المضي قدماً في الاستثمارات موافقة الشركة، والجهات التنظيمية.

وقال "باتريك كامبوس"، كبير مسؤولي الاستراتيجيات في شركة "سيكيورينسي" (Securrency)، وهي مطوِّر للتكنولوجيا المالية، والتنظيمية القائمة على تقنية "بلوكتشين": "مع كل تصريح مهم مثل التصريح الذي أصدره مصرف (بي إن واي ميلون)، يجري تحفيز المؤسسات الأخرى على تبني ونشر الأصول الرقمية بشكل أسرع".

وأوضح قائلاً: "سيشجِّع إعلان (تيسلا) الأخير الشركات والمؤسسات الكبيرة الأخرى على قبول العملات المشفَّرة، ليس كفئة أصول جديرة بالاهتمام فقط، ولكن ربما حتى كفئة أساسية".

*هذه المادة من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ

اضغط هنا لقراءة النص من المصدر