دراسة: تراكم فيروس كورونا في الرئة سبب رئيسي لوفاة المرضى

time reading iconدقائق القراءة - 5
ممرضة تساعد مريضاً مصاباً بفيروس كورونا في وحدة العناية المكثفة بمستشفى جامعة بيير زوبدا-كويتمان (CHU) في فورت دي فرانس بجزيرة مارتينيك الكاريبية الفرنسية-29 أغسطس 2021 - AFP
ممرضة تساعد مريضاً مصاباً بفيروس كورونا في وحدة العناية المكثفة بمستشفى جامعة بيير زوبدا-كويتمان (CHU) في فورت دي فرانس بجزيرة مارتينيك الكاريبية الفرنسية-29 أغسطس 2021 - AFP
القاهرة-محمد منصور

توصلت دراسة جديدة إلى أن تراكم الفيروس التاجي في الرئتين من المحتمل أن يكون وراء معدلات الوفيات الحادة التي شوهدت في الوباء. 

وذكر المحققون أن نتائج الدراسة تتناقض مع الشكوك السابقة التي تزعم أن العدوى المتزامنة، مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي أو المبالغة في رد فعل جهاز الدفاع المناعي للجسم، لعبت دوراً رئيسياً في زيادة خطر الوفاة.

وأظهرت الدراسة الجديدة بقيادة باحثين في كلية "جروسمان" للطب في جامعة نيويورك، أن الأشخاص الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا المستجد لديهم في المتوسط 10 أضعاف كمية الفيروس (الحمل الفيروسي) في الشعب الهوائية السفلية، كما هو الحال مع المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين نجوا من مرضهم. 

ولم يجد الباحثون أي دليل على تورط عدوى بكتيرية ثانوية كمسبب للوفاة. كما تشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن فشل الجسم في التعامل مع الأعداد الكبيرة من الفيروسات التي تصيب الرئتين مسؤول إلى حد كبير عن حالات الوفاة.

استخدام مضادات الفيروسات

الإرشادات الحالية الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لا تشجع على استخدام مضادات الفيروسات مثل عقار "ريمديسفير" للمرضى المصابين بأعراض خطيرة تستلزم وضعهم على جهاز التنفس الاصطناعي، لكن الباحثين في الدراسة يشيرون إلى أن هذه الأدوية قد تظل أداة قيّمة في علاج هؤلاء المرضى.

وعلى الرغم من المخاوف السابقة من أن الفيروس قد يدفع الجهاز المناعي لمهاجمة أنسجة الرئة في الجسم ويؤدي إلى مستويات خطيرة من الالتهاب، لم يجد المحققون أي دليل على أن هذا كان مساهماً رئيسياً في وفيات المصابين بالعدوى في المجموعة المدروسة، إذ لاحظ الباحثون أن قوة الاستجابة المناعية بدت متناسبة مع كمية الفيروس في الرئتين.

وتسبب فيروس كورونا المستجد حتى الآن في وفاة أكثر من 4 ملايين ونصف مليون شخص في جميع أنحاء العالم. 

يذكر أن الخبراء يعزون معدل الوفيات المرتفع الذي شوهد في الأوبئة الفيروسية الأخرى، مثل الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 وإنفلونزا الخنازير عام 2009، إلى عدوى بكتيرية ثانوية.

ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كانت مشكلة مماثلة هي التي تسببت في وفاة مرضى كورونا المستجد.

دور العدوى الثانوية

وتوضح الدراسة المنشورة، الثلاثاء، في إحدى دوريات "نيتشر" دور العدوى الثانوية والحمل الفيروسي ومجموعات الخلايا المناعية في وفيات كورونا المستجد. ويقول الباحثون إن التحقيق يوفر المسح الأكثر تفصيلاً لبيئة مجرى الهواء السفلي لدى مرضى فيروس كورونا.

ومن أجل إجراء تلك الدراسة، جمع الباحثون عيّنات بكتيرية وفطرية من رئتي 589 رجلاً وامرأة تم نقلهم إلى المستشفى في منشآت جامعة نيويورك لانجون في مانهاتن ولونغ آيلاند. 

وخضع جميع المرضى للعلاجات القياسية علاوة على وضعهم على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وبالنسبة لمجموعة فرعية من 142 مريضاً خضعوا أيضاً لإجراء تنظير القصبات لتنظيف ممراتهم الهوائية، قام الباحثون بتحليل كمية الفيروس داخل مجاري الهواء السفلية لديهم وحددوا الميكروبات الموجودة من خلال دراسة أجزاء صغيرة من الشيفرة الجينية للجراثيم. وقام مؤلفو الدراسة أيضاً بمسح نوع الخلايا والمركبات المناعية الموجودة في الشعب الهوائية السفلية.

وكشفت الدراسة أن أولئك الذين ماتوا كان لديهم في المتوسط نسبة 50% أقل من نوع من المواد الكيميائية المناعية التي تستهدف فيروس كورونا، مقارنة بمرضى كوفيد-19 الذين نجوا من المرض. 

وهذه البروتينات المخصصة هي جزء من الجهاز المناعي التكيّفي في الجسم، وهي مجموعة فرعية من الخلايا والمواد الكيميائية التي "تتذكر" غزو الميكروبات المصادفة حديثاً، ما يجعل الجسم مستعداً بشكل أفضل للتعرّض في المستقبل.

وتشير هذه النتائج إلى أن مشكلة الجهاز المناعي التكيّفي تمنعه من مكافحة فيروس كورونا بشكل فعال. ويقول الباحثون إنه إذا تمكنا من تحديد مصدر هذه المشكلة، فقد نستطيع إيجاد علاج فعال يعمل من خلال تعزيز دفاعات الجسم.