قالت دراسة علمية حديثة إن العاملين في مجال الرعاية الصحية أكثر عرضة لعدوى فيروس كورونا الحادة، بمقدار 7 أضعاف من أولئك الذين يعملون في أنواع أخرى من الوظائف "غير الأساسية".
وبحسب ورقة بحثية جديدة نُشرت، الثلاثاء، في مجلة "الطب المهني والبيئي" وجد الباحثون أن أولئك الذين يعملون في قطاعي الرعاية الاجتماعية والنقل، لديهم فرصة للإصابة بالعدوى بمعدل يقترب من الضعف مقارنة بالعاملين في الوظائف الأخرى، بينما تؤكد الدراسة على وجود حاجة ماسة لضمان حماية العاملين في تلك الوظائف.
خطر العدوى
وبحثت دراسات قليلة في الاختلافات خطر الإصابة بعدوى كورونا بين المجموعات المختلفة من العمال. وفي الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن العاملين في وظائف الرعاية الصحية معرضون لمخاطر متزايدة، إلا أنه ليس من الواضح ما هي نسبة تلك المخاطر، أو احتمالات إصابة العاملين في القطاعات الأخرى.
وقارن الباحثون خطر الإصابة بعدوى كورونا المستجد لدى العاملين الأساسيين وغير الأساسيين، اعتماداً على البيانات الواردة من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وسجلات الوفيات في الفترة ما بين 16 مارس و26 يوليو 2020.
وتعد دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة إحدى الدراسات العرضية (طويلة المدى) التي تتبع العوامل المحتملة التي تؤثر على حوالي نصف مليون بالغ في بريطانيا.
الأطقم الطبية في المقدمة
في تلك الدراسة، تم تعريف العدوى الشديدة على أنها نتيجة اختبار إيجابية لفيروس كورونا أثناء وجود المريض في المستشفى، أو وفاته جراء تلك العدوى.
وشملت الدراسة أكثر من 120 ألف موظف تتراوح أعمارهم بين 49 و64 عاماً. من بين هؤلاء تم تصنيف أكثر من 35 ألف شخص كعاملين أساسيين (الرعاية الصحية حوالي 11 ألف شخص)، (الرعاية الاجتماعية والتعليم حوالي 13 ألف شخص)، (الشرطة، العاملون في النقل، والطهاة وموصلو الأطعمة حوالي 11 ألف شخص).
في عينة البحث، أصيب 271 موظفاً في مجال الرعاية الصحية (أطباء وصيادلة وممرضون ومسعفون) بعدوى شديدة.
ومقارنة بالعاملين غير الأساسيين، تُشير تلك الأعداد إلى خطر إصابة أكبر بمقدار سبعة أضعاف لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية.
العاملون في مجال الرعاية الاجتماعية والتعليم والنقل يقترب خطر إصابتهم من ضعف العاملين غير الأساسيين، باحتمال تصل نسبته إلى 84%، في حين يزيد خطر إصابة العاملين في المجالات الأساسية الأخرى بمقدار 60% عن العمال غير الأساسيين.
الأعراق عامل مؤثر
وعندما نظر الباحثون في تأثير الأعراق وجدوا أن مخاطر الإصابة الشديدة للعمال من أصول إفريقية والآسيويين، غير الأساسيين، كانت مماثلة لتلك الخاصة بالعمال الأساسيين البيض، ما يشير إلى أن العرق عامل رئيسي في الإصابة بالعدوى الشديدة.
وكان العمال غير الأساسيين من العرق الإفريقي أو الآسيوي، أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية الحادة بثلاثة أضعاف مقارنة بالعمال البيض غير الأساسيين. في حين أن العمال الأساسيين من أصول إفريقية والآسيويين أكثر عرضة للإصابة بثمانية أضعاف من نظرائهم البيض العاملين في المهنة نفسها.
وتعزز النتائج التي توصل إليها الباحثون الحاجة إلى وجود إجراءات ملائمة للصحة والسلامة وتوفير معدات الوقاية الشخصية للعاملين الأساسيين، لا سيما في قطاعي الصحة والرعاية الاجتماعية.